هنا العاصمة الرباط... هنا ساحة "باب الحد" ... هنا يتقاطر المغاربة على نقطة انطلاق مسيرة "الشعب المغربي ضد الانقلاب العسكري وضد المجازر في مصر".. منذ الساعات الأولى لصباح الأحد، مواطنون رجالا ونساء، أطفال وشباب وشيوخ، من المدن المجاورة لمحور الربط سلا، ومن مدن آخرى منها فاس ووجدة وسطات وطنجة، موحّدون خلف شعارات رافضة ل "انقلاب السيسي" ومُدينة ل "المجازر والتقتيل" ومتضامنة مع "الشعب المصري الأعزل" ومُطالبة بطرد "سفير الانقلابيين" من الرباط مع سحب السفير المغربي من القاهرة. توحيد الشعارات بالشاحنات ثلاث شاحنات صغيرة لنقل البضائع، إضافة إلى سيارة خفيفة، وزعت على طول المسيرة وتكفل شباب صعدوا إليها بتعميم شعارات متفق بشأنها، "الشعب يريد طرد السفير" و"الشعب يرد سحب السفير" كانا أكثر الشعارات ترديدا إلى جانب شعارات أخرى رُدّدت بحماس كبير من بينها"إدانة شعبية مجازر عسكرية" و"سيسي يا خسيس الدم المصري ماشي رخيص" و"تحية مغربية لرابعة العدوية" و"من الرباط للقاهرة الشعوب ثائرة"، كما لم تغب شعارات رفعها مشاركون دون أن تكون من "الشعارات الرسمية" ومنها: "لا إمارات لا آل سعود، الشرعية ستعود". القيادات تؤجج الشعارات مع التحاق كل قيادي من القيادات الإسلامية المعروفة كان حماس المشاركين في "مسيرة الغضب المغربي" يزداد، إذ التحق كل من حسن بناجح ومنير الركراكي، القياديان في جماعة العدل والاحسان، كما وفد محمد الهيلالي، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، مشيرا للجميع برفع "الشارة الجديدة"، أربعة أصابع دون الإبهام، وبعده التحق عبد الواحد المتوكل، رئيس الدائرة السياسية للعدل والإحسان، . مع استمرار المسيرة في التقدم كانت "قيادات الصف الأول" تلتحق، لتكون الصدارة لامّة لمحمد العبادي الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، ومحمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، ومحمد يتيم عضو الأمانة العامّة لحزب العدالة والتنمية إلى جوار عبد الله بووانو رئيس الفريق النيابي للتنظيم، ومحمد الخالدي الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، والشيخ السلفي حسن الكتاني ، وأحمد الريسوني الفقيه الأصولي، وغيرهم. "الأخوات" قدن مسيرة الرّضّع الموعد عرف مشاركة مكثفة ل"الأخوات" اللاّئي رددن مع "إخوانهن" الشعارات نفسها، وبين الفينة والأخرى رفعن شعارات خاصة.. وعند الوصول لساحة البريد انفصلن عن المسيرة للاتجاه، بالجانب الأيسر من شارع محمّد الخامس، صوب ساحة محطّة القطار مصدّرات بمن رافقهنّ أطفالهن الصغار.. إنها "مسيرة الرضع" وفق وصف إحداهن جاورت أخرى أضافت: "سيسي يا جبان يا عدو الصبيان". غياب وزراء الحكومة مسيرة الرافضين للانقلاب العسكري بمصر لم يحضرها أي من وزراء الحكومة وتواجد بها أفراد من أسر بعضهم.. فابنة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وزوجته كانتا حاضرتين.. كما تواجدت بالموعد الاحتجاجي ابنة عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل. الاحتجاج باليافطات والمسرح لم تكف الشعارات للتعبير عن الغضب من التقتيل الجاري بمصر، ما حذا بالمشاركين ضمن المسيرة إلى رفع يافطات تحمل عبارات وصور ورسومات أجمعت على إدانة جرائم القتل في مصر، كما احتجت على "الأنظمة الداعمة للانقلابيين" وفق تعبير المحتجين، فكان لنظام آل سعود الكم الأوفر من الانتقاد.. مسرح الشارع حضر هو الآخر من قبل شباب استعملوه لأجل التعبير، شاب تقمص شخصية السيسي وآخرون لعبوا أدور الأنظمة الخليجية والمنتظم الدولي والكسان الصهيوني من أجل محاولة تصوير المحنة المصريّة وسط مركز العاصمة الرباط. فبرايريّون حاضرون حضر عدد من المنتمين إلى تنسيقية الرباط من حركة 20 فبراير إلى مسيرة التضامن مع الشعب المصري، وقد حرص بعضهم على السير وسط المشاركين، في حين ارتأى بعضهم الآخر قطع شارع محمّد الخامس، جيئة وذهابا، لمواكبة الحدث. "إنها مسيرة الشعب المغربي، مسيرة ضمير الأمة، ومن الطبيعي أن يشارك فيها كل مغربي يعرف معنى الإنسانية قبل أي شيء آخر" يقول مسؤول في اللجنة المنظمة للمسيرة، مضيفا: "لولا العطلة الصيفية وتحركات السفر لكانت مليونية قادرة على التعبير، لمن يعنيهم الأمر، عن أن الشعب المغربي لا يوافق على رسائل التهنئة والمباركة".