كشف مقاول من مدينة النّاظور أنّ وزارة الدّاخليّة، عبر الكاتب العام لعمالة الإقليم، تتدخل في سير الصفقات العموميّة لأجل تمكين "بعض المقاولات الكبرى" من الاشتغال بالمنطقة، عن طريق ممارسة ضغط مباشر يرجّح كفاتها. وقال ذات المقاول لهسبريس، وهو غير الراغب في نشر هويته، إنّ الكاتب العام لعمالة الناظور قد ضغط على مقاولة تمّت مناولتها مشروعا لتزفيت مدخل مدينة العروي، وذلك كي تنجز المشروع "شركَة بِيوِي" بقيمة ماليَة تفوق القيمَة الحقيقية التي مرّرت بها مصالح وزارة الدّاخلية هذه الصفقة. من جهة أخرى أوضحت "شركَة بِيوِي"، ضمن تواصل هَاتفي لها مع هسبريس، ألاّ علاقة لهَا بأيّ تدخل لصالحِهَا قد تتمّ إثارته.. وذلك وفق تعبير أحد المقرّبين من رجل الأعمال بِيوِي، صاحب الشركة الكبرى المنخرطة في عدد من الأوراش المفتوحة بالمغرب كما بالجهة الشرقيّة. "إنجاز شركتنا للمشروع تمّ بعد أنّ تمّ الاتصال بها من طرف السلطة الراغبة في تعجيل الأجرأة اعتبارا لقرب حلول الملك محمّد السادس بالمنطقة" يرود ذات المتحدّث في ردّه على إثارة الاستفادة من تدخلات عمالة إقليم النّاظور. نفس المقاول المستاء من تدخّلات الكاتب العام لعمالة إقليم النّاظور سرد لهسبريس كيفيّة إقدام ذات الإطار بوزارة الدّاخليّة على الضغط لتمرير المشروع بطريقة جعلت المقاولة الأصليّة تخسر 40 مليونا من السنتيمات دفعة واحدة.. "أمام كثر الأشغال التي تقوم بها المقاولة المسؤولة عن تزفيت مدخل مدينة العروي، تجاه الناظور، برزت صعوبات لوجستيكيّة مؤثّرة على الصفقة" يورد مصدر هسبريس قبل أن يضيف: "القيمة المالية للمشروع محدّدة في 90 مليونا من السنتيمَات، وقد عرضت مقاولتان اثنتان إنجازه بالمناولة لقاء 80 مليون سنتيم، إلاّ أنّ الكاتب العام للعمالة ضغط بالتهديد لجعل المستفيد، محدّدا في شركَة بِيوِي، ينال المشروع نظير مبلغ محدّد في 130 من السنتيمَات، وقد دفعتها الشركَة الممرّرَة للمُنَاولة بشيك سلّم للكَاتب العَام المشار إليه، يدا بيد، قبل الشروع ". أمَّا "شركَة بِيوِي" فقد قالت لهسبريس إنّ مَا تنخرط به من أوراش لا يمكّنهَا من التقدّم لإنجاز مثل هذه المشاريع الصغرى وبصيغة المناولة.. "لقد اتّصلت السلطَات بالشركَة كي يتمّ الإنجاز بمدخل مدينة العروي، وقد طلبنا نظير ذلك 160 مليون سنتيم بادئ الأمر، وبناء على نقاش حول هذه القيمة الماليّة مع الإدَارة تمّ التوصل إلى اتفاق بتلقي الشركَة ل130 مليونا.. هذا كلّ مَا في المسألة، ولسنَا من طلب إنجاز هذا المشروع بالمرّة إنّما دخلنا من أجل المساعدة فقط" يقول مصدر هسبريس بذات الشركة. "تحرّك الكَاتب العام لعمالة النّاظور لصالح شركة بعينها لا يعلم المقاولون مَا إذا كان يتم بمبادرة شخصيّة منه أو بناء على تعليمَات يتلقّها من رؤسائه على مستويَي الجهة والمركز.. ذات المسؤول الإقليمي بالنّاظور، وأمام الحياد السلبيّ لعامل الإقليم، عمل أيضا على إلغاء نتائج فتح أغلفة استجابت لطلبات عروض سبق إطلاقها بعدد من مناطق العمالة.. وذلك بداعي الاشتغال على تجميع المشاريع الصغرى قبل الكشف عن طلبات عروض جديدة" يورد المقاول المتحدّث لهسبريس.