ظلت الجماهير المراكشية تراقب حال فريقها إلى غاية الدورة الأخيرة من منافسات بطولة القسم الثاني، وهي تضع أيديها على قلوبها، خشية السقوط لقسم الهواة، الذي جذب إليه النادي القنيطري، كما هو الحال بالنسبة لأندية عريقة طواها النسيان كالنادي المكناسي ونهضة سطات وشباب قصبة تادلة واتحاد سيدي قاسم وغيرها. كان لا بد من تحقيق الفوز لضمان البقاء خلال الدورة الأخيرة التي واجه خلالها فارس النخيل بالرباط اتحاد اتواركة، حيث تمكن من توقيع ثلاثة أهداف عن طريق أحمد أجدو ويوسف مهري ورضا الزمراني ليرفع رصيده من النقط إلى 37 نقطة، كانت كافية ليضمن بقاءه في انتظار تقويم من أفسده التسيير الهاوي والفساد المالي والإداري وقلة الحيلة بعد إغراق الفريق بالديون، في ظل غياب دعم المجالس المنتخبة التي نأت بنفسها بعد أن تأجج الصراع على «التحكم في الكوكب» الكوكب ممنوع من الإنتدابات: سيكون الموسم المقبل صعبا على الكوكب المراكشي الممنوع من القيام بتعاقدات لتعزيز الترسانة البشرية التي يمكنها أن تدافع على قميص النادي، بقرار من جامعة الكرة و«الفيفا» بسبب الشكاوى التي رفعها عدد من اللاعبين السابقين والأطر التقنية، والذين يطالبون بمستحقاتهم التي لم يصرفها الرؤساء السابقون، كان آخرها اللاعب سفيان زكرياء الذي حمل قميص الفريق خلال الموسم الرياضي 2018/ 2019 والذي أبلغ إدارة الفريق المراكشي بضرورة تسوية مستحقاته التي تبلغ 95 مليون سنتيم. وقدّم محامي اللاعب المذكور طلبا لإستخلاص منحة التوقيع والرواتب الشهرية منذ أن وقّع للنادي بتاريخ 17 غشت 2018 وقيام إدارة الكوكب بفسخ العقد من طرف واحد بتاريخ 17 يوليوز 2019، حيث إن اللاعب المذكور شكا فارس النخيل للجنة النزاعات بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اذ تم عقد جلسة لذات الغرض في بحر هذا الأسبوع. الجماهير تحتج إحتجت عدد من الجمعيات المناصرة للكوكب إلى جانب فصيل «كريزي بويز» على المجلس الجماعي لتأخره في صرف منحة استثنائية للكوكب الذي يعيش ضائقة مالية، والدعوة إلى محاسبة المسؤولين عن سقوط الفريق إلى الدرجة الثانية، من خلال دعم النادي الموسم القادم بغاية تحقيق العودة للقسم الإحترافي الأول. وكان مجلس جهة مراكشآسفي قد صادق خلال الشهر الجاري على اتفاقية شراكة مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لتشجيع الرياضة بالجهة وتمويل مجموعة من المشاريع الرياضية للأندية التي قامت بملاءمة قوانينها مع قانون التربية البدنية 30-09، حيث تعاني الأندية المراكشية من «ضيق ذات اليد» في الوقت الذي حرم فريق الكوكب من منحة الجامعة بسبب الأحكام التي صدرت في حقه جراء الديون المتراكمة عليه. وتجدر الإشارة إلى أن عمدة مراكش صرح بأن مكتب الكوكب المراكشي لم يقدّم للمجلس الجماعي مشروع اتفاقية شراكة، غير أنه اجتمع برئيس النادي مقدّما وعدا بصرف منحة خاصة للفريق إذا قدّم وثائق عن مصاريف الدورات الأخيرة من البطولة، دون أن يتوصل الكوكب بدعم مادي، سيما وأن الإتفاقية السابقة التي جمعت الطرفين والتي بموجبها كان الفريق يتحصل سنويا على 500 مليون سنتيم صارت ملغاة بعد مغادرته للقسم الإحترافي الأول. بأي حال سيعود الكوكب ؟ إذا كان كوكب مراكش أفلّ منذ مواسم، فإن المكتب المديري للكوكب المراكشي برئاسة رضوان حنيش لا يختلف عن سابقه، حيث ينعدم التواصل على الإطلاق، ذلك أن استهلال الإنتدابات الصيفية سيكون يوم فاتح غشت القادم، فلم يظهر ما يشير إلى استراتيجية الفريق استعدادا للموسم القادم، على مستوى التدبير المالي والإداري والبشري، وكذا البحث عن مجموعة من الأسماء القادرة على سد الفراغ الحاصل في مختلف المراكز وبرمجة تجمعات إعدادية. وينتظر أن يرحل عدد من اللاعبين بسبب انعدام التفاوض معهم، مما جعل الفريق المراكشي يخسر كل موسم رهان الحفاظ على إستقراره البشري بتفريطه في أجود عناصره التي تصنع اليوم أفراح عدد من الأندية الوطنية، كما أن الكوكب المراكشي يتصدر قائمة النوادي الغارقة في الديون المتراكمة بلجنة النزاعات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي يلجأ إليها اللاعبون الذين لم يتوصلوا بمستحقاتهم المالية من فرقهم. ما جناه الكوكب المراكشي هو محصلة للشروط الفعلية التي يتأسس عليها الفريق إداريا وتقنيا وبشريا بحيث يبدو قاصرا في التسيير إلى درجة يمكن القول إن الفريق يدفع ثمن الصراعات بين أعضائه، حيث لاحت مشاكل فارس النخيل منذ مواسم خلت، بعد أن كان بعض المسيرين السابقين يمتلك «الحل والعقد» بداخل النادي، سواء من خلال تعيين الرؤساء أو القيام بعملية الإنتدابات والتعاقد مع اللاعبين، والتي يجمع عدد من المتتبعين على أنها موسومة بالفساد المالي والإداري. في الحاجة إلى ترتيب الأوراق إن حالة الكوكب الموسومة ب«الصمت» التقني والإداري والعشوائية في اتخاذ القرارات تؤكد بالملموس غياب إستراتيجية عمل واضحة المعالم للفريق المراكشي، فالمكاتب المسيرة فشلت في توفير الإمكانات المادية والبشرية واللوجستية التي تضمن للكوكب شروط المنافسة على بطاقة الصعود للقسم الأول، وهو ما يتم تعليله بالضائقة المالية والعوز الذي بات الصفة الملتصقة بفارس البهجة الذي لا يفتأ كل حين عن استجداء الدعم الذي يقتصر على منح المجلس الجماعي لمدينة مراكش، ومجلس مقاطعة المشور- القصبة ومنح الجامعة الملكية المغربية التي يذوب أغلبه في صرف ديون عدد من اللاعبين الذين غادروا الفريق بدون مستحقات. وضعية فارس النخيل هي تحصيل حاصل بعد أن تحالفت عوامل عدة كان من نتائجها أزمة الكوكب، فالأخير عاش تغييرا تقنيا بعد أن عرف وضعا إداريا مفككا، فقد استهل بطولة الموسم الماضي قبل انطلاقها بثلاثة أيام، الأمر الذي سينعكس على أداء الفريق ويجعله يحتل مرتبة غير آمنة في سبورة الترتيب العام خلال المواسم الأخيرة، والتي قد تقذف به لمجموعة الهواة ما لم يتم تدارك هذه الوضعية بحيث إن التخوف السائد هو أن يظل الكوكب يكرر نفس الحال، منتظرا «غودو» يخلصه نهاية كل موسم من النزول لقسم الهواة.