قال احساين أجور، المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بسلا، والمرشح باسمه للانتخابات الجماعية المقبلة، إن التعثر الذي واكب تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية منذ ترسيمها دستوريا سنة 2011، يتطلب اتخاذ خطوات عملية لتجاوز هذا التعثر. وأضاف أجور، في لقاء تواصلي، مساء الأحد، بمدينة سلا، أن التجمع الوطني للأحرار يَعتبر أن خلق قطاع حكومي مكلف بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية "ضرورة ديمقراطية وتدبيرية للسير قدما بالبناء الديمقراطي نحو تحقيق أهداف النموذج التنموي الجديد وضمان فعلية الحقوق الدستورية الثقافية للمواطنات والمواطنين". وتنبع ضرورة خلق قطاع حكومي مكلف بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، يضيف المنسق الإقليمي لحزب "الحمامة" بسلا، من كون هذا التصور سيمكّن من ضمان الالتقائية والتكامل والانسجام في السياسات العمومية المتّصلة بالأمازيغية. ويولي حزب التجمع الوطني للأحرار اهتماما خاصا بملف تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، حيث وضع هذا الورش ضمن المحاور الخمسة للبرنامج الانتخابي الذي سيخوض به غمار الاستحقاقات التشريعية والمحلية المقبلة، كما أنه تعهد بإحداث صندوق لتمويل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في حال ترؤسه الحكومة المقبلة. ونبّه أجور إلى أن ملف تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وإن كان محطّ نقاش عمومي على المستوى المركزي، فإنه يظل غائبا على مستوى البرامج الانتخابية المحلية، مضيفا أن من الأجدر أن تتضافر الجهود على الصعيد المحلي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية. وتوقف المتحدث ذاته عند عدد من الإشكاليات التي يطرحها غياب الاهتمام بملف الأمازيغية على الصعيد المحلي، منها ما يتعلق بالتواصل مع المواطنين الناطقين بالأمازيغية، مشددا على ضرورة أن يكون في كل مرفق عمومي موظفون يتحدثون الأمازيغية من أجل التواصل مع الناطقين بها. وعلاقة بذلك، قال أجور إن إشكال التواصل بالأمازيغية ينبغي أن يعالَج ابتداء من المؤسسات التعليمية، مضيفا "عندما يأتي الطفل إلى روض الأطفال يكون حيويا وذا مهارات يعبّر عنها بلغة معينة، لكنه داخل الروض يجد لغة أخرى غير لغته الأم، وبالتالي يضطرب، وتضعف ثقته بنفسه، وقد يؤثر هذا سلبا على مساره الدراسي". وأكد الفاعل السياسي ذاته أن غياب مسار للغة الأم على مستوى المنظومة التربوية يعد واحدا من أسباب الهدر المدرسي في العالم القروي، ذلك أن الطفل، يردف المتحدث، "ينبغي أن يشعر بالاطمئنان لكي ينجح في مساره الدراسي، والحديث بلغة الأم هو المدخل لتحقيق هذا الاطمئنان". وذهب المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بسلا إلى القول إن غياب إمكانية التواصل باللغة الأم يحرم عددا من الناطقين بالأمازيغية من حقوقهم، مضيفا أن "غير الذين لا يتحدثون الدارجة يفضلون عدم الذهاب إلى الإدارات العمومية"، داعيا إلى "الرفع من شأن جميع اللغات التي يتحدث بها المغاربة في إطار تمغربيت". من جهته، قال فيصل إرو، فاعل تربوي بمدينة سلا، إن النقاش حول تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية خلال العشر سنوات الأخيرة وازاه شعور بأن هناك تماطلا في تنفيذ هذا الورش، متمنيا من حزب التجمع الوطني للأحرار، إذا تولى رئاسة الحكومة المقبلة، تسريع المخطط العشري 2021-2030، المتعلق بتعميم الأمازيغية في كل أسلاك التدريس. واعتبر المتحدث ذاته أن الحزب إذا نجح في هذه المهمة "سيحقق إنجازا لهوية المغرب ولشمال إفريقيا ككل"، لافتا إلى أن الأمازيغية دافعت عنها هيئات وفاعلون، "ولكننا ما زلنا نشعر بأن الأبواب لم تُفتح كلها لتفعيل طابعها الرسمي".