مخافة تكرار سيناريو السنة الماضية وتوقيف عجلة التصوير، دخل المنتجون والمخرجون المغاربة في سباق مع الزمن من أجل إنهاء تصوير الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تشهدها مختلف المدن المغربية. ولجأ العديد من القائمين على هذه الإنتاجات إلى تكثيف وحداتها والرفع من ساعات التصوير يوميا وعدد الأطقم التقنية من أجل استكمال مشاهد أعمالها، مخافة صدور قرار جديد عن المركز السينمائي المغربي يقضي بتعليق عملية التصوير إلى أجل غير مسمى، كإجراء احترازي للحد من تفشي الوباء، خاصة مع الارتفاع المهول لحالات الإصابات اليومية التي تشهدها البلاد. ومن خلال ما عاينته هسبريس، لجأ فريق عمل المسلسل التراثي "الصك وغنيمة" للمخرج عهد بن سودة إلى إحداث وحدة ثانية للتصوير يشرف عليها المخرج محمد رائد مفتاحي بهدف استكمال أحداث العمل الدرامي؛ وهو ما أكده منتج العمل عبد السلام مفتاحي، وقال: "مخافة تكرار سيناريو السنة الماضية وتوقيف عملية التصوير إثر الانتشار المهول لأعداد الإصابات بفيروس كورونا، عمدنا إلى مضاعفة أعداد الفرق التقنية وإحداث وحدتين للتصوير؛ وهو ما سيعجل باستكمال عملية التصوير". وعن تأثر ميزانية الإنتاج بمضاعفة الفرق التقنية، يرد مفتاحي في حديثه للجريدة الإلكترونية: "لا شك في أن مضاعفة فرق التصوير تؤثر على الإنتاج وميزانيته؛ لكن أعتقد أنه أقل ضرر من توقف التصوير لمدة طويلة، لأنه كلما سارعنا وأكملنا التصوير في وقت قياسي فإن ذلك في صالح العمل". وأضاف المنتج المغربي أن "الجائحة أثرت على القطاع الفني، وأصبح أمر الإغلاق غير مستبعد ما دام تم توقيف مختلف الأنشطة الثقافية والفنية والإبداعية"، مشددا على حرص فريق العمل على الالتزام الصارم بكل التدابير الاحترازية وكل الاحتياطات اللازمة؛ وهو ما يفسره باختيار نواحي مدينة خنيفرة كفضاء للتصوير والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، إلى جانب تلقي حوالي 70 في المائة من فريق العمل للتلقيح. الهاجس نفسه يطارد المخرج إبراهيم اشكيري، الذي يواصل تصوير السلسلة الكوميدية "لكنينات" بمدينة الدارالبيضاء. وعلق على ذلك بالقول: "بالتأكيد أن الإغلاق الشامل يحاصرنا كمبدعين وفنانين أثناء تصوير الأعمال التلفزيونية؛ لكن المسؤولين في بلادنا لا ينظرون، مع الأسف، إلى القطاع كقطاع حيوي. وبالتالي، فهو قطاع غير مهم في نظرهم مقارنة بقطاعات اقتصادية أخرى". وأضاف المخرج ذاته قائلا: "نحن نقوم بواجبنا فيما يتعلق بالتدابير الاحترازية، وأتمنى ألا نعود إلى اعتماد الإغلاق الشامل وتعليق عملية التصوير؛ لأن هناك طرقا أخرى أنجع لمحاصرة الوباء". واستأنف المخرج سعيد الناصيري تصوير أحداث الشريط التلفزي "نهار العرس"، الذي جرى توقيف تصوير أحداثه لمدة شهر إثر إصابة الممثل عبد الإله رشيد بفيروس كورونا والذي يجسد أحد أدواره الرئيسية إلى جانب كل من رشيد رفيق والزبير هلال وسيمو السدراتي. وبعد تأجيل دام لأشهر عديدة، انتهى المخرج إدريس صواب من تصوير أحداث الفيلم التلفزيوني "اللي تشهاه خاطري"، الذي يجسد أدواره البطولية كل من سكينة درابيل وربيع القاطي وأحلام الزعيمي.