تغيرت الأجواء في الحسيمة على امتداد ساعات ليل أمس الأربعاء، فالعيد عيدان عقب خروج سكان ببعض أحياء المدينة للاحتفال بإطلاق سراح 17 معتقلا على ذمة ملف حراك الريف، كما نظمت الأسر استقبالات رمزية احتفاء بالمفرج عنهم. وشهدت أحياء متفرقة احتفالات بالمفرقعات والشهب الاصطناعية، وكذا إطلاق الحمام، وأيضا تناول كلمات في الهواء الطلق تشبث فيها المعتقلون ب"ضرورة إنصاف المنطقة وإطلاق سراح باقي المعتقلين في السجون". وشكلت الأعياد الدينية والوطنية فرصة ظلت العائلات تترقب إمكانية حدوث انفراج خلالها، وهو ما حصل خلال عيد الفطر الجاري، بالإفراج عن 17 معتقلا من سجون متفرقة، بعد إنفاذ الاستفادة من العفو الملكي، بتنسيق مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وتراهن بعض فعاليات حقوق الإنسان على آلية العفو الملكي، رغم إقرارها بصعوبة الأمر بالنسبة للمعتقلين المتبقين أمام رفضهم تقديم طلب في الموضوع، ويقول عبد الله الغلبزوري، متتبع لدينامية "حراك الريف"، إن أجواء البهجة والسرور حلت على المنطقة استقبالا للمعتقلين المفرج عنهم؛ وأنه "على طول الطريق المؤدية من السجن المحلي إلى المنازل استقبلتهم الساكنة بشارات النصر وتحايا الصمود". وأضاف الغلبزوري أن "السكان مرحبون دوما بالعفو الملكي، لأنهم ينظرون إليه باعتباره الوسيلة الوحيدة لتصحيح الخطأ الذي وقعت فيه المؤسسات، حين اعتبرت الملف أمنيا وقضائيا عوض اعتباره ملفا حقوقيا اجتماعيا يقتضي التعامل معه بمقاربة سياسية"، بتعبيره. وقال المتحدث لجريدة هسبريس الإلكترونية: "نحن سعداء بالعفو عن المعتقلين، لكننا سنكون سعداء أكثر إذا رافقه حوار شامل مع المعتقلين؛ فالعفو حل لقضية معتقلي حراك الريف، وهذا أمر نريده بشدة، لكنه ليس حلا لقضية حراك الريف". "الحل الحقيقي لقضية حراك الريف هو الحوار. وليس عيبا على الإطلاق أن تتحاور الدولة مع مواطنيها، مع النشطاء في السجن وخارجه .. حوار يفضي في النهاية إلى حل متوافق عليه"، يختم الغلبزوري.