فرنسا تعزز الحضور القنصلي بالصحراء        الصين تعارض قرار الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية إضافية على مركباتها الكهربائية    الصين تطلق مهمة فضائية جديدة تضم رائدة فضاء ضمن الفريق    مقترح بهدنة "لأقل من شهر" في غزة    ريال بيتيس يُعلن تجديد عقد لاعبه الزلزولي حتى عام 2029    أشرف حكيمي يحضر لمأدبة عشاء أقامها الملك محمد السادس بالرباط على شرف الرئيس الفرنسي ماكرون    الرابطة الإسبانية تدرس تأجيل مباراة ريال مدريد وفالنسيا بسبب العاصفة التي ضربت مقاطعتي فالنسيا وألباسيتي    في رسالة للسيد فوزي لقجع : طلب التدخل العاجل لتصحيح وضع الإعلام الرياضي …    قتلى ومفقودون جراء العواصف والفيضانات في جنوب وشرق إسبانيا    تساقطات ثلجية كثيفة تتسبب في وفاة عشريني بإقليم بني ملال    هزة أرضية خفيفة تضرب نواحي تارجيست    الحجز على أصول شركة عقارية كبرى لتحصيل رسوم جماعية متأخرة    وفاة الفنان المصري مصطفى فهمي    مهرجان مراكش يكرم الراحلة المشرقي    المحامية بالجديدة سامية مرخوص تنال شهادة الدكتوراه في القانون باللغة الفرنسية بميزة مشرف جدا    ثمانية ملايين مصاب بالسل في أعلى عدد منذ بدء الرصد العالمي    سمعة المغرب في العالم سنة 2024: فجوة 16 نقطة بين السمعة الداخلية والسمعة الخارجية    كأس ألمانيا.. ليفركوزن يتأهل لثمن النهاية    وزير التجهيز والماء يعلن إطلاق الشطر الأول من مشاريع توسعة ميناء العيون    جلالة الملك يقيم مأدبة عشاء رسمية على شرف الرئيس الفرنسي وحرمه    وفد برلماني أسترالي يشيد بالدينامية التنموية بجهة العيون-الساقية الحمراء    ماكرون: "الاستثمارات العمومية الفرنسية ستستمر بالمغرب بما يشمل الصحراء"    السجن لتسعة متهمين في قضية السطو على باخرة بولونية قرب شاطئ عين السبع    صفقة مراحيض باهظة لشركة مقربة من مسؤول جماعي تفجر جدلاً بمرتيل    بوانو ينتقد وصف ماكرون للمقاومة الفلسطينية ب"الهمجية" ويقول له "كنا سنرد عليك داخل البرلمان لولى أنك ضيف جلالة الملك"    اليماني يدعو الحكومة إلى اتخاذ خطوات فعالة لحماية القدرة الشرائية للمواطنين    الافلاس يهدد 40 الف شركة صغيرة ومتويطة بحلول نهاية 2024            فصيل "ألتراس" أولمبيك أسفي "شارك" يُنظم وقفة احتجاجية ويُحمّل رئيس النادي الحيداوي مسؤولية النتائج السلبية    الأمم المتحدة: الحرب الأهلية في السودان تؤدي إلى "مستويات مهولة" من العنف الجنسي    المسرح الملكي في الرباط.. نقطة انطلاق جديدة للثقافة والفنون المغربية    وفاة الممثل المصري مصطفى فهمي عن عمر ناهز 82 عاما    أزيد من 50 قتيلاً وعشرات العالقين على إثر فياضانات اجتاحت إسبانيا    طقس الأربعاء: نزول أمطار قوية وثلوج مع استمرار الأجواء الباردة    الإعلان عن تنظيم جائزة طنجة الكبرى للشعراء الشباب ضمن فعاليات الدورة ال12 لمهرجان طنجة الدولي للشعر    فرنسا والمغرب يعملان من أجل شراكة اقتصادية جديدة مع التصدي لتغير المناخ (وزيرة فرنسية)    المغرب-فرنسا.. التوقيع على بروتوكول اتفاق يتعلق بإحداث شراكة استراتيجية في مجال تحلية مياه البحر    صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء و بريجيت ماكرون تزوران حديقة التجارب النباتية بالرباط    بوصوف: الذاكرة المشتركة تمنح أرضية صلبة للعلاقات المغربية الفرنسية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    استكشاف الفرص المهنية والتقنية.. منتدى مهندسي الشمال 2024 يفتح آفاق التحول الرقمي    بأمر من الملك.. الأميرة للالة حسناء وزوجة ماكرون تدشنان المسرح الملكي بالرباط    تنديد بخطاب ماكرون في البرلمان بعد وصفه هجوم 7 أكتوبر ب"الهمجي"    الأخضر يوشّح تداولات بورصة الدار البيضاء    إصابة 8 جنود نمساويين من قوات اليونيفيل في هجوم صاروخي على الناقورة بلبنان    اقتناص رودري للكرة الذهبية من فنيسيوس يثير ضوضاء في الوسط الكروي وزيدان يشكك في مصداقية الجائزة    الركراكي يكشف مصير زياش مع الأسود    وفاة الفنان المصري حسن يوسف    ماذا سيحدث لجسمك إذا مارست تمرين القرفصاء 100 مرة يومياً؟    إطلاق حملة لاستدراك تلقيح الأطفال    الكوليرا تودي بحياة أكثر من 100 شخص في تنزانيا خلال 10 أشهر        مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إرهابي في خدمة أرامل "المجاهدين"
نشر في هسبريس يوم 08 - 09 - 2021

من يمعن التدقيق في المسار الإرهابي لمحمد حاجب، المعروف حركيا بلقب "أبي عمر الألماني"، سيكتشف حقيقة مخجلة ومفزعة عن هذا المتطرف، الذي أهمل زوجته الإيرلندية وذريته من أجل السفر إلى مضافة المقاتلين الأذربيجان بمنطقة وزرستان على الحدود الأفغانية الباكستانية، كما أنه باع عشرين دراجة هوائية لتأمين سفره صوب الدار الآخرة.
لكن مسار محمد حاجب نحو براثن التطرف وأتون الإرهاب، انطلاقا من مسجد "علي" بمدينة DUISBURG بألمانيا، مرورا بمدينة مشهد الإيرانية وPANJGOUR الباكستانية، ووصولا إلى مضافة أبي عبد الرحمان الأذربيجاني بميران شاه بمدينة وزرستان، كان مسارا محفوفا بالكثير من المغامرات والمخاطر والمفاجآت الطريفة أحيانا، بل وموسوما بالعديد من خيبات الأمل و"الارتدادات الجهادية"، بعدما أخلف موعده مع الشهادة في أفغانستان، وضيع مكرماتها من حور العين والشفاعة لسبعين فردا من الرهط القريب والبعيد، بمن فيهم الأم التي ارتمت بعد عودته في حضن حزب "الجرار" كمترشحة للانتخابات.
ولعل من غرائب رحلة محمد حاجب في مسار الإرهاب أنه هو من مول بنفسه معدات التدريب والقتال عند وصوله إلى مضافة أبي عبد الرحمان المكنى ب"أبي حمزة"، فقد اقتنى سلاح كلاشنكوف وذخيرته المتمثلة في 120 خرطوشة بمبلغ ألف دولار من ماله الخاص، وهو ضعف الثمن الذي سدده رفيقه في رحلة الجهاد المدعو يوسف، وهو ألماني من أصل فلسطيني. وكانت هذه هي أولى انتكاسات محمد حاجب، فقد تعرض للغبن من طرف الإرهابيين وجعلوه يدفع ضعف الثمن الذي دفعه مرشح آخر من أصول فلسطينية. كما كانت خيبته عارمة وهو يرى المقاتل المنذور للموت يدفع "تحويشة" العمر لشراء السراب في مغارات الحدود الباكستانية الأفغانية.
لكن انتكاسة الإرهابي محمد حاجب ستكون بالغة عندما سيرهق نفسه كثيرا في التدريب على التصويب وقنص قوات التحالف الدولي بواسطة سلاح الكلاشنكوف، قبل أن يجد نفسه مدخرا لمهمة لا تحقق "الشهادة" والموت العاجل. فقد عهد أبو حمزة، أمير المضافة، لمحمد حاجب بمهمة السهر على جلب المؤونة وسلع الإعاشة لعشر نساء من أرامل المقاتلين الأذربيجان؛ وهي المهمة التي لم تكن تحقق الكفايات المنشودة من قبل محمد حاجب، الذي كان يرنو قتال "الكفار" بعدما اقتنى تذكرة ذهاب دون العودة نحو الدار الآخرة.
لكن ما الذي حال بين ابن تيفلت والموت في ساحة القتال؟ وما الذي حرمه من مكرمات الشهادة؟ لقد كان من سوء طالع محمد حاجب أنه رحل نحو مضافة المقاتلين الأذربيجان في فصل الصيف من سنة 2009، وهي فترة تتسم بالحرارة المفرطة وبانتشار الأوبئة جراء انعدام شروط الصحة والنظافة؛ وهو ما تسبب له في انتكاسات صحية نجم عنها إصابته في البداية بداء الملاريا، وفي مرحلة موالية بمرض الالتهاب الكبدي.
ولأن محمدا حاجب كان ينشد القتال ولا بديل عنه سوى الشهادة، فقد رفض العودة الطوعية على الرغم من تحذيرات الجزائري إبراهيم، الملقب بكنيته الحركية "أبي سليمان"، وهو تاجر السلاح الموجه إلى الجماعات المتطرفة بالمنطقة، والذي أكد في أكثر من محادثة مع محمد حاجب بأن "حرب القتال التي تدور رحاها في أفغانستان غالبا ما تتم مع الجنود الباكستانيين والأفغان، وليس مع القوات الأمريكية"، في إشارة مبطنة إلى أن هذا القتال لا يحقق الشهادة في جميع الحالات بسبب قتال المسلمين لأنفسهم.
والمثير في هذه الرحلة هو أن طموح الإرهابي محمد حاجب سوف يصطدم بعقبات ومثبطات عديدة على مسار درب القتال؛ فهذا الطامح إلى ملاقاة أسامة بن لادن والتواق إلى قتال الأمريكان سوف يجد نفسه مكلفا بتنظيف عنبر الأرامل، بل سيتفاجأ بمعطى آخر مهم مؤداه أن الارتقاء داخل تنظيم القاعدة كان يقتضي منه وقتها الرضوخ لأوامر المقاتلين المصريين الذين كانوا يحظون بشرف القرب من أيمن الظواهري. وهذه انتكاسة أخرى لمحمد حاجب، الذي أدرك وقتها أنه سيموت حتما داخل مضافات القاعدة وليس في ساحات "الوغى"؛ لأن المقاتلين المصريين كانوا يتشددون في مبدأ "الأمنيات" (بفتح الهمزة)، ولا يسمحون سوى باتصال هاتفي واحد مع الأهل خلال كل ستة أشهر، بل ويعدمون بالشبهة وبدون بينة أو دليل كل من تحوم حوله شبهة التواطؤ ضد تنظيم القاعدة.
وفي هذه اللحظة بالذات، سيفكر محمد حاجب في العودة الاضطرارية عبر مسارات الهجرة غير الشرعية، مخلفا وراءه سلاح الكلاشنكوف الذي اقتناه من ماله الخاص، ورفيقه في رحلة الجهاد المواطن الفلسطيني يوسف، ولم يحمل معه سوى مشروعه الإرهابي الذي أصر على تنفيذه في المغرب وألمانيا ضمن مسمى "جهاد الطلب"، مرفوقا بذكرى مخجلة تتمثل في كونه حمل ذات يوم صفة "مقاتل في خدمة الأيامى والأرامل".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.