بنكيران ووُزراءه، المرواني والمعتصم والزمزمي، أبو حفص والفزازي.. أسماء لقيادات ووجوه إسلامية بارزة غابت، أو تغيبت، عن مسيرة الرباط التي نظمتها، أمس الأحد، هيئات رافضة ل "لانقلاب العسكري الدموي" بمصر. اللافت للانتباه خلال الموعد الاحتجاجي هو غياب قيادات وفعاليات إسلامية كانت دائما تسجل حضورها في المواعيد الاحتجاجية المتضامنة مع قضايا الأمة، مثل مسيرات التضامن مع فلسطين والعراق وغيرها، وفي المقابل عرفت مسيرة أمس حضورا بارزا لقيادات جماعة العدل والإحسان وحركة التوحيد والإصلاح، إضافة إلى وجوه سلفية من قبيل حسن الكتاني وحماد القباج.. الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، ووزراء حزبه، من أكبر المتخلفين عن مسيرة "دعم الشرعية ورفض الانقلاب العسكري"؛ ورغم حضور بعض القيادات من قبيل عبد الله بوانو، رئيس فريق "المصباح" النيابي، ومحمد يتيم، الكاتب الوطني للذراع النقابي للحزب، إلا أن التغيب يعزيه بعض المقربين إلى "ابتعاد بنكيران عن تورطه في تبنّي موقف شعبي لا يتماشى مع الموقف الرسمي"، الذي لم يعبر سوى عن أسفه وتأثره لما يحصل من مجازر دموية بمصر. عبد الباري الزمزمي، الشيخ المثير للجدل ورئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، برّر غيابه، في اتصال مع هسبريس، ب "عدم تلقي دعوة، أو إبلاغه، بموعد المسيرة"، نافيا أن يكون غيابه ذا علاقة بأي موقف من الأطراف الداعية إلى المسيرة أو المواقف التي تبنتها. "أندد، بطبيعة الحال، بالمجازر الدموية التي ارتكبها الجيش، فهو تصرف غير لائق،" يقول الزمزمي الذي أضاف أنه غير متفق، في المقابل، مع "تعنت الإخوان المسلمين بشكل غير مبرر" وفق تعبيره، مشيرا أن هذا التعنت "هو الذي جر مصر إلى ما هي عليه اليوم". أما عن محمد المراوني، فأوضح مصدر مقرب من رئيس "حزب الأمة" أن غيابه راجع لحالته الصحية وتواجده في فترة نقاهة خارج الرباط، بعد إصابته بوعكة صحية، فيما استنكر أحمد بوعشرين الأنصاري، القيادي في الحزب الإسلامي، ما اعتبره "تغييب وتعتيم الإعلام لحضور الحركة من أجل الأمة، وذراعها الحزبي، في مسيرة أمس"، وقال: "كنا ضمن اللجنة التحضيرية التي سهرت على تنظيم هذه المسيرة". وأضاف بوعشرين في تصريح لهسبريس أن الهيئة التي ينتمي إليها "سبق وعبرت عن موقفها الصريح من المجازر الوحشية التي اقترفها الانقلابيون، وعن تأييد الشرعية في البيان الأخير لحزب الأمة"، وأضاف الأنصاري: "الإعلام، مع الأسف، يسلط الضوء على تشكيلات إسلامية بعينها.. والذي يهمنا هو نجاح المسيرة ووصول الرسالة للشعب المغربي" وفق تعبيره. مصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري، قال لهسبريس إن سبب غيابه عن المسيرة راجع بالأساس إلى "عدم توجيه الهيئات الداعية للمسيرة أي دعوة لحزبه من أجل المشاركة أو المساهمة في التنظيم". وأكد المعتصم أن مواقف حزبه "لم يخرج عن الإجماع الشعبي في إدانة المجازر الدموية الحاصلة بمصر"، واصفا تلك المجازر ب"استمرار الانقلاب الدموي واللا شرعي الذي يحاول إرجاعنا سنوات إلى الوراء بمصادرة كل الحقوق"، داعيا إلى "تبني موقف شعبي وحكومي مُوحّد يستنكر انتهاك حقوق الإنسان بمصر وبأي دولة كانت تعرف ذات الممارسات"، ومشددا على "ضرورة استدعاء السفير المغربي من القاهرة لأجل التشاور". الناشط السلفي عبد الوهاب رفيقي، الملقب بأبي حفص، سجل غيابه في المسيرة في الحين، عبر حسابه الفايسبُوكي وكتب: "وددتُ لو كنت بالرباط لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الدموي.. قلوبنا معكم"، مؤكدا أن الشأن المصري من صميم اهتماماته، ويزيد: "نحن لا ندعم الإخوان.. نحن ندعم الشرعية ونحمي التغيير وننصر المظلوم.. فلا يزايد علينا أحد في وطنيتنا بسبب موقفنا هذا". من جهته، قال الشيخ محمد الفزازي إنه أحس ب"الفخر" وهو يرى "الشعب المغربي بكل أطيافه ينتصر للدماء الزكية التي أريقت ظلما وعدوانا في شوارع مصر"، مبررا غيابه عن المسيرة بسب "تسمّم لحق بِنتَين من بناتي ونقلي إحداهما إلى عيادة بطنجة في حالة خطيرة جداً" وفق تعبير الفزازي الذي ضمته صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فَايسبُوك.