تعيش مجموعة من أزقة وشوارع مدينة تنغير، منذ سنوات، على وقع انتشار كبير للحفر والنفايات؛ وهو ما بات يقض مضجع الساكنة، التي عبرت عن امتعاضها من هذه الحالة المزرية. تحولت أحياء مدينة تنغير، خاصة الفلاحة وتحيت وبوكافر والموظفين، طوال أيام السنة، إلى شبه قرى معزولة بسبب كثرة الحفر، حيث لم يشملها الترميم والتأهيل الذي أطلقته الجماعة الترابية للمدينة في السنوات الأخيرة؛ حتى أضحت روائح كريهة تنبعث من الأرض بسبب تسرب المياه، ووضع الأزبال بشكل عشوائي في غياب الحاويات بأزقة هذه الأحياء. ويطالب سكان الأحياء التي لم يشملها برنامج التأهيل السابق للجماعة الترابية وباقي المتدخلين بالإسراع بإعادة تهيئة الأزقة والشوارع المتضررة والتي توجد في حالة متردية بسبب الحفر وضعف الإسفلت، محملين المسؤولية للمجلس الجماعي لما آلت إليه الأوضاع في العديد من الأزقة والشوارع في المدينة. حسن أوعيسى، من ساكنة حي بوكافر، قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "الساكنة تعيش مشكلا حقيقيا على مستوى الأزقة والشوارع التي توجد في حالة متردية بسبب انتشار الحفر، خصوصا أنها توجد في قلب الأحياء السكنية"، وفق تعبيره. وأضاف المتحدث أن سكان الأحياء ناقصة التجهيز وجهوا، في مناسبات عديدة، مراسلات مرفقة بعرائض إلى المجلس الجماعي في الولاية السابقة والولاية الحالية، موضحا أن الساكنة تتلقى كل مرة وعودا بقرب إطلاق عملية التأهيل والترميم؛ إلا أن الوعود تبقى مجرد وسيلة للتماطل وإسكات صوت المواطنين، وفق تعبيره. من جهتها، طالبت السعيدة ملخير، من سكان حي تحيت، المجلس الجماعي بتعجيل برمجة الأزقة التي توجد في حالة مزرية ليس فقط في حي تحيت بل في جميع الأحياء بالمدينة، مشيرة إلى أن المشاكل التي عاشتها الساكنة في السنوات الأخيرة ستكون عقابا على المنتخبين في الانتخابات المقبلة، بتعبيرها. وأوضحت المتحدثة ذاتها، في تصريح لهسبريس، أن مدينة تنغير يمكن أن تتحول إلى جوهرة جميلة أفضل بكثير من بعض المدن بالجنوب الشرقي إذا تم تسخير كل الإمكانيات المتوفرة من أجل خدمتها بعيدا عن تصفية الحسابات الشخصية والسياسية بين القائمين على تدبير شؤون الجماعة والإقليم بصفة عامة. وتعليقا على موضوع تردي وضع شوارع وأزقة مدينة تنغير، كشف مصدر داخل المجلس الجماعي لمدينة تنغير أن الجماعة برمجت تأهيل جميع الأحياء ناقصة التجهيز في مشاريع التهيئة؛ لكنها لم تتوصل بعد بالموارد المالية لتنفيذ هذه البرامج، لافتا إلى أن بعض الأزقة التي شملها الترميم في وقت سابق خربتها بعض الشركات المكلفة بإنجاز الصرف الصحي والماء الشروب والكهرباء والماء. وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الجماعة لا تملك إمكانيات مادية لتنفيذ جميع البرامج؛ وبالتالي فإن المعارضة تستغل ضعف الموارد المالية لضرب عمل الجماعة، خاصة المكتب المسير الحالي، مشددا على أن "الجماعة تقوم بعمل جبار وفق ما تملكه من إمكانيات مادية وبشرية"، حسب تعبيره. مصدر آخر أكد أن الأحياء ناقصة التجهيز بمدينة تنغير يشتغل عليها عامل الإقليم شخصيا من أجل إيجاد تمويلات مالية من الوزارات المعنية للإسراع في تنفيذ البرامج المتعلقة بتأهيل هذه الأحياء ناقصة التجهيز، وفق تعبيره. وأوضح المصدر ذاته أن الإدارة الترابية تعمل الآن من أجل جلب استثمارات مالية مهمة، بغية تأهيل المدينة وتجهيزها بكل الضروريات لتوفير ظروف العيش الكريم لفائدة الساكنة المحلية.