غادرت دنيا الناس المسماة قيد حياتها ماما أودى، عن عمر يناهز 115 سنة، وفق ما ذكره حفيدها يوسف أسفالو الذي أكد أنها تعتبر أكبر معمرة بجبال صاغرو بإقليم تنغير، في الوقت الذي لا توجد وثائق تثبت تاريخ ازدياد الراحلة. وحسب إفادة الحفيد ذاته، في تصريح لهسبريس، فإن الراحلة ماما أودى كانت تعيش رفقة عائلتها الكبيرة ببلدة تينوركان، ضواحي جماعة إكنيون، حيث استقرت وتزوجت وأنجبت أبناءها بعد معركة بوكافر الشهيرة (بين قبائل أيت عطا، وفرنسا). وكانت الراحلة شاهدة على المعركة التي دارت أطوارها بين الاستعمار الفرنسي والمقاومة بقيادة المجاهد عسوا أوبسلام، وكانت تروي القصة بتفاصيلها، لكون بعض أفراد أسرتها آنذاك شاركوا في الحرب، والبعض الآخر كان يهتم بالترحال (الرعي). وفي شهادته على رحيل "معمرة إقليم تنغير"، قال الأستاذ عبد الصمد الإدريسي: "كانت عتي ماما إنسانة عظيمة لها مكانة خاصة عند أهل البلدة والبلدات المجاورة وكل من يعرفها"، مضيفا: "كانت عطوفة، حنونا، يدها مبسوطة لفعل الخير، بشوشة ومحياها لا تفارقه الابتسامة". من جهته، أكد يوسف أسفالو، حفيد الراحلة، أن "رحيلها خلف أسى كبيرا على مستوى بلدة تينوركان بصاغرو حيث عرفت بجودها وكرمها لكونها كانت من عائلة تعتمد على الفلاحة وتربية الأغنام الأبقار، ولم تبخل يوما على أهل البلدة في مدهم بما لديها". سعيد بنعلي، من ساكنة تينوركان، قال إن "الراحلة كانت قوية طيلة حياتها، لم يسبق لها في صغرها أن ولجت مؤسسة صحية، وكانت من النساء الشاهدات على معركة بوكافر رغم كونها آنذاك صغيرة السن"، مشيرا إلى أنها "كانت تعتبر قيد حياتها موسوعة تاريخية كان بإمكان الباحثين في التاريخ زيارتها للاستفادة منها". وأضاف بنعلي، في تصريح لهسبريس، أن "الدولة أيضا لا تهتم بمثل هؤلاء المعمرين رغم أن حياتهم أفنوها في الدفاع عن الوطن والمقدسات"، داعيا إياها إلى "إحصاء الأشخاص الذين تناهز أعمارهم 100 سنة من أجل الاعتناء بهم وتقديم الدعم لهم ومساندتهم في ما تبقى لهم من العمر".