اختتمت التدريبات المغربية-الأمريكية المشتركة في مصب وادي درعة، الجمعة، بتنظيم مناورات حربية ميدانية شاركت فيها جميع الوحدات العسكرية من مختلف الأصناف، التابعة للقوات المسلحة الملكية والقوات الأمريكية والقوات السنغالية، رغم الظروف المناخية الصعبة التي وسمت مدينة طانطان. وتوزع التمرين الختامي إلى شقين؛ أولهما يشمل المناورات الجوية التي شاركت فيها قاذفات "بي-52" التابعة لسلاح الجو الأمريكي ومقاتلات "إف-16" التابعة للقوات الجوية الملكية، وثانيهما ينحصر في المناورات البرية التي ساهمت فيها الدبابات الحربية. وقد حاكت القوات العسكرية المشتركة، وفق معطيات هسبريس، حربا متعددة الجبهات في ميدان مصب وادي درعة الذي يعد واحدا من سبعة مواقع شملتها مناورات "الأسد الإفريقي"، حيث استخدمت الطائرات المقاتلة لقصف الأهداف البعيدة، لتفتح الطريق أمام الدبابات الهجومية التي أنيطت بها مهمة تدمير الأهداف البشرية المباشرة. وتدربت القوات العسكرية المشتركة كذلك على تمارين الرماية بالذخيرة الحية، بالإضافة إلى إجراء تمارين القفز المظلي فوق سماء مصب وادي درعة. ويراد من كل ذلك التحقق من مدى جاهزية الجيوش المشاركة في مناورات "الأسد الإفريقي" رغم سوء الأحوال الجوية. وعرف الحدث العسكري حضورا وازنا للجيوش متعددة الجنسيات، وذلك بحضور كل من الجنرال دوكور دارمي عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، والجنرال دوكور دارمي الفاروق بلخير، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، إلى جانب الجنرال كريستوفر جي كافولي، القائد العام للجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا، فضلا عن حضور العديد من البعثات الدبلوماسية رفيعة المستوى. وانطلقت التمارين الميدانية بمصب وادي درعة في السابع من يونيو الجاري، حيث تدربت القوات العسكرية الدولية على إجراء مختلف المناورات الحربية، ليتمّ إظهار نتيجة تلك التمارين بطانطان في اليوم الختامي للتداريب المشتركة، التي تعكس التنسيق المتواصل بين الجيوش في ما يتعلق بمجابهة المخاطر الاستراتيجية. وبمجرد انتهاء النسخة السابعة عشرة من مناورات "الأسد الإفريقي"، سيتم التخطيط من جديد للنسخة المقبلة من التدريبات المغربية-الأمريكية المشتركة التي ستنظم السنة الموالية، وفق معطيات هسبريس، وذلك تكريسا للتعاون بين القوات الدولية في ظل التهديدات الإقليمية المتصاعدة. جدير بالذكر أنه بالإضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية، شهدت النسخة السابعة عشرة من هذا التمرين مشاركة بريطانيا والبرازيل وكندا وتونس والسنغال وهولندا وإيطاليا، فضلا عن الحلف الأطلسي ومراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة من إفريقيا وأوروبا وأمريكا.