قال السفير أحمد رشيد الخطابي، الأمين العام المساعد المشرف على قطاع الإعلام بجامعة الدول العربية، إن اختيار موضوع "الإعلام والتنمية المستدامة" للمنتدى العلمي الثالث لتحكيم مشاريع التخرج، "يعكس عمق الإدراك بمدى الترابط العضوي القائم بين الإعلام وبلوغ الأهداف التنموية الكبرى". وشدد المتحدث في كلمة له بالقرية الذكية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالجيزة المصرية، الثلاثاء، على الأهمية المحورية لوسائل الإعلام في إثراء مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية والبيئية في إطار من التكامل بين كافة الشركاء، من حكومات وهيئات منتخبة وقطاع خاص ومؤسسات جامعية ومنظمات للمجتمع المدني. وأضاف الديبلوماسي المغربي أن هذا الطابع النسقي والتشاركي، "هو جوهر الأجندة التي وضعها المجتمع الدولي في سبتمبر 2015 لرفع التحديات التنموية الملحة في أفق 2030، بما في ذلك محاربة الفقر، وتأمين مقومات العيش الكريم، وتعزيز سيادة القانون ودعائم الحكم المؤسساتي، وإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في الخطط الوطنية، وتشجيع الاستثمار في البحث العلمي والابتكار، ومواجهة المخاطر المحدقة بالتحولات المناخية". وأشار الخطابي إلى أن مجلس وزراء الإعلام العرب حرص خلال دورته الأخيرة (الدورة 51) المنعقدة بمقر جامعة الدول العربية في 16 يونيو الجاري، "على تكريس الدور الحيوي للإعلام في الحقل التنموي، وذلك باعتماد برنامج عمل لتنفيذ أهداف الخريطة الإعلامية للتنمية المستدامة، وتكليف الأمانة العامة (قطاع الإعلام والاتصال) بمتابعة تنفيذه مع الدول الأعضاء والمنظمات والاتحادات الممارسة المهام إعلامية، كما اعتمد مجلس وزراء الإعلام الدليل الاسترشادي الشامل للإعلاميين في مجال التنمية المستدامة تأكيدا لانخراط الجامعة العربية، ضمن رؤية عربية موحدة، في مسارات تحقيق أهداف التنمية المستدامة". واعتبر المتحدث أن الثابت هو أن نشر ثقافة المواطنة المسؤولة "يمثل أولوية الرسالة الإعلامية التي يعلم الجميع قدسية الأمانة الملقاة على عاتقها في ظل التحولات المذهلة للإعلام الجديد، وذلك انطلاقا من دورها المؤثر في تحصين المجتمعات من نزعات التطرف والانغلاق، وحماية الأفراد من الإشاعات المغرضة عبر إعلام تربوي هادف وبناء، بما في ذلك في زمن الأزمات". ولفت الخطابي الانتباه إلى أن جائحة كورونا أظهرت مدى هذا الدور، ليس فقط في نشر الوعي الوقائي والتعاطي مع تداعيات هذه الأزمة الصحية والاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة بكل ما لها من انعكاس على الحركة التنموية لمنطقتنا، "ولكن كذلك على صعيد تنوير الرأي العام بضرورات محاربة الإشاعات الزائفة واحتواء الحمولات المضللة لتي انتشرت مع تفشي الجائحة عبر بعض وسائل الإعلام أو بصفة خاصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي". وختم الأمين العام المساعد المشرف على قطاع الإعلام بجامعة الدول العربية كلمته بالتأكيد على أن توجيه التركيز على إنجاز مشاريع التخرج حول الإعلام والتنمية المستدامة بالأكاديمية، "هو فرصة لإبراز الانخراط الجاد للشباب الجامعي في دينامية البناء والنماء وتوظيف الوسائط الإعلامية المتنوعة في خدمة الرؤية الطموحة 2030".