اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة، اليوم الخميس، بالنزاع السوري، وإغلاق الحكومة اليونانية للتلفزيون العمومي، وإقرار سويسرا لقانون يهم تسوية النزاع الضريبي مع الولاياتالمتحدة، والانتخابات الرئاسية في إيران، وإضراب الأساتذة في البرتغال في خضم الامتحانات وكذا الاحتجاجات في تركيا. وبخصوص الأزمة السورية، كتبت صحيفة (الغارديان)، أنه بالرغم من ارتفاع حدة خطاب وزارة الخارجية الأمريكية فإنه لم يتم تسجيل أي تغيير ملموس على مستوى السياسة الأمريكية اتجاه هذا الموضوع، مشيرة من جهة أخرى إلى أن وزير الشؤون الخارجية البريطاني ويليام هيغ اغتنم فرصة لقائه أمس بمسؤولين أمريكيين للتحذير من مغبة تضاءل الأمل في التوصل إلى تسوية سياسية ومتفاوض بشأنها للأزمة في حال عدم القيام بأي خطوة عملية لوقف تزايد التدخل الإيراني في هذا الملف. وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أشار بوضوح إلى أن البيت الأبيض لم يتخذ أي قرار بخصوص تدخل أكبر في سوريا. وكتبت صحيفة (الاندبندنت) من جهتها، عن الانتخابات الرئاسية التي ستجري في إيران، متوقعة عدم إفراز نتائجها لأي تغيير على مستوى سياسات طهران ولاسيما علاقاتها الخارجية. واعتبرت الصحيفة أن الرئيس الإيراني المقبل لن يكون قادرا على قيادة البلاد نحو مزيد من الديمقراطية العلمانية بسبب تركز كل السلطات في يد مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي. وعبرت عن الأمل في أن تساهم الضغوط الشعبية، التي ما فتئت تتزايد حدتها في إيران، في إجبار ملالي طهران على التخفيف من وطأة قبضتهم الحديدية على السلطة. ومن جانبها، أكدت صحيفة (الديلي تلغراف) أن الانتخابات الرئاسية في إيران لن تحمل أي جديد على مستوى مواقف طهران بخصوص العديد من الملفات ومن بينها قضايا حقوق الانسان والعلاقات مع اسرائيل والصراع في سوريا والبرنامج النووي الإيراني. وفي ألمانيا، ركزت الصحف الصادرة اليوم على تكلفة الخسائر التي خلفتها الفيضانات في ألمانيا، وإغلاق الدولة اليونانية للتلفزيون العمومي فضلا عن الاحتجاجات المتواصلة في تركيا. وبخصوص الفيضانات كتبت "باديش تسايتونغ" أن الفيضانات خلفت خسائر قدرت بالملايير إلا أنها برهنت على أن المجتمع الألماني مجتمع متضامن على جميع المستويات، متسائلة عما إذا كانت المياه ستبقى هادئة وعن صرف المساعدات التي تحدثت عنها المستشارة أنغيلا ميركل. من جهتها علقت "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" أن أضرار فيضانات هذه السنة بالتأكيد جسمية وتختلف تماما عن فيضانات 2002 ، معتبرة أنه من الضروري الآن أن تصرف الحكومة الاتحادية والولايات المساعدات التي وعدت بها بشكل فوري لكن عليها أيضا أن تخبر الأطراف المتضررة أنهم سيتحملون جزء من التكاليف، وهو ما تراه الصحيفة "غير معقول". أما "شتوتغارتر " فترى أن على الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية أخذ العبرة من الماضي وبحث سبل تقاسم عبء الأضرار التي خلفتها الفيضانات ، مشيرة إلى أن وزير المالية فولفغانغ شيوبله عليه إيجاد ميزانية تكميلية وتحديد الدعم بشكل سريع. وفي ما يتعلق بالوضع في تركيا، كتبت "دير تاغسشبيغل" أن المتتبعين يرون في رسالة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان حول طرح مسألة تطوير حديقة "جيزي" وسط إسطنبول على استفتاء شعبي بعد احتجاجات عنيفة على مدى نحو أسبوعين، ربما "جاءت متأخرة". وأشارت إلى أن أردوغان "أتيحت له فرصة هامة لتهدئة الوضع. بعد لقائه مع وفد من المحتجين"، لكنه ألمح في الوقت نفسه إلى شن حملة من قبل قوات الأمن، في حال احتلال ساحة تقسيم من جديد. أما صحيفة "دي فيلت" فكتبت أن "الانتعاش الاقتصادي يسير جنبا إلى جنب مع الديمقراطية" معتبرة أن أنقرة ستحتل مكانة جيوستراتيجية هامة إذا تم "تحكيم العقل". وبخصوص توقف بث قنوات التلفزيون الحكومية في اليونان علقت "فرانكفورتر روندشاو" أنه في خضم أزمة درامية التي وضعت اليونان تحت الضغط أوقفت الحكومة بث قنواتها مما ترتب عنه الاستغناء عن موظفيها، معتبرة أن هذا القرار الذي أدى إلى انقسام في الائتلاف الحكومي، بمثابة سكتة دماغية خاصة مع ضغوط المانحين وإضرابات الموظفين. ومن جهتها انتقدت "شترابينغر تاغبلات" و"زود دويتشه" هذا القرار الذي تراه الصحيفتان لا يقدم شيئا إلا أنه يؤجج شعور اليونانيين بالغضب ويزيد من احتجاجاتهم. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بموضوع الإغلاق المفاجئ للتلفزيون العمومي باليونان "إي آر تي"، إلى جانب مواضيع أخرى محلية مثل تورط الرئيس المدير العام ل(فرانس تليكوم) ستيفان ريتشارد، في قضية "تابي" و إضراب السككيين بفرنسا هذا اليوم . وتحت عنوان "اليونان : من مس التلفزيون ¿ " استنكرت "ليبراسيون"، "إغلاق التلفزيون العمومي بقرار سياسي، اتخذ في السر ونفذ مثل انقلاب الجنرالات"، مشيرة إلى احتجاجات الشعب اليوناني على هذا القرار البعيد عن الديمقراطية. واعتبرت "لوفيغارو" التي عنونت "ساماراس يلعب بالنار" أن رئيس الوزراء اليوناني أنطونيس ساماراس في توجهه لمعالجة الآثار الاقتصادية للقطاع العام المتصلب "لم يختر قطاعا أكثر وضوحا وأكثر حساسية" وإنما اختار التلفزيون العمومي. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا القرار الذي "جعل كل شيء موضع التساؤل"، أثار "غضب الرأي العام اليوناني، وسيقوض الحكومة الائتلافية في أثينا كما سيرفع حدة الانتقادات لها". وفي نفس السياق، انتقدت صحيفة "لوسوار" البلجيكية موقف المفوضية الأوروبية من قرار إغلاق التلفزيون اليوناني العمومي، معربة عن الأسف لكون الهيئة التنفيذية الأوروبية لم تتحدث حول هذا الموضوع إلا بعد أن طالبها أعضاء البرلمان الأوروبي بالرد . ومن جهتها، اعتبرت "لا ليبر بلجيك'' أن التلفزيون اليوناني تم التضحية به ومحوه من الخريطة، مشيرة إلى الطريقة القاسية التي تم بها اتخاذ قرار إغلاق التلفزيون العمومي والتي أثرت بشكل قاس على وضعية العاملين مثلما انه لم يحترم المستمعين والمشاهدين. وفي إسبانيا، شكل اتهام مهاجم نادي برشلونة لكرة القدم ليونيل ميسي بالتهرب من سداد أربعة ملايين أورو باستخدامه شركات وهمية بالمناطق المعفية من الضرائب، أبرز المواضيع التي استأثرت باهتمامات الصحف. وكتبت صحيفة (إلباييس)، الواسعة الانتشار، في هذا الصدد أن سلطات الضرائب في كتالونيا تتهم مهاجم برشلونة والمنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي بالتهرب من سداد أربعة ملايين أورو. وأضافت أن المدعي العام المكلف بجرائم الاقتصاد ببرشلونة وضع أمس الأربعاء شكاية ضد ميسي ووالده خورخي هوراسيو يتهمهما فيها بالتهرب من سداد 4,1 مليون أورو، وبتقديمهما مستندات غير صحيحة تتعلق بضرائب سنوات 2007 إلى 2009. وذكرت اليومية أن المدعي العام وجه لهما ثلاث اتهامات، كما اتهمهما بتزوير بيع حقوق التصوير لشركات وهمية مستقرة بالمناطق المعفية من الضرائب في كل من بيليز والأوروغواي. من جهتها كتبت يومية (إلموندو) أن "ميسي لطخ صورته بلجوئه للغش والتزوير للتهرب من الضرائب"، مشيرة إلى أن المدعي العام يتهم ميسي، أفضل لاعب في العالم، بالتهرب من سداد أربعة ملايين أورو للضرائب، وتزويره بيع حقوق البث لشركات وهمية مستقرة في المناطق المعفية من الضرائب. وبدورهما تطرقتا صحيفتا (أ بي سي) و(لاراثون) إلى هذا الموضوع بالتفصيل، ونشرتا صورا لليونيل ميسي المتوج بجائزة الاتحاد الدولي للكرة (الكأس الذهبية) لأربع مرات متتالية. وأوضحت يومية (لاراثون) أن السلطات المالية ستحقق في الحسابات البنكية لنجوم ريال مدريد وبرشلونة المفتوحة بالمناطق المعفية من الضرائب، مضيفة أن "الوكالة الضريبية تسعى إلى تحديد ما إذا كان اللاعبون يستخدمون شركات وهمية لتفادي سداد حقوق البث". وبموسكو، تساءلت صحيفة "كمسومولسكايا برافدا" هل سيصمد رئيس الوزراء التركي اردوغان ، موضحة أنه "سيصمد، وهناك عدد قليل ممن يشك في أن حزب العدالة والتنمية سيحصل على غالبية الأصوات في الانتخابات القادمة". أما المعارضة فتشعر بأنها ضعيفة ومشتتة ولا توجد في صفوفها شخصيات بارزة. ويشبه المحللون الأتراك ، تضيف الصحيفة ، طيب اردوغان بفلاديمير بوتين، أما ساحة "تقسيم" فيشبهونها بساحة "بولوتنايا" في موسكو. من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون، في تصريح أدلى به لصحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" أنه يعتزم أن يطرح أثناء لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد عشية عقد قمة "الثماني الكبار" في إيرلندا الشمالية موضوع دفع الضرائب من قبل رجال الأعمال الروس المقيمين في بريطانيا. وبسويسرا، علقت الصحف على مصادقة مجلس الشيوخ على "قانون طارئ" يتعلق بتسوية النزاع الضريبي مع الولاياتالمتحدة. وتساءلت يومية "لو طو" الواسعة الانتشار عما إذا كان هذا ليس مجرد فعل استسلامي أمام القوة الأمريكية. وأضافت الصحيفة أنه "بتمرير هذا المشروع في مجلس الشيوخ، قررنا تأجيل سيادتنا لتمكين البنوك من الدخول في مساطر ضبط أمريكية لا نعرف تقريبا عنها أي شيء "، معتبرة ذلك "فعلا استسلاميا" أمام المصالح الامريكية. بالمقابل، اعتبرت صحيفة "لو ماتان" أن هذا المشروع يشكل "بصيص أمل" لتسوية النزاع الضريبي مع واشنطن، مشيرة إلى أنه في حالة رفض القانون "فإن الضرر سيكون أكبر على النشاط الاقتصادي". واهتمت الصحف الهولندية بالانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم الجمعة فى إيران. وكتبت الصحف أن الدول الغربية تشعر بالارتياح لذهاب الرئيس الحالي أحمدي نجاد عن الساحة السياسية الإيرانية بعد ثماني سنوات، مشيرة إلى أن هذه الدول ترغب في فوز مرشح أكثر اعتدالا يقدم خيارات الإصلاح، وأكثر من ذلك يعمل على حل للقضية النووية. وفي البرتغال، تركز اهتمام الصحف حول الضوء الأخضر الصادر عن صندوق النقد الدولي لتحويل شطر جديد من المساعدات وعلى استمرار المواجهة بين الحكومة والأساتذة الذين يصرون على خوض إضرابهم في خضم امتحانات نهاية العام. وأفادت صحيفة "دياريو إيكونوميكو" أن البرتغال ستحصل على شطر جديد من المساعدات بقيمة 47ر657 مليون أورو من صندوق النقد الدولي الذي أنهى التقييم السابع الفصلي لمخطط المساعدة، مشيرة إلى أن هذا التقييم الذي استمر حوالي ثلاثة أسابيع، يعد الأطول والأصعب منذ بدء الترويكا (الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي) تسليط الضوء على حسابات الدول المديونة . وتطرقت الصحف البرتغالية من جانب آخر إلى التوتر الحاصل بين الأساتذة الذين يعتزمون خوض إضراب يوم الاثنين المقبل، والذي يتزامن مع اليوم الأول من امتحانات الدراسة الثانوية، احتجاجا على تدابير التقشف الجديدة وكذا على مواقف الحكومة . وكتبت صحيفة "بيبليو" أنه في الوقت الذي تركت فيه النقابات الباب مفتوحا للحوار، أبدت وزارة التربية تصلبا في موقفها بقرارها استدعاء كافة الأساتذة للإشراف على مراقبة الامتحانات في هذا اليوم من الاحتجاجات . وفي إيطاليا، اهتمت الصحف المحلية بخطة الحكومة لتشغيل الشباب، عشية انعقاد بروما اجتماع وزراء اقتصاد كل من ايطاليا وفرنساوإسبانياوألمانيا. وذكرت صحيفة "لا كوريير ديلا سارا" أنه إلى جانب "النتائج الملموسة" المنتظرة من هذا الاجتماع، يتعين على الوزراء الأوروبيين الأربعة الاتفاق، في أفق القمة الاوروبية يومي 27 و 28 يونيو المقبل، على خفض الضرائب على المقاولات الايطالية التي توظف الشباب (أكثر من ثلث الشباب عاطلين عن العمل). ومن جهتها، اعتبرت "لا ستامبا" أن خطة الحكومة التي تهدف إلى "توجيه جميع الموارد المتاحة نحو التدابير الرامية إلى تشجيع تشغيل الشباب، قد تؤدي إلى إحياء الحكومة قرارها بعدم رفع ضريبة على القيمة المضافة بنقطة من 21 بالمائة إلى 22 بالمائة ". وفي تركيا، واصلت الصحف مواكبتها لحركة الاحتجاجات الواسعة ضد حكومة حزب العدالة والتنمية (المنبثق عن الحركة الاسلامية) منذ حوالي أسبوعين وذلك بالعديد من المدن التركية. وركزت الصحف اهتمامها بشكل خاص على اللقاء الذي جمع أمس الأربعاء بأنقرة بين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وعدة شخصيات من عالم السينما والجامعة والإعلام والتي "تمثل المتظاهرين في ساحة تقسيم''. وأشارت صحيفة "حرييت ديلي نيوز" في هذا الصدد إلى أن هذا اللقاء جاء بعد اشتباكات عنيفة بين عناصر الشرطة والمحتجين في ساحة تقسيم في اسطنبول والعاصمة أنقرة. وأوردت صحف أخرى المعلومة الهامة الوحيدة التي تسربت عن هذه المحادثات وتتعلق على وجه الخصوص باحتمال إجراء استفتاء على المشروع الحضري المنتظر تشييده في ساحة جيزي، وهو أصل الاضطرابات التي عرفتها تركيا . وحسب الصحافة المحلية، فإن رئيس الحكومة اقترح خلال هذا اللقاء إجراء استفتاء على مستوى البلدية بشأن مستقبل ساحة جيزي في اسطنبول، في محاولة لكسر الجمود واحتواء النزاع الذي يستهدف حكومته منذ أسبوعين.