شكلت التخفيضات الجديدة في النفقات العمومية في البرتغال٬ وفوز نادي أتلتيكو مدريد بكأس ملك إسبانيا٬ وإصدار قانون الزواج للجميع بفرنسا وكذا الضغوطات التي يمارسها الاتحاد الأوروبي على الحكومة السويسرية لدفعها إلى الامتثال لمعايير الاتحاد في المجالات المالية والضريبية٬ وعودة التوتر إلى علاقات زعيم حزب المحافظين ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون بنواب حزبه في البرلمان أبرز ما استأثر باهتمام الصحف الأوروبية الصادرة اليوم السبت. وهكذا واصلت الصحافة البرتغالية اهتمامها بخطة التقشف الجديدة التي تنهجها الحكومة والتي تسعى من خلالها إلى إجراء تخفيضات حادة في النفقات العمومية قد تطال أيضا الموظفين. وحسب تقديرات لأسبوعية (اكسبريسو) فإن إعادة النظر في شبكة الأجور المتعلقة بالوظيفة العمومية يحتم اللجوء إلى تخفيضات تصل إلى أربعة في المائة من تعويضات الموظفين٬ مشيرة إلى أنه من خلال هذا الإجراء الذي يرتقب تطبيقه السنة المقبلة ستعمل الحكومة على إحداث شبكة أجور وحيدة. وكتبت (اكسبريسو) أن هذا الإجراء يعد جزءا من خطة التقشف التي تروم تقليص النفقات العامة بشكل دائم بنحو 4,8 مليار أورو في أفق 2015٬ وهو ما سيمكن الحكومة من توفير مبلغ 378 مليون أورو. ومن جانبها٬ سلطت يومية (جورنال دي نيغوسيوس) الضوء على الانتقادات التي وجهها الاتحاد العام للعمال٬ ثاني أكبر مركزية النقابية في البلاد٬ للسياسة التقشفية الجديدة للحكومة والتي سيكون من نتائجها إلغاء 30 ألف منصب شغل في الوظيفة العمومية من أصل 700 ألف منصب. وفي إسبانيا٬ هيمن على اهتمامات الصحف إحراز نادي أتلتيكو مدريد٬ مساء أمس بملعب سانتياغو برنابيو٬ كأس ملك إسبانيا بعد بفوزه على فريق العاصمة الثاني ريال مدريد. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (إلباييس) أن "الأتلتيكو تحدى التاريخ بفوزه العاشر بكأس ملك إسبانيا"٬ مشيرة إلى أن انتصار فريق العاصمة الثاني أنهى سلسلة هزائمه ال25 أمام ريال مدريد النادي الأكثر تتويجا في إسبانيا. وبدورها قالت صحيفة (أ بي سي) إنه عكس كل التوقعات قاوم نادي أتلتيكو مدريد٬ الذي يدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني٬ مجريات التاريخ٬ وحقق حلم جيل من اللاعبين توجوا مسارهم المهني بنصر سيبقى موشوما في الذاكرة. وكتبت (لا راثون)٬ من جهتها٬ أن "أتلتيكو مدريد أحرز كأس الملك العاشرة" إثر فوزه على ريال مدريد٬ الذي خرج خاوي الوفاض هذا الموسم بعد إضاعته بطولة دوري أبطال أوروبا٬ مضيفة أن أكثر أندية مدريد "فقرا" تمردت على الكبار. وفي السياق ذاته٬ قالت صحف رياضية ك(ماكا) و(أ إس) أن أتلتيكو مدريد وبعد 14 سنة و25 مباراة أستطاع ربح الرهان٬ معمقا أزمة نادي جوزيه مورينيو الذي طرد من المباراة النهائية٬ والذي سيعلن خلال أسبوعين رحيله عن ريال مدريد. وفي فرنسا٬ اهتمت الصحف المحلية بمصادقة المجلس الدستوري على قانون الزواج للجميع الذي تلقى الضوء الأخضر من قبل الرئيس فرانسوا هولاند٬ مما سمح بدخول القرار حيز التنفيذ على أرض الواقع بعد أن قسم المجتمع الفرنسي إلى مؤيد ومعارض. وفي هذا الصدد٬ تطرقت يومية (ليبيراسيون)٬ المقربة من اليسار الحاكم في فرنسا٬ إلى الموضوع لكن دون كثير ضجة حيث اختارت إدراجه ضمن صفحاتها الداخلية. أما يومية (لوفيغارو)٬ المقربة من اليمين المعارض٬ فتناولت ردود الأفعال التي خلفها قرار السماح بالزواج للجميع في فرنسا٬ مشيرة إلى أن "النقاش لم ينته بعد". وفي سويسرا٬ خصصت الصحافة المحلية تعليقات مستفيضة للضغوط المتزايدة التي ما فتئ الاتحاد الأوروبي يمارسها على الحكومة السويسرية من أجل حثها على الامتثال لمعايير الاتحاد بخصوص القضايا المالية والضريبية. وتحت عنوان "الخطوة الاستراتيجية الحقيقية " كتبت يومية (لوتان ) أنه "بسبب وجودنا تحت الضغط٬ لمناقشة التفاصيل (...) في سويسرا التي تتلقى الهجومات من كل الجهات٬ فقدنا الرؤية حول ما هو أساسي". وأضافت الصحيفة أن سويسرا "تواجه خيارا بسيطا إما أن تنضم إلى الحركة العامة أو أن تختار الاستمرار على هذا المسار وهو ما يهدد (...) بعزل البلاد وبالتالي فقدان أية إمكانية للولوج إلى السوق الأوروبية". ومن جهتها٬ سلطت الصحف البريطانية الضوء على عودة التوتر إلى علاقات زعيم حزب المحافظين ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون بنواب حزبه في البرلمان٬ وذلك أياما قليلة من انتهاء مشكلة قانون الاستفتاء على أوروبا والتي شهدت تمرد قطاع عريض من نواب المحافظين في البرلمان على زعيمهم. وأشارت صحيفة (التايمز)٬ في هذا السياق٬ إلى علاقة كاميرون بعناصر مؤثرة في حزب المحافظين مرشحة لمزيد من التوتر والتصعيد٬ بعد أن وصف قيادي بارز في الحزب يعد من أقرب المقربين إلى رئيس الوزراء٬ نواب المحافظين بأنهم مجموعة من "الحمقى والمرضى". وأوضحت الصحيفة أن الاتهامات التي وجهها صديق كاميرون تبرز بوضوح طبيعة علاقات "الكراهية والحقد والاحتقار" القائمة بين رئيس الوزراء وأعضاء حزبه٬ مضيفة أن القيادي في حزب المحافظين وجه انتقادات شديدة إلى النواب المتمردين بخصوص موضوع القانون الخاص بالاستفتاء على أوروبا. وأشارت صحيفة (الدايلي تلغراف) من جانبها إلى أن القيادي الذي يعد من أعضاء الدائرة الضيقة لمساعدي ديفيد كاميرون شدد على أن المتمردين داخل الحزب يدفعون رئيس الوزراء إلى اتخاذ مواقف متشددة بخصوص قضايا تتعلق بالعلاقة مع الاتحاد الأوروبي وتشريع زواج مثليي الجنس. وسجلت الصحيفة٬ في هذا السياق٬ أن نحو 150 نائبا من المحافظين يعتزمون التصويت الأسبوع المقبل ضد قانون يفتح المجال لإقرار زواج مثليي الجنس٬ فيما صوت 116 نائبا الأربعاء الماضي لفائدة ملتمس ينتقد عدم تضمن المخطط التشريعي للحكومة برسم السنة الجارية مشروع قانون حول إجراء استفتاء بخصوص أوروبا. وأشارت (الديلي تلغراف) إلى أن ديفيد كاميرون سعى منذ وصوله إلى زعامة حزب المحافظين سنة 2005 إلى تبني سياسات "عصرية" تروم استمالة شرائح جديدة من البريطانيين إلى صفوف الحزب وهو ما أدى إلى غضب وتذمر القيادات "التقليدية" في صفوف الحزب. ومن جانبها٬ نقلت (الديلي ميرور) عن "صديق" ديفيد كاميرون قوله إن مناورات النواب المتمردين "لا تدفع على التخوف ولا تشكل أي تهديد"٬ مشددا على ان الأمر يتعلق بأشخاص تحركهم جماعة "من الحمقى والمرضى". وأبرزت صحيفة (الغارديان) أن تصريحات "حليف" كاميرون وضعت هذا الأخير في موقف محرج٬ مضيفة أن نايجل فراغ زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة (يمين متشدد) سعى إلى اغتنام الفرصة والصيد في المياه العكرة من خلال دعوته النواب المتمردين إلى الالتحاق بصفوف حزبه من أجل التعبير بكل حرية عن مواقفهم.