في الصورة الشرطي طارق محب أثناء تلقيه العلاج بسبب رصاصة اليعقوبي خلال أقل من أسبوع تناقلت الجرائد المغربية أربعة أخبار صادمة و حزينة ، الخبر الأول اعتقال مراسل جريدة هسبريس محمد الراجي والثاني إطلاق حسن اليعقوبي زوج عمة الأميرة لالة عائشة على شرطي بالنار من مسدسه الخاص والثالث إقدام العداء المغربي السابق عزيز القسيوني على عرض كليته للبيع من أجل البحث عن وسيلة لعلاج ابنته الصغيرة " حسب جريدة هسبريس "والحدث الرابع هو إقدام الشاب عبد الحق زهيد 29 سنة من مدينة القلعة على الانتحار بسبب فقره بعد خصام مع زوجته " حسب الجريدة الأولى العدد 104 ". "" زمن غريب هذا، مغاربة ينتحرون بسبب العوز والحاجة والفقر ليطرح السؤال الكبير أهناك دولة في العالم تترك مواطنيها ينتحرون بسبب الفقر ؟ إذا كانت الثروات الغنية للمغرب والتي وجب على المغاربة الفقراء أن ينظروا إليها فقط دون أن تمتد أيديهم إليها أليس هذا هو نفس الفقر الذي دفع بالآلاف من الشباب الفقراء المغاربة للانتحار على شطآن المتوسط دون أن تضع الدولة إستراتيجية لفك العزلة عن المغاربة الفقراء . كانت أسابيع التضامن القليلة خلال شهر رمضان ومناسبات وطنية كأحمر الشفاه لفقيرة معدومة لا تملك سواه في ثياب رثة وفقر قاتل . في المقابل أتحفتنا السينما العالمية بأفلام خالدة وبتحف سينمائية من قبيل " المواطن كين " للمخرج إيزنشتاين الروسي وهو يمجد الثورة البولشفية وفيلم " المواطن المصري " لصلاح أبو سيف والفيلم الأمريكي " الدولة الجميلة " وفي هذه الأفلام قيم المواطنة النبيلة والدفاع عن الوطن حتى آخر نفس . ارتباطا بهذا فإن التحفة السينمائية المتخيلة " المواطن حسن اليعقوبي " من إخراج أحد أفراد العائلة الملكية الممثل والمخرج الكبير حسن اليعقوبي . هذا النص السينمائي الواقعي لو انتبه إليه السينمائيون المغاربة لربما استطعنا من خلاله شد الانتباه لظاهرة تجاوز السلطة من طرف بعض أفراد الأسرة الملكية ، فهذا المواطن المسمى حسن اليعقوبي بطل الفيلم الواقعي يبرز بما لا يداع مجالا للشك أن الطبقة الحاكمة تنظر للفقراء المغاربة على أنهم بخوش وجب رميهم بالرصاص وبعد ذلك يذهب البطل إلى المستشفى الصحي كحدوثة مغربية . في هذا المستوصف تحاك الحكاية القديمة أن المواطن حسن ، هو مختل عقلي وبالدارجة حمق وهبيل ، فهل يعقل أن تتزوج أميرة من مختل عقلي ويرزق معها ابنتين جميلتين ؟ يطلق سراحه وتنتهي التحفة السينمائية المغربية " المواطن حسن " في إخراج جماعي لرباعة المخزن أن هذا الفيلم لا يشبه " المواطن المصري " ولا فيلم " المواطن كين " لأنه فيلم واقعي وأبطاله مواطنون مغاربة ، شرطي يطلق النار عليه أثناء عمله وزيادة على هذا يتم احتقاره والاستهزاء به كما هي حالة الزريقة مريم بن جلون " الزريقة : كلمة إيطالية ابتدعها المهاجرون المغاربة لكل متعفنة تتعاطى الكوكايين والهرويين ". هذه الزريقة التي دهست بسيارة شرطية مغربية وهي في حالة هيجان بحثا عن بعض غرامات من الكوكا " كما تسمى في اسبانيا " لتهدئة نفسها ، حالة الاحتقار تتوالى بصفع برلماني من برلمانات آخر الزمان شرطي في مدينة أكادير طلب منه أوراق السيارة فما كان إلا أن ترجل من سيارته " وجبدها معاه بتصرفيقة حارة " بتلك الصفعة الحارة لم يستشعر بحرارة الوطن والمواطنة بل بمهانة تسري في دمه متسائلا : أين هي دولة الحق والقانون والمواطنة ؟ بين الفقر والاحتقار يعيش الفقراء المغاربة مواطنة من نوع خاصة مرة بالضرب بالرصاص ومرة بالصفع ومرة انتحارا بالشنق بدعوى الفقر والحاجة ومرة ببيع الكلي أليست هذه تحف سينمائية كثيرا ما تعلل المخرجون المغاربة بافتقارهم لنص جيد وقصة متكاملة ؟ * عمود بدون مجاملةسيستمر نشره بانتظام في انتظار عودة الزميل محمد الراجي