أمام انهزام الفريق الوطني في المباريات الحاسمة رغم عمليات التجميل المكلفة التي خضع لها ابتداء من تغيير المدرب إلى تغيير اللاعبين وتغيير وزير الشباب والرياضة ، لم ينفع أي دواء لإخراج الرياضة المغربية من قاعة الإنعاش. وبما أن كل الطرق التكتيكية والتربصات و التشجيعات المادية والمعنوية لم تعط أكلها، بدأ بعض المسئولين عن كرة القدم المغربية ، وعن الفريق الوطني يمارسون " السحر" في معناه الديماغوجية الشعبية-أكل أمخاخ الناس- من أجل تدويخ وتنويم محبي كرة القدم والفريق الوطني ، وذلك ببخور وتعويذات- عبر وسائل الإعلام- تزرع الأمل في مرور الفريق الوطني إلى تصفيات كأس العالم 2014 . لقد تم إيهام الجمهور الرياضي بإمكانية بقاء المغرب في التصفيات المؤهلة لمونديال 2014 ، وبعد سلسلة النتائج المخيبة للآمال لم تكن سوى شعوذة رياضية دأب بعض المسئولين على قطاع الرياضة في بلدنا على ممارستها قصد امتصاص غضب الجمهور الرياضي الغير راض عما يحققه الفريق الوطني من نتائج لا ترتقي إلى طموحات المغاربة . لقد عَوَّدَ بعض المسئولين الجمهور الرياضي على "انتظار" ما ستؤول إليه النتائج في لقاءات على مستوى القارة الإفريقية وكذلك على الصعيد الدولي . ولم يُعوِّد المسئولون عن كرة القدم وعن الفريق الوطني بالخصوص الجمهور الرياضي المغربي على " الحسم" في النتائج وعدم رهن البقاء أو المرور إلى الدور الموالي بنتائج فرق أخرى . فما نيل المطالب بالتمني ، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا يقول أحمد شوقي. وللأسف الشديد ، رغم الإمكانات المالية الكبيرة ، وحسن المعاملة واختيار مدربين في المستوى مازال لاعبو الفريق الوطني دون مستوى ، سواء على المستوى التكتيكي، أو اللياقة البدنية ، أو الذكاء وحسن استغلال الفرص المتاحة . ناهيك عن ضعف الوازع الوطني عند البعض . ودن شك أن الفريق الوطني يمر من أزمة حقيقية لم يستطع المسئولون عنه إخراجه منها باكتشاف لاعبين مرموقين في مستوى اللاعب أحمد فرس أو التيمومي أو الضلمي أو بدربالة أو الزاكي وآخرين رغم وجود قسم احترافي وأكاديمية لكرة القدم ومدارس رياضية ومنح مغرية . ومن غير المقبول بتاتا ، أن يستمر الفريق الوطني على هذا النهج يراكم الخسارة تلو الأخرى ، ولا يسجل حضوره في الملتقيات الدولية رغم تاريخه الحافل بإنجازات حققها رياضيون هاوون . وأن يستمر المسئولون عن كرة القدم في إعطاء الجمهور الرياضي مسكنات تجعله يعيش على الأمل ثم يفاجأ بعد ذلك بما يفرضه الواقع . لقد كان باديا منذ الوهلة الأولى أن الفريق الوطني لن يذهب لمونديال 2014 على خلفية نتائجه الضعيفة ، ولكن بعض المسئولين راهنوا على خسارة ساحل العاج . فهم راهنوا على حصان خاطئ كدائما للأسف. وبما أن العبرة بالنتائج ، فما على المسئولين عن الرياضة بالمغرب إلا التخلي تماما عن الديماغوجية ، وتبني العمل العقلاني العلمي .فكرة القدم صناعة كسائر الصناعات تحتاج للفكر والجدية والجودة . ولا يمكن للجودة أن تتحقق في ظل محابات اللاعبين والتعامل معهم كملوك . فلا يختلف القميص الذي يحمله الرياضي على كتفه عن البزة النظامية التي يضعها الجندي وهو يقاتل دفاعا عن علم بلاده . فكلاهما جنديان ، ومن حقوقهما الكرامة والعناية والتحضير الجيد ، لكن من واجباتهما حسن التمثيل وتحقيق النتائج الإيجابية .