دعونا في البداية نسمى الأمور بأسمائها دون أي لف أو دوران فما حدث منذ 30 يونيو هو انقلاب عسكري دموي ، بحيث كل يوم يزيد عدد الشهداء وكل يوم يموت عدد من المواطنين المصرين في حين أكبر مجزرة شهدتها مصر هي يوم 14 غشت 2013 الموافق ل 6 شوال 1434/1435 بحيث سقط عدد كبير من الشهداء في فض اعتصام ميداني النهضة ورابعه العدوية، وقال التحالف من أجل الشرعية أن عدد الشهداء في الإحصائيات وصل إلى 2600 في حين أن حصيلة الشهداء مند 30 يونيو مقدر ب 5000 شهيد وقد يزيد العدد في ضل أن الجيش والشرطة اختارا خيار قمع المتظاهرين السلميين بالسلاح . الأمر في مصر يحتاج لتعقل النخب العلمانية وتفكيك العلاقة الحميمة بينها وبين الجيش ، هذا الأخير عقدته مبنية على العلمانية وكذلك بعض الجيوش العربية ، في حين أنه عندما فشلت التيارات العلمانية في الاستحقاقات الانتخابية في مصر بدأت تفكر في طريقة تصلها إلى الحكم ولو على دم المصرين ، فبدأت قبل الانقلاب الدموي في الدعوة لانتخابات رئاسية قبل موعدها الدستوري وتوالت الدعوات تهدف كلها للخروج عن طريق الصناديق إلى مسار أخر يصل بالقوى العلمانية للحكم لكن مند فوز مرسي بالرئاسة تحالفت القوى العلمانية مع أنصار النظام السابق (مبارك) وهذه هي الضربة الأولى لثورة 25 يناير ، و سمي هذا التحالف بجهة الخراب (الانقاد) الذي ساهم في تغطية الانقلاب العسكري الدموي بثورة 30 يونيو كما سماوها ، وبهذا الانقلاب ظنوا أنهم غيروا قواعد اللعبة السياسية من الصناديق إلى حشد المتظاهرين في الميادين ، كمثل ميدان التحرير الذي قالو أنهم جمعوا 30 مليون مصري فيه وهذا كذب لو أنهم لديهم 30 مليون لفازوا بعدد كبير من المقاعد في انتخابات مجلس الشورى ، بما أنهم ذهبوا إلى خيار الشارع فاحتشد أنصار مرسي والشرعية في الميادين بأعداد هائلة استمرت في الميادين أزيد من أربعين يوما لتبرهن ولتعلمهم معنى الصمود ، لكن يوم تشكلت حكومة الانقلاب من وزراء من جبهة الخراب العلمانية وأبناء مبارك ، هذا التحالف الذي لم يأتي من أصوات الشعب ، فرض من طرف مؤسسة الجيش التي من المفترض أن تحمي أرض مصر ومواطنها، دخلت بالدبابات والمدرعات إلى شوارع القاهرة والإسكندرية ومدن أخرى وبدأت في تصفية المواطنين الذين يدفعوا الضرائب وأموالهم لشراء أسلحة الجيش وأجرتهم التي يتقاضونها ، للدفاع عنهم وليس قتلهم بدم بارد بينما العلمانيين في السلطة يبررون قتل المصرين بأنهم يحملون السلاح والحرب على الإرهاب ، أظن أن التيار العلماني عميت عينه بالسلطة ولم يعد يميز مفهوم الإرهاب. كتب المفكر القبطي رفيق حبيب مقالا سماه التمرد العلماني انقلاب على الديمقراطية قبل الانقلاب العسكري الدموي وتساءل فيه ، هل تنجح الثورة المضادة وهل ينج الانقلاب على الديمقراطية حيث لجأت القوى العلمانية إلى إثارة حالة من التوتر السياسي ونشر حالة من العنف الفوضى حتى يفشل الرئيس وعرقلت أي تقدم يمكن أن يتحقق، يمكنكم الرجوع إلى المقال للاستفسار أكثر ، اليوم بعد مرور 50 يوم على الانقلاب العسكري على الأقل بدأت تتضح خريطة المستقبل التي أعلن عنها الجيش والقوى العلمانية ، فبعد قتل المصرين في مجموعة من الميادين والاعتقالات السياسية اليوم سمعنا أن مبارك حصل على البراءة من التهم التي وجهة إليه ، ولا تستغربوا إن حصل الحبيب العدلي على البراءة هو أيضا، في حين أن عدد من المصرين استشهدوا خلال ثورة 25 يناير باستعمال الداخلية القوة المفرطة في حق المتظاهرين . اليوم في مصر نعيش فصل القيم الأخلاقية عن الذات الإنسان ، وبالرجوع إلى كتاب العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة لعبد الوهاب المسيري ، تأكد أن مساعي العلمانية لم تعد في فصل الدين عن السياسة بل فصل القيم الإنسانية عن الوجود ، حتى أنهم لم يتركوا حرمة للمسجد و للكنيسة ، وللجامعة وللدم المصري وللمرأة المصرية ، يعتقدون أنهم هزموا القوى الإسلامية بركوبهم على الدبابة ، لكن حتى أن يستعد الجيش الدولة البوليسية لن يبقى دورا لا للعلمانية ولا التيارات الإسلامية هذا ما لا يفهمه المنتسب للعلمانية ، إذا قلنا أن لا دين لهم ولا ملة لهم باستنكار المجازر في حق المتظاهرين السلميين ولو بضميرهم الإنساني ، بل فرحوا بالقتل الذي يرتكبه الجيش و زكوه في بياناتهم ، عبر الإعجاب بالجيش وتشجعه على ارتكاب المزيد من المجازر ، اتقوا الله وإن كنتم لا تؤمنون بالله فتقوا ضميركم وإنسانيتكم ، لم يعد فرق بين المثقف العلماني والشخص العادي ذو التوجه العلماني وحليفه المسيحي وحزب مبارك، وفي حين المثقف الذي ينتسب إليهم يظهر في الشاشة ويكذب ويحاول أن يزيف الحقائق بينما الحقيقة واضحة في الصور والشهادات من مختلف التيارات المصرية ، التيار العلماني هو وحليفه ليس له القدرة بالفوز بالانتخابات ولم يعد همه النقاش والحوار من أجل الوطن بل الكرسي هي أمنيته فابشروا أن التيار العلماني وضع حدا لمسيرته في الصراع على السلطة وما إن تحققت الديمقراطية بعد الانقلاب العسكري فمصيرهم مزبلة التاريخ . التاريخ يسجل على كل الذين دعموا الانقلاب بالمال وبأمور أخرى ، ومساهمتهم في الدم المسال في الشوارع ظلما وعدونا ، لكن حسابهم عند الله عز وجل يوم الحساب مع أنهم اليوم رضيت عنهم أمريكا والكيان الصهيوني ،ومع ازدياد عدد الشهداء من المسلمين فهم لا يتراجعون عن المطالبة بحقهم الشرعي لأنهم يؤمنون بنصر الله عز وجل لهم كما نصرهم من قبل فلا تيأسوا يا أحرار مصر وقاوموا من أجل نيل حريتكم فالله معكم، وأحيكم بتحية النصر رابعه ودمتم للنضال أوفياء وللحرية شهداء . اشهد يا دمنا المتأجج اشهد .. عربي ثار وها هو يتجدد اشهد يا زمن الأحرار .. وأعلن أنا شعب لا يستعبد مقتطف من نشيد بندر محمد اشهد يا زمن الأحرار [email protected]