عبر منصات منتشرة في فضاءات الرباطوسلا٬ جسّدت فعاليات اليوم الأول لموازين قوة البرمجة وتألق نجوم العالم في مهرجان ربح بتعاقب دوراته، رهان الاشعاع الدولي والعربي. وهكذا عاش جمهور منصة الأغنية المغربية بقاعة سينما النهضة، أمس، على إيقاع الفن الأصيل مع الفنان المخضرم عبد الواحد التطواني الذي حلق بجمهوره عاليا في أجمل من خلال باقة من أجل الأغاني التي جمعت بين التراث الغنائي الأندلسي العذب، ومختارات من ريبرتوار الأغنية المغربية العريقة٬ وذلك في إطار مهرجان موازين الذي افتتحت فعالياته أمس الجمعة بمدينة الرباط. نشد عبد الواحد التطواني أمام جمهور ذواق للمتن الغنائي المغربي العريق٬ مقامات ونوبات أندلسية باذخة حينما أطرب وهو يغني: "أنا الذي ما كنت أرحم عاشقا حتى بليت بالعشق فصرت للعاشقين رحيما...ما كل الذي ذاق الهوى عرف الهوى ...ما لي لسان أن أقول ظلمتني والله يعلم أنني مظلوم". استمتع الحضور بأجمل الألحان التي عزفها جوق السفياني للموسيقى العربية٬ متواشجة مع طربية الفنان عبد الواحد التطواني٬ وهو ينثر أحلى الكلمات غزلية أو وصفية مدحية بصوت رخيم: "إن شئت تحكم فاحكم بحكم يسير .. من يقتل النفس ظلما فسوف يصلى سعيرا"٬ كما وهو يتغنى بمحاسن جليسه "يامن له أحسن الصفات.. ياغصن آس ويا قمري". التطواني عاد بالجمهور المغربي إلى لحظات الزمن الفني الجميل من خلال أدائه لاغاني بعض الرواد من بينهم محمد فويتح وسليم الهيلالي واحمد جبران. في حين كان الجمهور في الفقرة الثانية على موعد مع الفنان عبد السلام السفياني الذي قدم موشحات أندلسية وأغاني شعبية أصيلة٬ محتفيا بروح الفنان عبد الصادق شقارة: "حبيبي عن الدنيا إذا غبتم وحشة.. فيا قمرا قل لي متى أنت طالع فإن تتفضل يا رسول٬ فقل لي: محبك في ضيق وعفوك واسع"٬ ومقامات شامية "ابعث لي جواب" و"قدك المياس" و"قل للمليحة" و"أنا ديني دين الله" و"الفياشية". وفي منصة سلا عاش الجمهور على ذاكرة "الغيوان" المتأصلة في الوجدان الفني المغربي، ففي أجواء من الحنين والفرح التلقائي٬ منحت مجموعة "السهام٬" التي طبعت المشهد المغربي في الثمانينيات٬ ومعها فرقة جيل غيوان جلال الناشطة بسلا وغيوان سلوان٬ لحظات من المتعة الفنية النادرة. كان موعدا عفويا ضربته أجيال مازالت تنشد إلى إبداعات طبعت الساحة الموسيقية المغربية منذ سبعينيات القرن الماضي٬ ومازالت تحتفظ بوهجها وموطنها الأثير في الذائقة المغربية٬ لاسيما وأنها تحمل رسائل سامية ذات ملمح إنساني٬ لفائدة الأجيال الجديدة. هي إيقاعات تجمع بين تراث الغيوان وأنغام الملحون والشعبي والشرقي والجاز والبلوز وموسيقى الغرناطي٬ تلك التي استمتع بها جمهور سلا من خلال باقة موسيقية غنائية متنوعة صاحبت الجمهور في المسار اللامع الذي خطته مجموعات رائدة من قبيل ناس الغيوان وجيل جيلالة. كريم٬ العاشق الغيواني الوافد من بعيد٬ سعد بلقاء مجموعة من هذا النوع أعادته إلى عوالم زمن مضى٬ أما وقد اجتمعت أربع مجموعات في الأمسية ذاتها، فإنها "سعادة غامرة" لهذا القادم من أكادير٬ الذي أثنى على برمجة مغربية ترضي جميع الأذواق وتستضيف كبار الأسماء في المشهد الغنائي المغربي. من جتهت توج الفنان اللبناني وليد توفيق حفله الناجح الذي أحياه٬ مساء أمس الجمعة بالرباط٬ بأغنية أهداها إلى الملك محمد السادس. وقد أوفى الفنان اللبناني ٬ الذي كان ملتحفا بالعلم المغربي فوق منصة النهضة التي ازدانت باللونين الأحمر والأخضر٬ بعهد المفاجأة الخاصة التي أعدها للدورة 12 لمهرجان "موازين..إيقاعات العام"٬ إذ ودع جمهور أمسيته بأغنية في مديح الملك. وقال وليد توفيق٬ الذي ربطته دائما علاقة خاصة بالمغرب٬ إن الأغنية ثمرة تعاون مع الملحن والشاعر المصري شاكر الموجي. واستعاد توفيق أمام جمهور عاشق حيوية شبابه الفني الذي خفت في الآونة الأخيرة بسبب كثافة الأصوات الجديدة وانتشار أغاني الإيقاعات السريعة٬ مقترحا سفرا فنيا عبر أنماط مختلفة. وفضلا عن أداء أروع الأغاني التي شكلت علامات فارقة في مسار امتد لأزيد من ثلاثة عقود٬ من قبيل "ماحلاها السمرا" و "بيروت" و "محتاجك حبيبي" و"لمن هذا الجمال" و "بهية"٬ أتحف وليد توفيق جمهور الرباط بباقة منوعة ضمنها رائعة عبد الهادي بلخياط "ما تاقشي بيا". وتكريما لصداقة قديمة مع المطرب المغربي٬ غنى وليد توفيق الذي افتتح أمسيات البرمجة الشرقية لموازين 2013 ٬ أيضا أغنية من تلحين عبد الهادي بلخياط تحت عنوان "بيني وبينك خصومة".