منحت الأممالمتحدة، عبر جامعتها الأكاديمية للسلام، درجة الدكتوراه الفخرية لمحمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي؛ وذلك خلال حفل أحيته في مقرها بجنيف، بحضور نائب أمينها العام ورئيس لجنة الخدمة المدنية الدولية، ونخبة من القيادات الدينية والفكرية والسياسية والبرلمانية الأوروبية. وجاء هذا التكريم، وفق الجامعة الأكاديمية، "تقديرا لجهود الدكتور العيسى المتميزة في دعم الدبلوماسية الدولية، وتعزيز الصداقة والتعاون بين الشعوب، ونضاله المؤثر في مكافحة الكراهية". وألقى العيسى بالمناسبة كلمةً عبر فيها عن شكره وتقديره لهذا "التكريم المحفز لبذل المزيد من العمل في خدمة السلام، كونه جاء من جامعة مرموقة قدمت إسهامات عالمية مشهودة في خدمة السلام العالمي، إضافة إلى أنها أنشئت وفق معاهدة دولية خصيصاً لهذا الغرض النبيل". من جانبه، أشاد نائب الأمين العام للأمم المتحدة بالتقدير الذي يحظى به العيسى على نطاق واسع، "باعتباره شخصية دولية رائدة للاعتدال الديني والفكري، حيث يواصل العمل الجاد لإيصال رسالة الإسلام المعتدل والتعايش السلمي حول العالم، ويبذل جهوداً لتوعية الأقليات المسلمة"، مستعرضاً جهوده حول العالم. كما أكد الدكتور فرانسيسكو روخاس، رئيس جامعة الأممالمتحدة للسلام، أن منح درجة الدكتوراه الفخرية للأمين العام لرابطة العالم الإسلامي "هو اعتراف بمساهماته الفردية وجهوده الإنسانية في مجال السلام وحل النزاعات ونشر الوئام"، لافتا الانتباه إلى أن جامعة السلام منذ تأسيسها منحت هذه الدرجة الفخرية لنخبة من الشخصيات المتميزة، تضمنت خمسة رؤساء دول سابقين وغيرهم ممن ينحدرون من جنسيات مختلفة وخلفيات دينية مختلفة. وأضاف روخاس: "تتشرف جامعة السلام بمنح درجة الدكتوراه الفخرية للدكتور محمد العيسى الذي يحظى باعتراف واسع النطاق باعتباره الصوت العالمي للاعتدال الديني، ونظير التزامه بتوعية العالم أجمع بالقيم الدينية التي تتمثل في التعاطف والتفاهم والتعاون بين بني البشر؛ وقد كان رائداً في بناء شراكات جديدة بين المجتمعات والأديان والأمم". يُذكر أن جامعة السلام أُنشئت بموجب معاهدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1980، ب"حرمٍ" رئيسي في كوستاريكا ومكاتب في روما وأديس أبابا ونيويورك وجنيف ولاهاي ومانيلا وبكين وغيرها، وتتمثل رسالتها الرئيسية في "خدمة الإنسانية بمؤسسة دولية في التعليم العالي بهدف تعزيز روح التفاهم والتسامح والتعايش السلمي بين بني البشر، والعمل على تخفيف العقبات التي تعتري طريق السلام العالمي بما يتوافق مع ميثاق الأممالمتحدة، وتقدم إسهامات دولية في دراسات السلام والصراعات وتسوية المنازعات والقانون الدولي وحقوق الإنسان وحماية البيئة والأمن، إذ تمنح درجتي الماجستير والدكتوراه في هذه البرامج للممارسين وصانعي السياسات وهم الفئة المستهدفة؛ إضافة إلى أنها تمتلك تفويضاً عالمياً لمنح شهادات علمية معترف بها من جميع البلدان الأعضاء في الجمعية العامة، ويرأسها فخرياً الأمين العام للأمم المتحدة".