قصص مثيرة لمغاربة وجدوا أنفسهم على قائمة المبحوث عنهم دوليا من طرف الشرطة العالمية، بين القتل الفظيع والاتجار في المخدرات، والتخطيط والمشاركة في تنفيذ عمليات إرهابية في عدد من دول العالم تراوحت جرائمهم، "هسبريس" تعود لأبرز قصصهم. ثمانية عشر مغربيا مطلوبا لدى الانتربول الدولي من بين 259 مطلوبا في المجموع عبر العالم، هذا ما تظهره آخر قائمة نشرت على الموقع الرسمي للشرطة الدولية، وتتراوح تهم وجرائم متابعتهم بين الإرهاب والاعتداء المسلح والاختطاف والقتل والمشاركة في شبكات للاتجار في المخدرات، ويحتل المطلوبون المغاربة أو من أصل مغربي الصف الثالث بين الدول العربية التي يوجد عدد من مواطنيها من المبحوث عنهم، ويحتل المغرب الرتبة الثانية من حيث عدد المطلوبين بين الدول المغاربية، إذ يفوق هذا العدد عدد المطلوبين من جنسية جزائرية، والذي لا يتجاوز ستة مطلوبين، وعدد المطلوبين من جنسية تونسية والذي يبلغ ثلاثة فقط، بينما يعتبر عدد المطلوبين من ليبيا الأكبر على المستوى العربي ب 80 مطلوبا تليها مصر ب 77 مطلوبا. قاتل حبيبته الفنلندية : من بين العناصر المغربية الخطيرة المطلوبة من طرف الانتربول الدولي مواطن مغربي يدعى أيوب اليعقوبي، من مواليد العاشر من فبراير من سنة 1963، ويبلغ من العمر خمسين سنة، ازداد بمدينة كرسيف، مطلوب من طرف السلطات الفنلندية بتهمة قتل صديقته، وتظهر المعلومات القليلة المتوفرة عن عزيز اليعقوبي أنه متهم بارتكاب جريمة قتل مواطنة فنلندية سنة 1992، وبحسب ما ذكرت بعض الصحف الفنلندية، فإن مواطنة تدعى ساري سينيسالو اختفت في الخامس والعشرين من أكتوبر من سنة 1992 في مدينة هامنلينا، بدأت بعدها الشرطة تحقيقاتها لمعرفة مصير ساري سينيسالو، وتوصلت بحسب ما أفادته شهادات الجيران آنذاك أن شجارا قد نشب في العمارة التي كانت تقطنها الضحي، وأن المغربي أيوب اليعقوبي قد شوهد وهو يغادر العمارة مسرعا ويمتطي سيارة، استجوبت الشرطة اليعقوبي في ذلك الوقت، لكنها أطلقت سراحه لعدم كفاية الأدلة وغياب أي قرينة تثبت العلاقة بين اختفاء المواطنة الفنلندية والمهاجر المغربي، وهو قرار ستتحسر عليه السلطات الفنلندية كثيرا بعد أن اختفى اليعقوبي مباشرة بعد إطلاق سراحه وغادر الأراضي الفنلندية، سيبقى مصير ساري مجهولا إلى غاية آخر يوم من السنة ذاتها، حينما ستعثر سيدة في غابة بقرية مجاورة على جثتها في كيس أسود، ونشرت الصحف الفنلندية آنذاك أن اليعقوبي الذي يجهل مكانه قد تمكن من الفرار إلى المغرب، فيما تم تحديد إسبانيا وفرنسا كوجهات مفترضة، وإلى غاية اللحظة مازال اليعقوبي مطلوبا لدى الانتربول الدولي بعد أن ارتكب واحدة من أشهر الجرائم التي عرفتها فنلندا، وبحسب ما نقلته صحف فنلندية حديثا، فإن هناك اعتقادا لدى السلطات الفنلندية أن اليعقوبي يوجد حاليا فعلا في المغرب، لكن عدم وجود اتفاقية تسليم بين البلدين يحول دون متابعته، وأن هذه الأخيرة تخشى سقوط التهمة عنه، خصوصا بعد مرور أزيد من عشرين سنة على الجريمة الشهيرة. إرهابيو مدريد وهامبورغ : لم تخل قائمة المطلوبين المغاربة لدى الانتربول من المتهمين بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية أو المشاركة في أعمال إرهابية، أبرز المطلوبين مغربي يبلغ من العمر 37 سنة يدعى محمد أفلاح، متحدر من جبال إغميرن، من مواليد الخامس والعشرين من يناير من سنة 1976، تتابعه السلطات الإسبانية بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية والتعاون معها في تنفيذ أعمال إرهابية في إسبانيا، وذكرت التقارير أن المغربي أفلاح كان من بين من يلتقيهم الجزائري العماري الذي عرف فيما بعد ب "أمير" الخلية الإرهابية التي فجرت قطارات مدريد أياما قليلة فقط قبل التفجيرات. كان الشاب أفلاح شخصا يمكن الوثوق به، ولذلك عهد العماري إليه بمهمة أن يكون سائقه الخاص وحارسه الشخصي في جميع تنقلاته، لكن معلومات استمرت صحف إسبانية في نشرها وتداولها أكدت أن أفلاح كان مخترقا من طرف عناصر من المخابرات الإسبانية، كانت على علم بقرب تنفيذ هجمات إرهابية وشيكة في إسبانيا، خاصة وأن من قدم أفلاح إلى العماري كان عميلا للمخابرات الإسبانية يدعى صفوان الصباغ، كلف بتتبع خطوات العماري بعد خروجه من السجن سنة 2002 بحسب ما نشرته صحيفة إلموندو الإسبانية، بعد التفجيرات ظل أفلاح مختبئا في شقة في ليغانيس قبل أن يغادرها إلى برشلونة، ويهرب بعدها من إسبانيا بتاريخ الثالث من أبريل من سنة 2004 ويجهل مصيره إلى غاية اللحظة، رغم ورود تقارير عن التحاقه بإحدى الجماعات المسلحة في العراق، ومقتله في تفجيرات نفذت ضد الأمريكيين هناك بحسب اتصالات وردت إلى عائلته، غير أن هذه الأخبار تبقى غير مؤكدة ولا يوجد ما يدعمها، خصوصا أن بعض المعتقلين أكدوا قضاءهم بعض الوقت برفقته في تركيا في سنة 2007، وهو ما يجعل أفلاح مطلوبا دائما على قائمة الانتربول الدولي رغم فرضية مقتله في بلاد الرافدين. في الأحداث نفسها يرد اسم مغربي آخر وهو سعيد براج المتحدر من مدينة طنجة، والذي يبلغ من العمر حاليا 40 سنة، سعيد براج أحد المتهمين بالضلوع والمشاركة في التفجيرات الدامية التي شهدتها مدريد بتاريخ 11 من مارس من سنة 2004، ظل الصديق المقرب لمحمد أفلاح، وبحسب ما توصلت إليه التحقيقات فإنه كان واحدا من بين من وضعوا قنبلة في واحدة من القطارات التي تم تفجيرها في صباح ذلك اليوم الشهير، وسبق لسعيد براج أن اعتقل ثلاث سنوات قبل أحداث مدريد في تركيا إلى جانب عدد من أصدقائه، بعد الاشتباه في انتمائهم إلى تنظيمات إرهابية، قبل أن تطلق سراحهم دون أن توجه إليهم أية تهم. وعرف سعيد براج كذلك بانتمائه إلى الجماعة المغربية المقاتلة، وربطته التحقيقات بقائد خلية تنظيم القاعدة في إسبانيا أبو الدحداح، وكان سعيد يشتغل خلال تلك الفترة في شركة أمن خاصة في ملكية شرطي سابق، وهو ما أثار في إسبانيا جدلا كبيرا وموجة انتقادات لاذعة تم توجيهها للسلطات الإسبانية في تلك الفترة، على اعتبار فشلها في منع حدوث الهجوم، رغم أن المشاركين المفترضين كانوا أشخاصا تحت المراقبة، قبل يومين من التفجيرات أخبر سعيد براج رب عمله أنه يتعين عليه أن يغادر بشكل عاجل لحضور جنازة شقيقته، كانت مجرد خدعة ابتدعها سعيد براج بعد أن اكتشفت السلطات الإسبانية أنه ليست للمعني بالأمر شقيقة، وإلى جانبهم أصدرت السلطات الإسبانية مذكرة بحث في حق ابن مدينة طنجة صلاح الدين بنيعيش لانتمائه لخلية إرهابية. إلى جانب محمد وسعيد تبحث الشرطة الألمانية عن الألماني من أصل مغربي سعيد بحجي، أحد المشتبه فيهم بالانتماء إلى خلية هامبورغ، والتي ساهمت في تمويل تفجيرات الحادي عشر من شتنبر في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذكرت التقارير أن بحجي المغربي الأب قد عاش بضع سنوات من طفولته في المغرب قبل العودة إلى ألمانيا، ولم يرتبط سعيد بأي تنظيم إسلامي قبل أن يلتقي بمحمد عطا ورمزي بن الشيبة أحد منفذي هجمات الحادي عشر من شتنبر. وذكرت التقارير نفسها أن بحجي غادر ألمانيا في الرابع من شتنبر 2001، أي أسبوعا واحدا قبل الهجمات إلى مدينة كراتشي في باكستان، مرورا بإسطنبول بعد أن أقنعه خالد الشيخ محمد أحد زعماء تنظيم القاعدة بأن عليه الإسراع بالسفر إلى باكستان إذا ما أراد الالتحاق بصفوف المقاتلين في أفغانستان، واستخدم بحجي عذر السفر للاشتغال في شركة معلوميات لتفادي إثارة الشبهات حول رحلته هذه ، وكان الجيش الباكستاني قد أعلن سنة 2009 أنه تم العثور على جواز سفره الألماني خلال عملية له في جنوب وزيرستان، غير أنه لم يتسن التأكد إذا ما كان ذلك مؤشرا على مقتله بعد أن أكد والده أنه يحمل جواز سفر مغربي أيضا، ويحتمل أنه يستخدمه الآن في تنقلاته. كما يوجد على قوائم المطلوبين المبحوث عنهم في القضية ذاتها زكرياء الصبار، وهو من مواليد المغرب قبل أن ينتقل إلى ألمانيا سنة 1997 لدراسة التكنولوجيا الطبية في هامبورغ، هناك سيكون الصبار على موعد مع مصير سيء حينما ستجمعه صدفة مشؤومة في مسجد تركي أيضا برمزي بن الشيبة ليصبح إسلاميا راديكاليا، بعد أن احتضنته خلية هامبورغ في الشقة التي كانوا يقطنونها، سنة 1999 سيسافر الصبار إلى أفغانستان لتعلم مهارات القتال، ثم سيتولى مهمة نقل رسالة مشفرة من خالد الشيخ محمد إلى أعضاء الخلية يخبرهم بموعد تنفيذ الهجمات، كما أظهرت تقارير استخباراتية أخرى نشرتها مجموعة من الصحف الأمريكية أن الصبار كان أحد الذين اختيروا لتنفيذ الهجمات، لكن ابن مدينة الصويرة فشل في دخول الأراضي الأمريكية بسبب مشكل في التأشير، لينتقل إلى باكستان شهرا واحدا قبل الهجمات، ويبقى مكان تواجده إلى غاية اللحظة غير محدد. خاطفون وتجار مخدرات يوجد بين المبحوث عنهم المغاربة كذلك عدد من المتابعين من طرف سلطات عدد من الدول بتهم الاتجار في المخدرات، أو الانتماء إلى شبكات تمارس هذا النوع من الأنشطة المحظورة كما هو الشأن بالنسبة لكل من أحمد مقداد البالغ من العمر 42 سنة، ومصطفى الهنجاف البالغ من العمر 46 سنة ويوسف كبابو 35 سنة وياهو رولاند البالغ من العمر 34 سنة، والمطلوبين جميعا لدى السلطات الإيطالية، وسعيد العماري المبحوث عنه من طرف السلطات النرويجية. فيما تبحث بريطانيا عن المغربي- البريطاني ميكاييل ترمون وهو من مواليد الدار البيضاء بتهمة الاعتداء الجنسي من الدرجة الثانية، بالإضافة إلى ابراهيم الهلالي المطلوب لدى ليبيا بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وعبد الجليل أبو الفضل الذي يبلغ من العمر 50 سنة، والمتهم من طرف السلطات الكندية بالاختطاف والاعتداء على الأطفال، وعبد النبي راجحي البالغ من العمر 34 سنة والمطلوب من طرف أندونيسيا بتهمة السرقة، ومنير العراقي المطلوب من سلطات البراغواي بتهمة الاحتيال، ومحمد غبلي المتابع في إسبانيا بتهمة الخطف والقتل، وبينهم سيدة وحيدة تدعى إيمان المعلاوي تبلغ من العمر 36 سنة، تحمل الجنسيتين المغربية والكندية، وتتابعها السلطات الكندية بتهمة الخطف.