خصصت أبرز الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، أهم عناوينها لمشاكل برلسكوني القانونية وتأثيرها على الحكومة الائتلافية، ولرهانات التشغيل وإصلاح نظام التقاعد بفرنسا، ولاتفاق راخوي- روبالكابا من أجل موقف مشترك أمام الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تقرير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حول جهود البرتغال في محاربة الرشوة العابرة لحدودها. وفي ما يتعلق برفض المحكمة الدستورية طلب الطعن المقدم في التهمة الموجهة لبرلسكوني بشأن التهرب الضريبي، في إطار قضية ميدياست، اعتبرت الصحيفة الإيطالية (لا ستامبا) أن هذا القرار يمثل بالنسبة لبرلسكوني نهاية فترة "سلام كبيرة"، مشيرة إلى أن "لا أحد لديه الاستعداد بدءا من رئاسة الجمهورية مرورا بأعلى السلطات القضائية لتمرير إسفنجة تمحي مشاكل برلسكوني القانونية مقابل الحصول على دعم للحكومة"، حيث حزبه أحد أهم تشكيلاتها. وتتوقع اليومية، في هذا الصدد، حدوث "اضطرابات" داخل الحكومة خلال الأسابيع القادمة بشان القضايا الاقتصادية. وفي المقابل، أشارت يوميتي (لا ريبوبليكا) و(لوكوريير ديلا سيرا) إلى ما يبديه رئيس الحكومة، انريكو ليتا الديمقراطي، من تفاؤل يغلفه الكثير من التباهي، حين يؤكد أن التماسك الحكومي في مأمن من أي خطر كان. وبفرنسا، ركزت الصحف على رهانات التشغيل وإصلاح نظام التقاعد، عقب انطلاق مؤتمر اجتماعي جديد مع النقابات، الثاني من نوعه في ولاية الحكومة الاشتراكية الحالية للرئيس فرانسوا هولاند. وسجلت يومية (ليبراسيون) أن الرئيس هولاند طلب، في كلمة افتتاحه أمس للمؤتمر الاجتماعي، من اليساريين الذين أبدوا عدم رضاهم من غياب النتائج بعد عام من تولي هولاند للرئاسة، الالتزام بقليل من الصبر والتاني، ملاحظة، في هذا السياق، تصميم الرئيس على الدفاع عن طريقته، وهو "ربما المتفاجيء أيضا من نتائج المؤتمر الاجتماعي الأول، الذي انتهي إلى إصلاح مهم لسوق الشغل". وفي ما يخص إشكالية التشغيل، سجلت اليومية أن فرانسوا هولاند ما يزال عند هدفه المتمثل في العمل على "تغيير اتجاه معدل البطالة بحلول متم السنة الجارية"، "حتى ولو كانت توقعات (المعهد الفرنسي للإحصاء والدراسات الاقتصادية) تضع نسبة البطالة عند الذروة بأكثر من 11 في المائة متم 2013 "، وهي الأرقام التي وصفتها صحيفة (لو باريزيان) ب"المتشائمة" وتحمل في طياتها "أخبارا سيئة" للرئيس الفرنسي. وببلجيكا، اهتم كتاب الافتتاحيات بالقانون المتعلق بالقتل الرحيم، خاصة المقترح الداعي إلى تطبيقه على القاصرين أيضا والذي تقدم به أربعة أعضاء بمجلس الشيوخ ينتمون للأغلبية. وكتبت يومية (لا ليبر بلجيك) أن الجميع مع توسيع مقتضى هذا القانون ليشمل القاصرين، ماعدا حزبين سياسيين، موضحة أن الاقتراح يستهدف الأطفال الذين هم في حالة ميؤوس منها طبيا، ويوجدون في حالة معاناة وألم مستمرين لا سبيل لهم إلى تحملها أو التخفيف منها، وعبروا عن رغبتهم في الموت الرحيم. وبالنسبة لكاتب افتتاحية (لوسوار) فإن تجاهل هذه المعاناة والآلام وكذا الطلب المعبر عنه للاستفادة من الموت الرحيم، بدعوة أن المريض لم يصل بعد إلى السن القانونية، ليست بالمبرر المقنع، متسائلا عن السبب الذي يحرم القاصرين في أوضاع مماثلة من الاستفادة مما هو مخول للبالغين. وفي مدريد، توقفت الصحافة عند الاتفاق المبرم ما بين رئيس الوزراء، ماريانو راخوي، والأمين العام لحزب العمال الاشتراكي الإسباني، ألفريدو بيريز روبالكابا، للدفاع عن موقف مشترك خلال قمة الاتحاد الأوروبي المقرر عقدها الأسبوع المقبل . وذكرت (إيل موندو) أن المسؤولين أعربا، خلال لقائهما أمس الخميس، عن استعدادهما لتوسيع مجال التوافق بينهما ليشمل قضايا أخرى مثل السياسة الخارجية والدفاع والإدارة. وكتبت (إيل باييس) أن "راخوي وروبالكابا شرعا في علاقة جديدة وقد اتفقا معا على التفاوض بشأن قضايا أخرى"، معتبرة أن الاتفاق على السياسة الأوروبية يمثل "نقطة تحول" في العلاقات بين الحكومة والحزب الرئيسي في المعارضة. وبالبرتغال، ركزت الصحف مرة أخرى على تقرير مجموعة عمل منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حول الرشوة، التي عبرت عن قلقها بشأن جهود البرتغال غير الكافية في مكافحة الرشوة العابرة لحدوده. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (بوبليكو) إلى أن البرتغال موضوع انتقادات بسبب عدم تحقيقه في قضايا رشوة عابرة لحدوده ذات روابط أجنبية، مسجلة أن التقرير أشار إلى أن فقط 15 ادعاءا برز إلى السطح منذ 2001، تاريخ انضمام البلاد لاتفاقية مكافحة الفساد. وأضافت الصحيفة أنه، وفقا لخبراء منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الذين أشاروا إلى أهمية الروابط التي تجمع بين البرتغال وبلدان تستفحل فيها هذه الظاهرة، فإن عددا من التحقيقات حول هذا الموضوع قد تم إغلاقها قبل الأوان، كما أن السلطات القضائية البرتغالية لم تحقق كما ينبغي، ولم تطلب أيضا مساعدة سلطات أجنبية بهذا الخصوص في العديد من الحالات. ونقلت يومية (إيكونوميكو) عن فريق العمل قوله ب"المقلق" أيضا أن هذه المزاعم أو الاتهامات لم تكن قط موضوع متابعة قضائية . ومن جانبها، نقلت يومية (دينيرو فيفو) أصداء عن تصريحات لنائب رئيس جمعية الشفافية والنزاهة، باولو مورايس، الذي وصف تقرير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بالمخجل بالنسبة للدولة البرتغالية، مسجلة أن المظاهر الإيجابية الوحيدة في هذا التقرير هي المتعلقة بتحسن الوصول إلى المعلومات المصرفية. وبتركيا، ركزت غالبية الصحف التركية على حفل افتتاح الألعاب المتوسطية في دورتها 17 الذي جرى أمس الخميس بمارسين ( جنوب تركيا) وتميز بحضور، على الخصوص، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية، جاك روج. وبحسب صحيفة (الصباح) تمثل هذه الألعاب مرحلة تحضيرية لتركيا، التي تطمح إلى استضافة دورة الألعاب الاولمبية باسطنبول عام 2020 . وبألمانيا، اهتمت الصحف بمحادثات السلام مع حركة طالبان بأفغانستان. وحول محادثات السلام المتعثرة كتبت (كولنر شتات انتسايغر) أن كرزاي يريد أن يظهر للشعب الأفغاني أنه لا يمكن أن يوضع جانبا في جهود السلام، ويثبت ، في نفس الوقت، لطالبان أن كابول مع إيجاد حل سياسي قبل مغادرة القوات العسكرية الأجنبية البلاد نهاية 2014. وأجمعت الصحف أن المفاوضات الجديدة التي تروم إنهاء الحرب الدائرة في أفغانستان منذ 12 سنة وإعادة الاستقرار للبلاد لن تكون سهلة رغم تأكيد الإدارة الأمريكية ثقتها بأنها ستدفع نحو إيجاد حل قريب وإحلال السلام بالمنطقة. وبروسيا، كتبت صحيفة (كومسومولسكايا برافدا) أن قمة مجموعة الثماني بايرلندا الشمالية أبانت عن تصميم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تزويد سورية بالأسلحة، وكشفت عن انتصار موقفه حين تمكن من دفع المجموعة إلى إصدار بيان يدعو الحكومة السورية والمعارضة إلى مكافحة تنظيم القاعدة. ومن جهتها، كتبت صحيفة (كوميرسانت) أن الين الياباني والروبل الروسي ضحايا مؤامرة أمريكية، بحسب ما أعلنه وزير الاقتصاد الروسي أليكسي بيلوسوف بمنتدى بترسبورغ الاقتصادي الدولي الذي انطلقت فعالياته أمس، مستحضرة المواجهة المستعرة ما بين مؤيدي تقوية عملة الروبل، وعلى رأسهم أليكسي بيلوسوف، ومؤيدي إضعافها، وبينهم النائب الأول لحاكم البنك المركزي الروسي أليكسي أوليوكايف. ومن جانبها، نقلت صحيفة (فيدوموستي) عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيره لرجال الأعمال المشاركين في فعاليات منتدى بترسبورغ الاقتصادي الدولي من مغبة التهوين من المخاطر التي تحدق بالاقتصاد العالمي.