بشق الأنفس ضمن نادي الكوكب المراكشي لكرة القدم بقاءه في القسم الثاني من البطولة الوطنية، بفضل تضحية المكتب المسير الذي يرأسه رضوان حنيش، والذي انتدب في آخر لحظة الإطار الوطني هشام الدميعي، فكان ضمان البقاء، لكن هذا المدرب نادت عليه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للانضمام إلى الإدارة التقنية الوطنية وشغل منصب مدرب. وما إن زال هاجس البقاء في القسم الثاني حتى نزل خبر منع الانتدابات في السوق الصيفي كالصاعقة على المكتب المسير للفريق المراكشي، الذي استفاق على مشكلة ديون تفوق قيمتها ملياري و200 مليون درهم، على ذمته لفائدة لاعبين ومدربين، ليجد النادي نفسه من جديد أمام ضائقة مالية، وتكرار سيناريو الموسم الرياضي الماضي. في تصريح لهسبريس، قال وهيب الغالي، من محبي النادي المراكشي ومتتبع للشأن الكروي بمدينة النخيل، إن "الكل يعلم أن رضوان حنيش تحمل المسؤولية أمام والي جهة مراكشآسفي بأنه قادر على تصفية الديون، وباستطاعته البحث عن موارد مالية للفريق، وعودة النادي إلى مكانته الطبيعية". وأضاف أن "التقرير السنوي الأخير قدر ب3 مليارات و400 مليون درهم، وإذا أضفنا إليها مصاريف الملعب الكبير، ستبلغ حوالي 3 مليارات و900 ميلون درهم، وكل ما صرفه وسيصرفه رضوان حنيش سيسترجعه بقوة القانون الجديد من الجامعة الملكية المغربية". وأكد الغالي أن "أغلب اللاعبين الذين انتدبوا خلال سوق الانتدابات الشتوية، تم بناء على عقود هاوية"، مشيرا إلى أن "سبعة منهم من بقي في النادي المراكشي". وأضاف أن "رضوان حنيش لا يزال على رأس الفريق، وهو بصدد إجراء مشاورات مع المسؤولين بخصوص الدعم والمنح، في الوقت الذي يقترب السوق الصيفي لانتداب اللاعبين من نهايته". ولأن هذه الأزمة المالية التي يعيشها نادي الكوكب المراكشي أرخت بظلالها على وضعية الفريق وعقود بعض اللاعبين داخل الفريق، فهذا الأمر أرق، ولا يزال، بال الجماهير المراكشية، التي تتخوف من مستقبل مجهول في ظل الأزمة المالية الخانقة والمديونية العالية التي يعاني منها "فارس النخيل"، والتي أثرت على انطلاقته في البطولة الوطنية الماضية، وعلى العمل الإداري للمكتب المسير. ورغم هذا الوضع المالي المتأزم، رفض المكتب المسير حله على حساب بيع اللاعبين بمبالغ مالية كبيرة، إذ رفض عرض البيع الذي توصل به الفريق بعد نهاية الموسم، تقول مصادر من داخل إدارة النادي، مؤكدة أن رضوان حنيش وفى بوعده للحارس الشنوف، الذي سبق أن انتدبه لموسم واحد من الرشاد البرنوصي في انتقال بعقد هاو، في عز أزمة الكوكب مع مسلسل الإنقاذ. وأمام هذه الديون يلوح في الأفق وعد رئيس سابق تقدم به إلى المكتب الحالي للنادي بخصوص تنازلات قانونية في مواجهة لاعبين أو مدربين يطالبون الكوكب بمستحقاتهم، ووفاء المستشهرين بأداء ما بذمتهم، لأن "فارس النخيل" لم يستفد سوى من دعم بريد المغرب وشركة للنقل الحضري. وعن الموارد المالية التي وُعد بها الكوكب المراكشي، قال كمال مشيشي، أمين مال النادي، "لم نتوصل بأي درهم من أي جهة كانت، فكل ذلك كان حبرا على ورق، مما يهدد بأن نعيش الموسم الكروي المقبل، الذي سينطلق قريبا، كما عشنا الموسم الفارط، لولا تدخل رضوان حنيش، الذي وضع ضمانات مالية شخصية خلال البطولة الماضية، مقابل تأهيل لاعبين ورفع منع "الفيفا"، قبل أن نصدم من جديد بأداء مبلغ كبير خلفته رواسب تسيير سابق فاشل ومدمر". وأضاف أن "اليد الواحدة لا تصفق"، وأن مسؤولية "نادي الكوكب المراكشي هي مسؤولية جماعية، تهم المنعشين الاقتصاديين، وقطاع السياحة، والهيئات المنتخبة، والجمهور داخل وخارج المغرب". وتعليقا على حرمان الكوكب المراكشي من دعم جماعة مراكش، نفى محمد العربي بلقايد ذلك، وأكد أن "المبلغ المالي المخصص لهذا الفريق تمت المصادقة عليه، لكن كل النفقات تزامنت مع جائحة "كوفيد-19′′، وخضعت لصدور مذكرة وزارة الداخلية حول ترشيدها، وحاجتها إلى تأشير السلطة الوصية، التي لم تؤشر بعد على الغلاف المالي الذي منحه المجلس الجماعي لفارس النخيل". وفي ظل هذه الأزمة ظهرت اقتراحات تروم جمع تبرعات من المشجعين ومحبي الفريق المراكشي، لمساندة المكتب المسير لحل هذه الضائقة المالية.