اتهمت الشاعرة والباحثة البيبليوغرافية المغربية فاطمة بوهراكة، المقيمة بمدينة فاس، الشاعرة السودانية روضة الحاج، مدير عام مؤسسة سودانيون للتنمية الثقافية، بالسطو على مشروعها التوثيقي "مائة عام من الشعر السوداني الفصيح"، والذي قالت بوهراكة بأنه مجهود توثيقي شخصي لها تطاولت عليه الشاعرة السودانية ونسبت فكرته إلى نفسها، وأصدرته، بدون موافقتها، تحت عنوان: "موسوعة الشعر السوداني الفصيح .. مائة عام من الشعر". وأوردت بوهراكة، في تصريح لهسبريس، أن روضة الحاج، التي تم تعيينها مؤخرا وزيرة اتحادية للثقافة والسياحة والآثار بدولة السودان على خلفية الحراك الذي يعيشه هذا القطر العربي، تدخلت بدون موجب حق في عملها التوثيقي قبل طبعه وتوزيعه من طرف مؤسسة سودانيون للتنمية الثقافية بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للشعر الذي يصادف يوم 21 مارس من كل عام. واعتبرت بوهراكة التصرف في مشروعها البيبليوغرافي الأصلي حول شعراء السودان بحذف أسماء 14 شاعرا وتغيير ثلاثة، وعدم الالتزام، كما كان متفقا عليه، بطباعة الموسوعة على نفقة مؤسسة سودانيون للتنمية الثقافية وإقحام شركة للاتصالات بالسودان في ذلك، وتغيير قصائد شعرية ثورية لشعراء بأخرى عاطفية "خيانة للأمانة العلمية وتحويلها لأهداف سياسية"، مؤكدة أن ما وصفته بالتلاعب في محتويات مشروعها التوثيقي شوّه عملها وأخرجه عن سياقه. وكانت بوهراكة قد طالبت بمنع ترويج "موسوعة الشعر السوداني الفصيح.. مائة عام من الشعر" أعقب ذلك إصدار مؤسسة سودانيون لبيان توضحي، اطلعت عليه هسبريس، أوردت فيه "سودانيون" أن"اسم موسوعة الشعر السوداني الفصيح ومقترحها كانا من الأستاذة روضة الحاج، مدير عام المؤسسة، إبان زيارة معدة الموسوعة، فاطمة بوهراكة، للسودان". وأضافت الوثيقة ذاتها: "فكرة الموسوعة نابعة من مدير عام المؤسسة وسعيها إلى التبشير بصدورها في اليوم العالمي للشعر، ومن ثم الترتيب والتحضير للاحتفال الكبير بنشر الموسوعة بدعوة معدتها المغربية فاطمة بوهراكة للحضور والمشاركة معنا في السودان بهذا الإنجاز في الفترة المقبلة". وأشار البيان التوضيحي لمؤسسة سودانيون للتنمية الثقافية، الذي عبرت فيه عن ما أسمته أسفها الشديد على سلوك الباحثة فاطمة بوهراكة و"تعمدها تشويه الجهد الكبير الذي قامت به المؤسسة"، إلى أنها، أي مؤسسة سودانيون، قامت "بتقديم كثير من المساعدات لهذا المشروع؛ منها "اقتراح وإرسال اسم أكثر من 70 شاعرا وشاعرة وأرقام هواتفهم إلى الباحثة فاطمة بوهراكة للتواصل معهم وتضمينهم الموسوعة"، كما "قامت المؤسسة بالتواصل مع عدد من الشعراء وحثهم على المشاركة"، و"كلفت عددا من موظفيها للتنقيب في دار الوثائق وكبريات المكتبات لتوثيق بعض المعلومات أو للتأكد من بعض التواريخ، وغير ذلك". في غضون ذلك، ردت فاطمة بوهراكة على البيان التوضيحي لمؤسسة سودانيون للتنمية الثقافية ببيان شديد اللهجة أعربت فيه عن اندهاشها مما أوردته "سودانيون"، مشيرة في ردها إلى أنه "ليست هناك أية شراكة تجمع الباحثة والشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة ومؤسسة سودانيون للتنمية الثقافية"، وأنها عارضت مقترح روضة الحاج في تسمية كتابها ب"موسوعة الشعر السوداني الفصيح"؛ "لكون هذا الاسم موجود أصلا في أحد المواقع الإلكترونية، لكن الشاعرة روضة الحاج لم تهتم لهذا الكلام". وأوضحت بوهراكة في بيانها أنها توصلت عن طريق الشاعرة روضة الحاج بأرقام هواتف بعض الشعراء السودانيين، مبرزة "أن العدد المدرج في البيان فيه مغالطة كبرى، وفي المقابل تم ضياع عدد مهم من شعراء المعارضة بسبب انتماءات الشاعرة روضة الحاج السياسية، وهذه خسارة بالنسبة إلى الموسوعة التي يهمها توثيق الشعر السوداني بعيدا عن أية انتماءات أو إيديولوجيات". وأضافت بوهراكة في بيانها: "تم الاتفاق على تقديم موسوعة الشعر السوداني الفصيح من قبلي كهدية بمناسبة احتفالات السودان الشقيق بعيد استقلاله، شرط أن تقوم مؤسسة سودانيون للتنمية الثقافية بالطباعة الفعلية للكتاب"، و"أنا التي التزمت بوعدي الشفهي للشاعرة روضة الحاج بأن أقدم مجهودي التوثيقي هدية للسودان في عيد استقلاله". وأكدت بوهراكة على "مطالبة الشاعرة روضة الحاج بالاعتذار كتابة وعلنا لمعدة موسوعة الشعر السوداني الفصيح في أجل لا يتعدى 60 يوما"، و"بتقديم اعتذار رسمي من مؤسسة سودانيون للتنمية الثقافية على نشر الأكاذيب والترهات، ومحاولة السطو على جهد وتعب معدة الموسوعة"، مضيفة: "هذه التصرفات تسيء إلى المثقف والشعب السوداني الشقيق". وختمت الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة بيانها بالقول: "إذا لم يتم تقديم الاعتذار الكتابي خلال المدة المكتوبة أعلاه، سيقوم المحامي الذي كلفته في السودان باسترداد حقوقي وتقديم عريضة دعوى ضد مؤسسة سودانيون للتنمية الثقافية، وسيقوم بالإجراء القانوني اللازم". وأوردت فاطمة بوهراكة لهسبريس أنها زارت، مؤخرا، خالد فتح الرحمن، سفير دولة السودان بالرباط، مبرزة أن هذا الأخير تأسف لما حدث وقال إنه مستعد للتدخل بهدف حل هذا الخلاف بشكل ودي.