أطلق مجموعة من الأعضاء الغاضبين بحزب التقدم والاشتراكية نداء عاجلا موجها إلى محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام للهيئة السياسية ذاتها، يطالبونه فيه بالتعجيل بتقديم استقالته من منصب "زعيم" الحزب، بسبب ما أسموه بسوء التدبير والتقدير وتغييب للديمقراطية الداخلية داخل الحزب يساري التوجه. وربط التيار الغاضب بحزب علي يعتة، من خلال مبادرة "سنواصل الطريق"، باقي الأسباب التي تقف وراء الدعوة إلى استقالة بنعبد الله ب"القرارات والمواقف الانتهازية وغير المسؤولة للقيادة الحالية، التي جعلت اليوم الحزب في عزلة شعبية ومؤسساتية لم يعرف مثلها من قبل"، مضيفين أنه "لولا القاسم الانتخابي الجديد وإلغاء العتبة لمني الحزب بهزيمة شنيعة خلال هذه الانتخابات". وقال عز الدين العمارتي، عضو المكتب السياسي لحزب "الكتاب"، إن هذه المبادرة هي خلاصة نقاش فتحه مجموعة من المناضلين من مختلف الأجيال، وتهدف بالأساس إلى خلق نقاش سياسي وتنظيمي داخل الحزب من خلال الدعوة إلى مصالحة داخلية شاملة مقرونة بنقد ذاتي فردي وجماعي حسب المسؤوليات بكل روح رفاقية إيجابية تتوجه نحو المستقبل. وأوضح العمارتي، في تصريح لهسبريس، أن المبادرة تسعى أيضا إلى تقوية صفوف الحزب وإعادة الروح إلى هياكله التنظيمية والعودة للالتصاق بهموم المواطنات والمواطنين، وتطالب بضرورة التعجيل بعقد المؤتمر الوطني في مطلع السنة المقبلة من أجل الخروج بالخلاصات اللازمة وانتخاب قيادة جديدة تُصَالح الحزب مع قواعده ومع عموم الشعب المغربي. من جهته، أكد يوسف بلوق، عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، أن القائمين على مبادرة "سنواصل الطريق" تسعى إلى إعادة الاعتبار إلى الحزب، ودفع محمد نبيل بنعبد الله إلى تقديم استقالته بشكل فوري، نظرا لوجود فئة عريضة من المنتمين إلى الحزب غير راضين بتاتا على أداء القيادة الحالية، وعلى رأسها بنعبد الله. وأضاف بلوق، في تصريح لهسبريس، أن "هذه المبادرة، التي ساهم في التأسيس لها عدد من المناضلات والمناضلين، جاءت بعد نقاش عبر عدد من اللقاءات جمعت بالأساس مناضلات ومناضلين غير راضين على وضع الحزب وطريقة تدبير القيادة الحالية لمجموعة من المحطات، وقمع حرية التعبير والتنكيل والإبعاد الذي طال عددا من المناضلات والمناضلين فقط للاختلاف في الرأي والتقدير".. وتابع المتحدث في التصريح ذاته: "هذه الأمور السلبية جعلت الحزب يتحول إلى ضيعة للزعيم الذي قضى على الديمقراطية الداخلية، وأصبح سلاح الطرد والإبعاد مصير كل من يعبر عن رأي مخالف"، لافتا إلى أن "هذا المسار من الإقصاء للمناضلين ليس وليد اليوم؛ بل بدأ بالأساس منذ المؤتمر الوطني السادس وما تلاه من حرب على كل المنتمين إلى تيار لا زلنا على الطريق". من جهته، قلل محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، من الدعوة التي تضمنها إعلان مبادرة "سنواصل الطريق"، مكتفيا في اتصال مع هسبريس "بالضحك" قائلا: "هذا هو جوابي".