عبر الخط الرسالي، وهو تيار فكري محسوب على الشيعة المغاربة، عن استيائه من منح وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إمامة الجمعة في أحد مساجد مدينة طنجة للشيخ محمد الفزازي، المفرج عنه بموجب عفو ملكي إبان الحراك المغربي سنة 2011. وقال الخط الرسالي، في رسالة مفتوحة إلى وزير الأوقاف أحمد التوفيق، "إننا في الوقت الذي نؤيد حق الإخوة السلفيين في العمل المدني والسياسي، لأن ذلك من مقتضيات المواطنة، إلا أننا نرفض تماما أن يتم اختراق المؤسسة الدينية الرسمية من قبل تيارات سواء كانت دينية أو سياسية، باعتبار أن الحياد أمر ضروري في المؤسسة الدينية الرسمية كي تتعزز شرعيتها ومصداقيتها ". وانتقد المصدر ذاته تعيين الشيخ الفزازي في ذلك المسجد لأن "كان له ما بعده من تداعيات، وهو ما تأكد فعليا لما طالعنا فيديو للشيخ المذكور في موقع هسبريس، تحت عنوان "الفزازي يتحدى الشيعة"، علما أن تلك كانت أول خطبة جمعة له" تقول الرسالة المفتوحة إلى الوزير. وطالب أصحاب "الخط الرسالي" من التوفيق بأن "يصحح الوضع ويعيد للحقل الديني الرسمي استقلاليته وحياديته، كي لا تتحول المنابر الدينية إلى أدوات للتحريض السياسي ضد بعض القوى السياسية، أو التحريض الطائفي ضد بعض المسلمين المخالفين لهم في المذهب". وأبدى الشيعة المغاربة خشيتهم من "تنامي حالة الكراهية والتحريض الطائفي"، محذرين من "أي انزلاق لا يمكن التحكم فيه من قبل عوام من هذا الطرف أو ذاك"، في إشارة إلى الجانبين السلفي والشيعي بمدينة طنجة. ولفتت الرسالة ذاتها إلى أن "لكل دولة الحق في أن تحمي حقلها الديني الرسمي، وتضبطه بقواعد وثوابت تحكم الحقل الديني الرسمي، وهي العقيدة الأشعرية والمذهب الفقهي المالكي والتصوف"، مشيرة إلى أن "المسجد يجب ألا يتحول إلى موقع من مواقع الصراع الإيديولوجي والسياسي".