اهتمت أبرز الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بجملة قضايا من بينهاº إدانة رئيس الوزراء الإيطالي السابق بالسجن سبع سنوات، والإصلاح الإداري بإسبانيا، وإفلاس أحد المستشفيات بهولندا، والجدل الدائر بين باريس وبروكسل حول اتفاق التبادل الحر بين أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية، وأيضا المطاردة "الشرسة" التي تنتهجها الولاياتالمتحدة ضد عميلها السابق في المخابرات ادوارد اسنودن بسبب كشفه عن أنشطة استخباراتية، فضلا عن مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. فتحت عناوين بارزة من قبيل "إدانة قاسية لبرلسكوني" و"برلسكوني، الإدانة الأكثر تشددا" و"سبع سنوات لبرلسكوني: سأقاوم" و"عنف لا يصدق"، علقت الصحف الايطالية على الحكم الذي صدر في حق زعيم حزب الشعب والحريات، أحد أبرز مكونات الحكومة الائتلافية الموسعة التي يقودها الديمقراطي انريكو ليتا. واعتبرت صحيفة (الكوريير ديلا سييرا) أن الحكم الصادر في حق برلسكوني، والذي كان أكثر تشددا مما طالبت به النيابة العامة (ست سنوات )، من شأنه أن "يرهن المستقبل السياسي لإيطاليا ويضعف أكثر حكومة أنريكو ليتا". ومن جانبها، اعتبرت (لاستامبا) أنه وعلى الرغم من أن برلسكوني يمتلك القدرة على "الانبعاث مجددا من رماده، فإن هذا الفصل الجديد يبدو أكثر صعوبة من سابقيه، وأنه هو نفسه بدأ يدرك ذلك". أما (لاروبوبليكا) فقد لاحظت من جانبها، أن السؤال الحقيقي الذي يطرح نفسه ليس هو ما الذي سيقع حاليا في البلاد، ولكن ما الذي وقع لكي يصل الوضع إلى ما هو عليه الآن. وبإسبانيا، ركزت الصحف على الاختلافات في مواقف الفاعلين السياسيين من الإصلاح الإداري الذي صادق عليه مجلس الوزراء الإسباني الجمعة الماضية . وفي هذا الصدد، كتبت يومية (أ بي سي) أن "بارونات الحزب الشعبي يدعمون الإصلاح الإداري الذي اقترحه رئيس الحكومة ماريانو راخوي"، وأن الأقاليم المستقلة التي يديرها الحزب الشعبي اعتبرته "ضرورة ملحة". وأضافت اليومية، المقربة من الحكومة، أن الأمر يتعلق بالنسبة للحزب الشعبي بمطلب لأغلبية المواطنين الإسبان، مشيرة إلى أن أغلب الجهات التي يديرها الحزب الشعبي طبقت الجزء الأكبر من إجراءات هذا الإصلاح. وفي المقابل، تقول (أ بي سي) "اعترضت عدد من الأقاليم المستقلة، مثل كتالونيا والأندلس وأستورياس، على مخطط راخوي الذي يهدف إلى توفير أزيد من 37 مليار أورو في أفق 2015 ". وأشارت اليومية إلى أن الأقاليم التي تعترض على هذا الإصلاح الإداري ترى فيه نوعا من التدخل في تدبير الشأن المحلي للأقاليم المستقلة، وبالتالي "تراجعا ديمقراطيا". وبهولندا، ركزت الصحف على قضية إفلاس أحد مستشفيات روتردام وانعكاساته على باقي المستشفيات الأخرى بهولندا، ودعوة رئيس الحزب العمالي دييدريك سامسون إلى تشجيع الاستثمار لتحفيز الاقتصاد بدل الاكتفاء بالاقتطاع من الميزانية. وبهذا الخصوص، سجلت صحيفة (ترو) أن إفلاس مستشفى روواردفان بوتن بروتردام ستكون له انعكاسات على مؤسسات صحية أخرى في البلاد، مشيرة إلى أن المرضى الذين يتابعون علاجاتهم بهذا المستشفى الذي أصبح يسمى "سبيكينيس ميديكال سانتر"، لن يطرأ أي تغيير كبير على أوضاعهم الصحية، خاصة بعد أن تمت تولية رعايتهم مباشرة إلى ثلاثة مراكز صحية أخرى. وتحدثت صحيفة (ألغيمن داغبلاد) عن عشرات المستشفيات الصغيرة بهولندا التي باتت تعاني من مشاكل مادية، مما قد يعرضها للإغلاق. ونقلت، في هذا الصدد، عن خبراء في الميدان أن المراكز غير المتخصصة قد تعرف نفس المصير أمام منافسة المصحات وعجزها عن تسوية فواتيرها. أما صحيفة (فولكسكرانت) فنشرت على صدر صفحتها الأولى حديثا لزعيم الحزب العمالي دييدريك سامسون كشف، من خلاله، أن ملايير من الأورو الموجودة أساسا في ملكية خواص وأبناك وصناديق تقاعد، ينبغي أن توظف من أجل إطلاق الاقتصاد الوطني، على اعتبار أن اللجوء إلى الاقتطاع من الميزانية لا ينبغي أن يظل الخيار الوحيد. وبفرنسا، سجلت (لوفيغارو) أن النزاع الدائر بين فرنسا والاتحاد الاوروبي حول "الاستثناء الثقافي"، خاصة بعد إطلاق مفاوضات اتفاق التبادل الحر بين أوروبا والولاياتالمتحدة، كان بمثابة صب الزيت على النار، خاصة وأن الجمرات كانت متقدة قبلا بين فرنسيين ينظر إليهم ببروكسيل، على أنهم خائفون إن لم يكونوا رجعيين، وبين مؤسسات أوروبية تتقبل باريس بصعوبة وصايتها على هذا الأمر". وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت فرنسا ستختار في ساعة الحقيقة أوروبا، مسجلة أن الفرنسيين ليسوا وحدهم من ينتابهم التوتر والقلق إزاء التكامل الأوروبي"، فيما اعتبرت أن شعبية أوروبا تعرف تدنيها الكبير والسريع بفرنسا. ونقلت الصحيفة، عن نتائج استطلاع ، أن 43 في المائة من الفرنسيين كانوا يرون ، خلال 2009 ، أن البناء الأوروبي سيساهم في تعزيز اقتصاد بلادهم . وكتبت يومية ل(زيكو) أن موقف فرنسا، من وجهة نظر بروكسل، "غير متناسق وغير قابل للقراءة"، مشيرة إلى تصاعد اللهجة بين باريس وبروكسل، عشية قمة الاتحاد الأوروبي. وبالنسبة، ليومية (ليبراسيون) فإن "الاستثناء الثقافي" ليس إلا الشجرة التي تخفي الغابة، حيث معاهدة الأطلسي المستقبلية، وهي برأيها "قنبلة يدوية حقيقية قابلة للانفجار من قبل باروسو عند نهاية ولايته" (سيغادر منصبه نهاية أكتوبر 2014). من جانبها، ركزت الصحف البرتغالية، بصفة خاصة، على المفاوضات الجارية بين نقابات المعلمين ووزارة التربية والتعليم لتعليق الإضراب الذي يخوضه رجال التعليم احتجاجا على تدابير التقشف الجديدة في مجال التعليم. صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) التي تتحدث عن "دخان أبيض" تقول إنه بعد سلسلة من المفاوضات الماراطونية، تقترب نقابات المعلمين ووزارة التربية والتعليم من حل قد يضع حدا لحركة الإضراب الذي بدأ قبل أسبوعين في خضم الامتحانات النهائية لمرحلة التعليم الثانوي. وأوضحت يومية ( بوبليكو) أن الإعلان عن حل وسط جاء بعد موافقة الإدارة التأجيل إلى غاية 2015 لعملية تنفيذ نظام التنقل الخاص، التي تعتبر إلى جانب إجراء إلغاء التوظيف بالتعليم وتمديد وقت العمل، أحد تدابير التقشف الأكثر انتقادا من قبل المدرسين. ومن جهتها، أشارت يومية (جورنال نيغوسيوس) إلى أنه بالرغم من تقدم المفاوضات الجارية فقد قررت الفيدرالية الوطنية للمدرسين تنظيم إضراب اليوم الثلاثاء قد يتواصل إلى غاية خامس يوليوز المقبل. وفي سويسرا، اهتمت الصحافة بالمطاردة "الشرسة" التي تنتهجها الولاياتالمتحدة ضد عميلها السابق في المخابرات إدوارد اسنودن بسبب كشفه عن أنشطة استخباراتية. واعتبر رئيس تحرير صحيفة "لوطون" أن الثقة بين رجال السياسة والجمهور وما بين الأمريكيين والأوروبيين قد "تدهورت بشكل خطير"، فيما رأت صحيفة ( لا تريبين دو جنيف ) أن تطورات هذه القضية وإلى حدود الآن هي بمثابة "صفعة" للرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي كان يرغب في بث الدفء في علاقات بلاده بموسكو وتطوير شراكة جديدة مع الصين. وبتركيا، اهتمت الصحف بتطورات قضية انضمام بلادهم للاتحاد الأوروبي والأزمة الدبلوماسية بين الطرفين الناشئة عن موقف ألمانيا المعارض لفتح فصل جديد من مفاوضات الانضمام. وتوقفت عدة عناوين عند موقف برلين المعارض لافتتاح الفصل 22 حول السياسة الإقليمية لمسلسل مفاوضات انضمام تركيا، احتجاجا من لدنها على تدخل الشرطة التركية بالقوة عند تفريقها للمتظاهرين بساحة تقسيم. وتحدثت صحيفة (صباح) عن خيارين اثنين تقدم بهما الاتحاد الأوروبي، تأجيل المفاوضات بعد خمسة أشهر، أو إمكانية فتح صفحة جديدة مع نشر بيان يدين استخدام القوة المفرطة عند تفريق الاحتجاجات المناهضة للحكومة، مشيرة إلى أن تركيا رفضت كلا الخيارين. واتهمت صحيفة ( تركيا) المستشارة الالمانية انجيلا ميركل برغبتها في استغلال أحداث تقسيم وتعطيل المفاوضات لأسباب انتخابية، مسجلة أنها تعرضت لانتقادات من قبل كل من الاتحاد الأوروبي والشعب الألماني معا. ومن جانبها، ركزت صحيفة (حريات ديلي نيوز ) بشكل خاص على الجهود الدبلوماسية التي تبذلها أنقرة لدى عدة عواصم أوروبية للحيلولة دون بط ء أو تعليق المفاوضات بسبب الفيتو الألماني. وبروسيا، علقت صحيفة (موسكوفسكي كمسوموليتس) على التعيينات الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتبارها "خطوة مثيرة"، خاصة بتعيينه لأليكسي أوليوكايف محل أندريه بيلؤوسوف وزير التنمية الاقتصادية الذي تولى بدوره منصب مساعد الرئيس الروسي"، مذكرة بأن ألفيرا نبيولينا التي تولت إدارة البنك المركزي الروسي كانت قبل أمس الاثنين تشغل هذا المنصب المهم في الديوان الرئاسي".