تواصل اهتمام الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، بعملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط، وبالمشهد السياسي بكل من مصر وسورية ولبنان، إلى جانب جملة من القضايا الوطنية والإقليمية. وهكذا، انصب اهتمام الصحف القطرية على الجهود المبذولة لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط، والتطورات السياسية والاجتماعية التي يشهدها الوضع في مصر . وتحت عنوان "ضرورة احترام الحقوق المشروعة للفلسطينيين"، أكدت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها على أهمية سعي واشنطن وهي تقوم بمسعاها، لإنجاز خطوة استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلى "الضغط بقوة على الطرف الإسرائيلي لإثنائه عن سياسته المتعنتة إزاء قضية السلام". وتساءلت الصحيفة عن مغزى التعنت الإسرائيلي المستمر، ورفض إسرائيل التجاوب مع الشروط العادلة التي يطرحها الفلسطينيون، من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات، مبرزة أن هناك عدة حقائق أساسية مرتبطة بالقضية الفلسطينية تعود إلى سطح الأحداث مجددا، "وفي مقدمتها ضرورة أن تقوم المفاوضات المرتقبة، في حال انعقادها، على احترام كافة الحقوق المشروعة للفلسطينيين، والتي يحظون فيها بمؤازرة قوية من الدول العربية والإسلامية". وتحت عنوان "مهمة كيري" أكدت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أنه رغم نجاح كيري في التوصل إلى اتفاق لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل بلقاء ممثلي الطرفين بواشنطن الأسبوع المقبل، "إلا أن القضية ليست في استئناف المفاوضات، وإنما في ماذا يناقش الطرفان في هذه الجلسات، خاصة بعدما أعلنت إسرائيل صراحة عدم موافقتها على استئناف المفاوضات على أساس حدود 67 وتبادل الأراضي". وأوضحت أن الموقف الإسرائيلي الحالي "يعني عدم تقديم أي تنازلات للفلسطينيين، ويعني أيضا عدم رغبة إسرائيل أساسا في السلام، وإنما هي تستخدم الجهود الجديدة التي يقوم بها جون كيري لكسب المزيد من الزمن وتسويق مبرراتها أمريكيا وجعلها كأمر واقع"، معتبرة أنه ليس هناك "جدوى لاستئناف المفاوضات في ظل الموقف الإسرائيلي المتعنت الذي يؤكد تمسكها بعدم وقف الاستيطان وعدم تقديم أي تنازلات للفلسطينيين بقضية تبادل الأراضي أو الأسرى"، داعية واشنطن إلى "أن تكون وسيطا نزيها وعادلا إذا ما أرادت أن تقود جهود السلام إلى بر الأمان". وبالإمارات العربية المتحدة، اهتمت الصحف بمواضيع سياسية دولية عدة، أبرزها التوتر، الذي يشوب العلاقات الأمريكية -الروسية في الأيام الأخيرة، والذي قد يؤدي إلى توسيع الهوة بين البلدين في الأيام القادمة، ومستجدات الوضع السياسي والأمني في جمهورية مصر العربية. وكتبت صحيفة (البيان) في هذا الصدد، أن العلاقات الأمريكية الروسية على مر الزمن "لا تخلو من مظاهر الشد والجذب الظاهر والكامن بين الفينة والأخرى نظرا لعداء البلدين التاريخي الذي تغذيه خلافاتهما الإيديولوجية واختلاف مصالحهما في مناطق متفرقة من العالم"، مبرزة أن آخر مظاهر هذا التوتر الحديث هو أن "البيت الأبيض يدرس إمكانية إلغاء قمة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في شتنبر المقبل على خلفية بعض الخلافات بين البلدين، وهو ما قد يفاقم من حدة التوترات بين الرئيسين". وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن "قد تلجأ إلى هذا الخيار بسبب الموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن المتهم بتسريب معلومات عن برامج الاستخبارات الأمريكية السرية والموجود حاليا في موسكو، وبسبب أيضا خلافات البلدين حول مواصلة دعم موسكو للنظام السوري". وشددت (البيان) على أن ما تشهده حاليا العلاقات الأمريكية الروسية هو "وجه جديد لاختلاف ليس بجديد لكنه سيفضي إلى تعميق التوترات بين البلدين مما قد يجعل إيجاد أرضية مشتركة بينهما لتقريب وجهات النظر في القضايا الدولية الحساسة أكثر صعوبة". وفي لبنان استأثرت باهتمام الصحف دعوة الأمين العام ل(حزب الله) حسن نصر الله إلى الحوار الداخلي دون شروط واستعداده لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية، وعدم إفضاء المشاورات الداخلية لتشكيل حكومة جديدة إلى أي نتيجة لحد الآن، وإفراج السلطات السورية عن 30 سجينة في إطار مبادرة للمبادلة مع تسعة لبنانيين مخطوفين في منطقة أعزاز السورية. وقالت (النهار) إنه "بين إعادة الأمين العام ل(حزب الله) في إطلالته الأولى خلال شهر رمضان التركيز على معادلة المقاومة ببعديها الإقليمي والداخلي، متجنبا الحديث عن تداعيات تورط الحزب في الصراع السوري، ودعوة رئيس حزب (القوات اللبنانية) سمير جعجع إلى (إزالة الدويلة لتقوم الدولة)، لم تبرز أي معالم جدية لإمكان حصول أي اختراق للأزمة السياسية في المدى المنظور، وخصوصا من حيث تغيير غابة الشروط التي تعترض تأليف الحكومة الجديدة". ورأت (السفير) أن "الوضع الداخلي يدور حول نفسه، بين أمن هش، واستقرار مهدد، وحياة سياسية معدومة، وسلطات مشلولة، وملف حكومي عالق في عقد التعطيل، وسط عجز كلي عن العثور على الوصفة السحرية (...) لانتشال الحكومة التي لم تتشكل بعد من حلبة الشروط والشروط المضادة". وتحت عنوان (بداية حل لمخطوفي أعزاز)، كتبت (الأخبار) تقول إنه "بعد 14 شهرا على خطفهم، بدأت تلوح في الأفق بشائر لقضية اللبنانيين الذين اختطفتهم المعارضة السورية في مدينة أعزاز، بعدما أفرجت السلطات السورية أمس عن نحو 30 سجينة من اللواتي طالب الخاطفون بإخلاء سبيلهن لقاء تحرير المخطوفين اللبنانيين. وفي تونس، اهتمت الصحف،على الخصوص، بتقرير أعده مؤخرا خبراء في القانون الدستوري في (لجنة البندقية) التابعة لمجلس أوروبا حول تقييمهم لمسودة الدستور التونسي الجديد. وفي هذا الصدد ذكرت عدة صحفø، من بينها صحيفتا (الشروق) و(الصريح)، أن هؤلاء الخبراء اعتبروا أن مشروع الوثيقة الدستورية الذي يستعد المجلس التأسيسي التونسي للمصادقة عليه قريبا "يحترم إجمالا المبادئ الكونية للديمقراطية وحقوق الإنسان"، مشيرة إلى أن التقرير الذي أعد بطلب من الجانب التونسي يطالب في الآن ذاته بÜ"دسترة حرية المعتقد ومراجعة الفصل الذي ينص على أن الإسلام هو دين الدولة بدل التنصيص على أن الإسلام هو دين تونس". كما أوصى خبراء (لجنة البندقية)، تضيف الصحيفتان، بإدخال "تعديلات حذرة" عند توزيع الصلاحيات بين رئيسي الجهاز التنفيذي، أي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وكذا "بعدم الحد أكثر من اللازم من حرية الاجتماع والتنظيم". ومن جهة أخرى، تحدثت (الشروق) عن اكتشاف السلطات التونسية لحقل بترولي جديد في منطقة حدودية مع الجزائر تقدر طاقته الإنتاجية بنحو 100 ألف برميل يوميا. ونقلت الصحيفة، عن مصادر تونسية، قولها إن هذا الاكتشاف يعد "الأهم والأكبر منذ عقود" ومنذ اكتشاف حقل "البرمة" المعروف بالجنوب التونسي، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه أن يجعل تونس "تتجاوز العجز المسجل في إنتاج النفط وزيادة مداخلها من العملة الصعبة"، فضلا عن توفير آلاف من مناصب الشغل وتنمية المناطق الحدودية. ومن جانبها، اعتبرت جريدة (الصحافة) أن تونس "لن تنجح في إنجاز عملية الانتقال الديمقراطي إلا إذا نجحت في تحقيق عملية انتقال تنموي اجتماعي تبني مقومات مشروع مجتمعي يتأسس على قيم التكافل والتضامن ويضع حدا للتفاوت الطبقي المجحف". وخلصت إلى أن الملف الاجتماعي يعد "أحد أخطر الملفات ذات الأولوية التي على الحكومة أن تتعاطى معه "بكل دقة ووضوح". وفي الجزائر، سلطت الصحف الضوء من جديد على الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة غداة نشر صور له يظهر فيها على كرسي متحرك. وكتبت صحيفة (ليكسبريسيون) أن عودة الرئيس الجزائري للبلاد بعد ثمانين يوما من النقاهة بباريس "لن يكون بدون أصداء"، إذ من المتوقع أن يتم إطلاق النقاش مجددا حول الانتخابات الرئاسية والولاية الرابعة وتطبيق الفصل 88 من الدستور والقضايا الراهنة التي ما تزال معلقة، مشيرة إلى أنه مع المعطيات الجديدة، ستقوم الطبقة السياسية لا محالة "من سباتها" للقيام بحملة من أجل ولاية رابعة أو تطبيق الفصل 88 من الدستور. ومن جهتها، أكدت "الوطن" أن مرض الرئيس بوتفليقة "أخطر بكثير مما يروج له معاونوه"، مضيفة أن رئيس الجمهورية لن يستأنف مهامه الرئاسية بشكل فوري. ولن يكون قادرا على ذلك".