لم تسلم مدينة الصويرة من ارتفاع الحالة الوبائية التي عرفتها مدن عديدة بالمملكة المغربية خلال الأسابيع الأخيرة؛ فقد انتقلت من حالة مؤكدة واحدة أو 10 حالات من بين 200 تحليلة "كوفيد19" خلال 24 ساعة إلى مئات الاصابات الإيجابية، وتراجع النتائج السلبية إلى 3 أو 4 حالات؛ ما يدل على أن وباء "كورونا" في تزايد غير مستمر. هذا الانتشار المتزايد كان وراء توافد المصابين بكثرة على جناح "كوفيد 19" بالمستشفى الإقليمي محمد بن عبد الله بمدينة الصويرة، في ظل غياب الأطر الصحية بمستعجلات وحدة العزل الخاصة بمرضى "كورونا" به؛ ما أدى إلى احتجاجات عديدة، منها خروج أستاذة في مقطع فيديو، تنقل بنبرة غاضبة الحالة الحرجة لوالدتها المسنة التي ترقد بالوحدة نفسها، وتدخل بناتها لإنعاشها لأنها تعاني من اختناق حاد جراء إصابتها بوباء "كوفيد 19". وعلى إثر انتشار هذا المقطع المصور، افترش مواطنون، نهاية شهر يوليوز الماضي، الرصيف المقابل للمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة، كشكل احتجاجي على تردي الوضعية الصحية، بسبب ارتفاع عدد الحالات المؤكدة وغياب الأطر الصحية والتجهيزات والوسائل الطبية الكافية، أمام عدد الحالات التي بلغت حوالي 113 إصابة مؤكدة؛ منها 60 حالة حرجة بحاجة إلى الأوكسجين بشكل دائم. ولأن مواجهة هذه الجائحة مسؤولية جماعية، في ظل نقص الأطر الصحية الكافية للتكفل بحالات الوباء، فإن المندوبية الإقليمية والجهوية وجهت دعوة إلى المتقاعدين بقطاع الصحة والمتدربين وكل من يلمس في نفسه إمكانية المساعدة في تقديم العلاجات كخدمة إنسانية إلى التطوع. وعن هذه الخطوة، قال زكرياء آيت لحسن، المندوب الإقليمي للصحة بالصويرة: "وجدنا أنفسنا خلال هذه الأسابيع نحارب على جبهتين؛ الأولى تهم التسريع بالتلقيح، والثانية توافد المصابين الذين تزداد حالاتهم المؤكدة ارتفاعا على وحدة العزل الصحي بالمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة، الذي عززناه بعناصر جديدة لمواجهة تفشي الوباء وتجويد الخدمات؛ لكن الأمر فاق طاقتنا". وواصل آيت لحسن، في تصريح لهسبريس، قائلا: "بسبب اشتغال الأطر الصحية على جبهتين؛ فالمنظومة الصحية تعاني، لأن فرقا من الأطباء والممرضين يوجدون بالمراكز الصحية من أجل إنجاح عملية التلقيح، ما جعل وحدة العزل تعاني من نقص الأطر الطبية والتمريضية"، مضيفا: "لذا، فكرنا في الانفتاح على كل إطار أو محسن أو مواطن يمكن أن يساعد في هذا الواجب الوطني". وأوضح هذا المسؤول الطبي أن "هذه الإدارة سبق لها أن استعانت بطلبة المعهد العالي في عملية التلقيح؛ ما جعلها تفكر في هذه الخطوة، بعد تساقط الأطر الصحية بسبب هذا الوباء، وصعوبة المغامرة بالمتقدمين في السن من هذه الفئة، وارتفاع الحالات الحرجة التي يصعب التكهن بزمن تراجعها". ولأن يدا واحدة لا تصفق، فقد وجهت المندوبية الإقليمية والجهوية للصحة الدعوة إلى خريجي معاهد الصحة والمتقاعدين غير المرضى والموظفين الذين يستفيدون من عطلهم السنوية والصيادلة والمساعدين الاجتماعيين والمتعاقدين والمستخدمين بقطاع النظافة والمحسنين لمساعدة المرضى غير القادرين على أداء ثمن التحاليل الطبية، يختم آيت لحسن. يذكر أن المندوبية سالفة الذكر استعانت، خلال السنة الماضية، بأطباء المستشفيات العسكرية والممرضات والممرضين والمساعدين والمساعدات الاجتماعيات وممرضي الجمعيات.