قام البروفيسور ماكس فيشر المتخصص في دراسة الاعراق و النزاعات الاثنية بتحليل دراسة قام بها اقتصاديون وسياسيون من السويد حول العلاقة بين الرفاهية والتسامح في مختلف دول العالم. وبعد جمعه وتحليلي للمعلومات قام بإعداد خريطة حول الدول الاكثر و الاقل تسامحا مع الاجانب. جاءت الاردن في المرتبة الاولى عالميا متبوعة بالهند كأقل الدول تسامحا ضد الاجانب. وشمل البحث 80 دولة وتم التركيز على سؤال من لا تريد ان يكون جارا لك، حيث كان من بعض الاجوبة التي يمكن اختيارها هي جار ينتمي الى عرق آخر. وقد اظهر البحث ايضا ان التقدم الاقتصادي لا يواكبه تسامح عرقي و لكن الدول الاكثر تقدما اكثر تسامحا مع المثليين. لا تسامح في الشرق الاوسط يمكن قراءة الخريطة بالشكل التالي : كلما كانت الدول اكثر تسامحا يكون لونها اقرب الى اللون الازرق، و كلما كانت الدول أقل تسامحا يميل لونها الى اللون الاحمر. الدول العربية التي شملها البحث هي كل من السعودية والمغرب والجزائر ومصر والاردن. وكل هذه الدول تميل الى اللون الاحمر اي من الدول الاقل تسامحا في العالم، حيث تتراوح نسبة كل من المملكة العربية السعودية ومصر بين 30 و 40 والمغرب و الجزائر بين 20 و 30 في المائة. أظهرت الدراسة ايضا ان الدول الانغلوساكسونية ودول امريكا اللاتينية الاكثر تسامحا في العالم حيث تحتل المراتب الاولى كل من الولاياتالمتحدةالامريكية وكندا واستراليا ونيوزلندا. وتحذو حدوها دول امريكا اللاتينية باستثناء فينزويلا حيث ان الغنى الذي سببه انتاج البترول يصدم بالفوارق العرقية. كما تحتل الدول الاسكندنافية مراتب جيدة أيضا. أوروبا نحتل قضية الهجرة والهوية الوطنية حيزا اساسيا في النقاش الاوروبي. هذه القضايا اثرت على مدى تسامح الدول الاوروبية حيث تحتل فرنسا الرتبة الاولى في الدول الاقل تسامحا بنسبة 22,7 في المائة. هذه النتيجة تضرب عرض الحائط نظرية ان الدول الغنية اكثر تسامحا، حيث ان دول اوروبا الشرقية اكثر تسامحا من فرنسا. دول الاتحاد السوفياتي سابقا كبيلاروسيا ولاتفيا تقارب نتائجها فرنسا متبوعة بدول البلقان التي مازال تعاني من تبعات النزاعات الاثنية. باكستان من النتائج غير المتوقعة في البحث هو حصول كوريا الجنوبية على رتبة متدنية من حيث التسامح مع الاجانب. رغم الرفاهية والسلم التي تعيشها كوريا فان كوريا واحد من كل ثلاثة لا يفضل العيش بجانب شخص ذو اثنية مختلفة. ما لم يكن متوقعا ايضا حصول باكستان على رتبة مشرفة، حيث لم تتعدى النسبة 6,5 في المائة من غير الراغبين في العيش بجانب الاجانب وهي نسبة تفوق نسب دول كألمانيا وهولندا. وتعتبر هذه النسبة غير متوقعة لدولة فقيرة تعيش عنفا مذهبيا وتجاور دولا لا مكان للتسامح فيها. * تنشر بفعل الشراكة بين هسبريس وإذاعة هولندا العالمية