أكملت فاطمة بوهراكة ثلاثيتها التوثيقية للشعر النسائي العربي، والتي أهدتها إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، رئيسة الاتحاد الوطني لنساء المغرب، بإصدار مؤلفها البيبليوغرافي الجديد "الرائدات في طباعة أول ديوان شعري نسائي عربي فصيح". وتناولت الشاعرة والمتخصصة في التوثيق الشعري، عبر دفتي كتابها الجديد، مسار 20 اسما لأوائل الشاعرات العربيات اللواتي استطعن توثيق إنتاجاتهن الشعرية عبر طبع دواوينهن، تتزعمهن الشاعرة اللبنانية الراحلة وردة اليازجي التي قدمت ديوانها الأول للمكتبة العربية عام 1867م تحت عنوان "حديقة الورد". وأبرزت بوهراكة، في تقديمها لكتاب "الرائدات في طباعة أول ديوان شعري نسائي عربي فصيح"، أن شغفها الكبير وإيمانها العميق بأهمية التوثيق ودوره في حفظ الموروث الشعري العربي دفعها إلى "تحدي كل الصعاب والمشاق النفسية والصحية والمادية والتفكير في أعمال تخدم الحرف واللغة والأمة". ووصفت بوهراكة فكرة إصدار كتاب حول الريادة في طباعة أول ديوان شعري نسائي بالجريئة والحساسة، هدفت من خلالها ختم حلقات سلسلتها في مجال التوثيق الشعري النسائي المعاصر وإكمال ثلاثيّتها التوثيقية حول الشعر النسائي العربي. وكانت باكورة هذا العمل التوثيقي كتاب "100 شاعرة من العالم العربي.. قصائد تنثر الحب والسلام"، وهو مؤلف توثيقي تَضمّن نصوصًا عن الحب والسلام لشاعرات من أغلب الوطن العربي، حرصت بوهراكة على ترجمته إلى الفرنسية والإنجليزية والإسبانية. وثاني هذه الثلاثية التوثيقية يتمثل في "موسوعة الشعر النسائي العربي المعاصر (1950/2020م)" والذي جمع بين دفّتيه 1011 شاعرة، من مبدعات حرف الضاد خلال ال70 عامًا الماضية. وهدفت من خلاله بوهراكة التوثيق لشاعرات هذا العصر، والتعريف بمنجزهن الشعري، وإغناء المكتبة العربيّة بهذه النوعيّة من الكتب التي تعرف، وفقها، ندرة واضحة. "الرائدات في طباعة أول ديوان شعري نسائي عربي فصيح"، الذي يتكون من 318 صفحة، يأتي ضمن هذه الثلاثية التوثيقية؛ لكنه مؤلف، تقول صاحبته، أكثر تخصيصا، وهم جيلا من الشاعرات خلال مرحة تمتد من سنة 1867م إلى سنة 2010م. وتابعت فاطمة بوهراكة في مقدمة كتابها الأخير أن "صفة الريادة في طباعة أول ديوان نسائي داخل أي قطر من أقطارنا العربية في تلك المرحلة ليس بالأمر الهين؛ بل يتطلب إصرارا وجهدا كبيرين لكي يخرج الديوان إلى حيّز الوجود، لأن سياسة التطرف والمغالاة في المجتمع وأسلوب الخنق العائلي في إسكات صوت المرأة الشعري وإلجامه ووضع القيود والحواجز أمام إبداعاتها كلها ضغوطات جعلت هذه الأقلام النسائية مكبّلة وعاجزة عن طباعة ما تفيض به مشاعرها". وأكدت بوهراكة أنها، لهذه الاعتبارات، لم تجد سوى قلة من الشاعرات اللواتي ظفرن بطبع دواوينهن، "بعد أن تمكن من مواجهة هذه الضغوطات، والتغلب عليها، والقفز على الحواجز المجتمعية المقدسة".