مازال القلق من تداعيات جائحة فيروس كورونا مخيما على قطاع الطيران على الصعيد العالمي، رغم التخفيف التدريجي لإجراءات تقييد الحركة والسفر، واستئناف الرحلات الجوية، وإن بنسبة قليلة. هذا الهاجس عبرت عنه الجمعية العامة للمنظمة العربية للطيران المدني في ختام اجتماعها الأخير المنعقد يومي فاتح وثاني يوليوز الجاري، بإبدائها "بالغ القلق إزاء الوباء الناجم عن مرض الفيروس التاجي (كوفيد-19) الذي مس إلى الآن جميع بلدان ومناطق العالم وكانت له آثار عالمية مدمرة وطرح تحديات غير مسبوقة". وبينما مازال فتح الأجواء أمام الرحلات الجوية يتسم بكثير من التردد، لا سيما مع ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا، دعت المنظمة العربية للطيران المدني الدول العربية إلى مواصلة التنسيق مع السلطات الصحية في البلدان الأخرى لتعميم المعايير التي تستند إليها إجراءاتها في ما يتعلق بالسفر أثناء مواجهة جائحة "كوفيد-19". ومع الاستئناف التدريجي للرحلات الجوية، بدأت تبرز تحديات غير متوقعة أمام الفاعلين العرب في هذا القطاع؛ إذ أعلن الاتحاد الأوروبي يوم الخميس الماضي أنه لن يعتمد جواز سفر اللقاح الذي يحمله الملقحون بلقاح أسترازينيكا المصنع في الهند. في هذا الإطار، دعا "بيان الرباط" للمنظمة العربية للطيران المدني، الذي توصلت به هسبريس، الدول العربية إلى الدخول في محادثات مباشرة مع الدول أو اتحادات الدول قصد التوصل إلى اعتراف متبادل بشهادات التلقيح. ودعت المنظمة كذلك إلى تنسيق الجهود مع السلطات الصحية ذات الصلة حول الإجراءات المتعلقة بالسفر في فترة الجائحة التي تأخذ بعين الاعتبار إرشادات منظمة الطيران الدولي (CART)، مع العمل على الاعتراف المتبادل بالشهادات الصحية مع البلدان الأخرى أو مجموعات البلدان. وأقرت المنظمة المذكورة في اجتماعها حول تدابير مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد وآليات تعافي وانتعاش قطاع الطيران المدني، بأن الجائحة "تشكل تحديّا غير مسبوق للدول الأعضاء في المنظمة وللعالم بأسره"، مشيرة إلى أن هذه الوضعية الاستثنائية استدعت إجراءات فورية وحاسمة، إن على مستوى المنظمة أو على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، لحماية قطاع الطيران المدني. ونوّهت المنظمة العربية للطيران إلى أن تجاوز الأزمة التي يتخبط فيها قطاع الطيران المدني بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا تتطلب تكتّل دول المنطقة، مسلمة بأنه "لا يمكن لبلد بمفرده معالجة الآثار والتحديات متعددة الأوجه التي يشكلها وباء فيروس كورونا المستجد". ولتجاوز العوائق التي تعترض انتعاش الملاحة الجوية المدنية، دعت المنظمة إلى الاعتماد على ممرات الصحة العامة كحل مؤقت للدول التي تتفق على معايير متبادلة لتدابير السفر والصحة، مشددة على ضرورة أن تستند عمليات الخدمات الجوية بين تلك الدول إلى ترتيبات النقل الجوي الحالية المتفق عليها. وطلبت المنظمة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تعميم "بيان الرباط" على جميع المجالس الوزارية العربية في مجال النقل والسياحة والصحة، حاثة على رفع قيود السفر، مع الأخذ بعين الاعتبار مختلف الإرشادات القائمة على المخاطر الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في ما يخص التدابير الصحية المتصلة بحركة المرور الدولي. وأكدت أن التوصيات المنبثقة عن إرشادات منظمة الصحة العالمية في مجال تدبير الملاحة الجوية المدنية، ينبغي أن تكون واضحة بشأن نهج الاختبار أو التلقيح، مع تجنب تدابير الحجر الصحي للمسافرين، ومراعاة مستجدات نشر لقاحات "كوفيد-19" والمناعة الناتجة عن الإصابة السابقة بالعدوى.