خروج حركة " تمرد " ونزولها للشارع لا يعني نهاية العالم , كما لا يمكنها زحزحة الحكومة أو الإطاحة بها مادام الشعب المغربي متمسك بالسياسة التي تنهجها الحكومة في ظل دستور جديد وكل محاولة التشويش او الفتنة تعد خرقا سافرا للقانون واعتداء ومسا بإرادة الجماهير الشعبية قد تكلف حركة " تمرد " الكثير (...) فمن هي هذه الحركة ؟ إلى حدود هذه الكتابة ليس لدينا أدنى موجز لحياة هذه الحركة التي تأسست من رحم الموقع الإفتراضي ولا نعرف من مؤسسيها ولا من وراءها غير ما أدلى به بعض الأفراد على أنها تسير وفق نهج " تمرد " المصرية التي أطاحت بمحمد مرسي فياترى هل المناخ المغربي سيسمح لحركة " تمرد " بفعل ما تشتهيه بدءا من الأحزاب المغربية وكذا جمعيات المجتمع المدني ثم الشارع المغربي فلا أحد يفتح الباب لتتمرد حركة فاقدة للهوية باسم حرية الرأي والتعبير وباسم الحريات أن تصنع لغة التسيب والشغب ولن يضحي أحد بأبنائه من أجل دعم " تمرد " المغربية في وقت على مايبدو أن بلادنا تعرف فيه الجديد والتجديد والتصحيح وفي وقت تقوم به حكومة بنكيران بما يلزم الدستور والقانون وهذه شهادات لرؤساء الدول الديمقراطية ولمنظمات دولية . فما يجري في المشهد السياسي المغربي هو تصفية حسابات جندت لها إعلام مخدوم وسخرت لها آليات التشويش وبدأت بعض الأحزاب في تفريخ مثل هذه الحركات بعدما نفر منها الشارع المغربي (...) نحن مع الإحتجاج ومع المسيرات السلمية ونؤيد الحق في الإضراب وما يضمنه القانون والدستور , وخارج هذا الإطار لانقبل ولا نسمح لأي كان أن يتمرد على حكومة كتنقي ليكم الأزبال اللي خلفتها الحكومات السالفة ولا نقبل ولا نسمح لأي كان أن يتمرد على القيم الدينية أو يتمرد على إمارة المؤمنين من خلال حرية المعتقد او التشويش على الدين الإسلامي كدين للدولة . ليس لدينا حكومة الإخوان ولا حكومة وهابية ولا حكومة الحزب الواحد بل أن الحكومة المغربية هي حكومة ائتلاف تتكون من أربعة أحزاب لها تاريخ سياسي ومناضلين ومحنكين سياسيا وجميعهم مسلمين , والمشكلة تكمن في كون بعض الأحزاب المناهضة لحزب العدالة والتنمية شعرت بالضعف وامتلكها الخوف عندما رأت أن هذه الحكومة ستدير الشأن العام في جو سليم بعيدا عن المحسوبية والزبونية وكثير من الإشاعات كانت كاذبة لكن معندهمش علاش احشمو فأين حمرة الخجل ؟ ما يؤسفنا كثيرا أن حركة " تمرد " المغربية لا تمتلك القوة ولا العنصر البشري ولا التضحية لهذا ستجد نفسها استخدمت ككركوزة ينتهي دورها في لحظات , هذا راه المغرب ماشي مصر وهنا كاين المغاربة الأحرار اللي كيموتو على بلادهم ماشي كاريين حناكهم ... الذريعة التي تلتف حولها حركة " تمرد " المغربية والتي لخصتها في " تأزم على المستوى السياسي والاقتصادي، وهشاشة الواقع الاجتماعي من خلال تراكم مشكلات ترتبط بتفاقم البطالة، وانتشار الفساد، وتدهور الوضع الصحي، ومشاكل السكن والنقل، واستمرار الالتفاف على المطالب المجتمعية ". فكل هذا ليست الحكومة الحالية من تحاسب عليه لأن الحاصل هو إرث ومخلفات الحكومات السالفة باستثناء التيقنوقراط وما من مصيبة في هذا البلد إلا وراءها حكومة ونواب الأمة فالملفات العالقة وقضايا المال العام والفساد يتحمل مسؤوليتها الوزراء لصمتهم والنواب لغيابهم وعدم ربط المسؤولية بالمحاسبة خلق التسيب (...) كما خلق حركات ساقطة انقلبت على أركان الإسلام بدءا من الإفطار في رمضان وإباحة العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج واليوم تتأهب لنصرة القوانين الوضعية وإلغاء شرع الله باسم ديمقراطية دخيلة تتجاهل الخصوصية المغربية وثقافة اهلها بما فيها التقاليد والاعراف . فإذا كان أحد مؤسسي حركة " تمرد" المغربية يشهد بأن الاسلاميين ليسو ديمقراطيين فماذا عن الحكومات السالفة وعلاقتها بالديمقراطية ؟ وماذا وفرت من حقوق ومكاسب باسم الإشتراكية او الشيوعية ؟ فالمغرب أزمته الحقيقية لا علاقة لها بالأزمة العالمية لأن المأساة والسكتة القلبية ما تنهجه الأحزاب المغربية من سياسة ارتجالية وهي تمارس تدبير الشأن العام , فجل الحكومات السالفة خضعت للسمع والطاعة لوزارة الداخلية التي كانت ساعتها مفوضة تفويضا من السلطة العليا للبلاد ودعمتها بأم الوزارات ولا يعقل لأي حزب أن يشارك في الحكومة إلا إذا قدم الولاء للراحل ادريس البصري وأعلن خلسة لوزارة الداخلية كل تحركات الحزب وهياكله وفرقه داخل البرلمان بما فيهم نواب الأمة (...) فالكارثة كان يطبعها الطمع والجشع والمحسوبية والزبونية فانتشر الفساد في الإدارة وعمت الرشوة ونهب المال العام وسلب خيرات البلاد واحتكرت المشاريع باسم النفوذ وتعطل المسار التنموي وكل هذا في وقت لا وجود لحكومة ملتحية إن صح التعبير (..) بل تواجدت أحزاب أيدت ودعمت بصمتها وقبولها بالمنصب والراتب الشهري والإمتيازات فلماذا نأتي اليوم لمحاسبة حكومة العدالة والتنمية والتقدم والإشتراكية والحركة الشعبية والإستقلال باسم الحكومة الملتحية على أساس الطعن في حزب العدالة والتنمية بمفرده . على أي الحكومة ماضية في عملها وحركة " تمرد " المغربية لا يمكنها فعل أي شيء في وقت يتشبت فيه المغاربة بما أسفرت عنه صناديق الإقتراع إوا خليو عليكم الناس إخدموا ...