استطاعت الزيارة الأخيرة لعمدة مدينة طنجة، فؤاد العماري، إلى فرنسا، أن تجدَ حظوةً في منابر الصحافَة الفرنسيَّة، بالنظر إلى الأهميَّة الاقتصاديَّة للمدينة، المحتضنة لمجموعة "رونو" بحيث أوردت صحيفة "ليزيكُو" الفرنسيَّة، أنهُ بالرغم من عدم حلول الرئيس فرانسوا هولاند، بطنجة خلال زيارته الرسميَّة الأخيرة إلى المغرب، كان لعمدة طنجة، فؤاد العماري، الذي زار العاصمة الفرنسية، لعدة أيام، مواعيد مع شخصيات سياسية واجتماعية، للحديث عن عدة أوراش يجرِي إنجازها، وأخرى يرتقب الشروع فيها مستقبلا في إطار التعاون. ومن حزمة الأوراش، التي خاض فيها عمدة طنجة مع مسؤولِين فرنسيين، إعادة تأهيل الميناء التاريخي للمدينة، بعدَ إحداث ميناء طنجة المتوسطي، زيادةً على التعاون في مجال النقل بين الضفتين، وإحداث خط قرب صوب طريفة، وذلك بتكلفة ناهزت 6.5 مليار درهم (584 مليون أورو). في ظل تزايد الاهتمام بسياحة الأعمال والسياحة التقليدية في طنجة، بالنسبة إلى الفرنسيين، رغم عدم وجود خطوط جوية كثيرة تصلُ مدينة البوغاز بالمطارات الفرنسية. وفي غضون ذلك، أجرى العماري مباحثاتٍ، بحر الأسبوع المنصرم، بالبرلمان الفرنسي، مع الوزير الفرنسي السابق، لوك شاطل، الذي يرأسُ مجموعَة الصداقة المغربية الفرنسية، عرض خلالها الفرص المتاحة حالياً بطنجة، التي تعرفُ إنجاز عدة أوراش كبرى من قبيل القطار فائق السرعة، ومشروع ميناء طنجة المتوسط، وكذا إحداث ميناء ترفيهي، وهو ما حدا بالمسؤول الفرنسي إلى تأكيد حظوة المغرب بمكانة متميزة لدَى المستثمرين الفرنسيين، في ظل سياقٍ موسوم بالأزمة في شمال المتوسط. كما التقى عمدة طنجة، أثناء جولته الفرنسية، بفريق حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية، المتواجد بدوره في المعارضة شأن حزب "الجرار". وعمَّا إذا كان مسؤولو المدينة قد رصدوا اهتماما متزايدا لدى المستثمرين المحليين وَالدوليين بمدينة طنجة والفرص التي تتيحها أمامهم، قالَ العماري، غداة حلوله ضيفاً على قناة "فرانس 24"، إنَّ العديد من الشركات الدوليَة "دقت أبواب طنجة، كنتيجة لمناخ الأعمال السائد في المغرب، بحيث شجعَ الاستقرار السياسي مجموعة شركات على تيميم شطر المدينة، كبعض فاعلي صناعة الطيران، وصناعة النسيج، والسيارات، والأمن. موازاةً مع ذلك، أورد العماري، في اللقاء ذاته، أنهُ عقد مجموعة لقاءات، وَأنَّ بعض رجَال الأعمال الفرنسيين لم يكتشفُوا بعد الفرص التي تتيحها طنجة، التي عمل على رسم صورة عن آفاق الاستثمار فيها، يقول المتحدث، للتعريف بحجم ما استثمرته الدولة، بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية لعاصمة البوغاز، ووقوعها فِي أقرب نقطَة في القارة السمراء إلى القارة العجُوز. العماري الذي التقى ايضا، كل من وزير الإسكان الفرنسي، والوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالقضايا السياسية، كما التقى النائبة البرلمانية الأوروبية من أصل مغربي رشيد ذاتي، عَمد إلى تسويق مدينة طنجة، وإبراز مؤهلاتها الاستثمارية، وما يمكنه أن تقدمه من جذب لرؤوس الأموال في أفق البنيات التحتية التي اصبحت تتوفر عليها بعد مشاريع الضخمة التي تم الاستثمار فيها مثل الميناء المتوسطي، والقطار الفائق السرعة، والمارينا.. وفي تصريح ل"هسبريس" أكد فؤاد العماري أن زيارته إلى فرنسا جاءت لتسويق مدينة طنجة كقطب استثماري ضخم، ومؤهل ليكون مركزا مهما على المستوى المتوسطي، مشيرا في ذات التصريح، إلى أن دوره كعمدة طنجة يفرض عليه جلب الاستثمارات إلى المدينة، في إطار الديبلوماسية الاقتصادية التي لا تحتاج بالضرورة أن تمر عبر الرباط.