تواصل دبلوماسية افتتاح القنصليات في الصحراء المغربية إغاضة النظام العسكري في الجارة الجزائر لتستمر في مهاجمة الرباط بدون كلل. ومع افتتاح الأردن قنصلية عامة في مدينة العيون، أمس الخميس، بحضور وزير خارجيته، عاد الإعلام الجزائري المقرب من الجنرالات لتوجيه سهامه إلى المملكة. وأصبحت الصحراء المغربية تستضيف 20 قنصلية، منها 11 بالعيون و9 قنصليات بالداخلة، وتعود هذه القنصليات إلى دول إفريقية وعربية، ومن المقرر أن تنضم إليها الولاياتالمتحدة الأميركية عبر قنصلية في الداخلة بعدما اعترفت نهاية السنة الماضية بمغربية الصحراء. وكتبت صحيفة "الشروق"، المقربة من حكم الجنرالات في الجزائر، أن الرباط تلجأ لدبلوماسية "فتح قنصليات في الصحراء في إطار مساعيها للخروج من العزلة الدولية"، على حد تعبيرها. ويحاول الإعلام الجزائري دائماً التقليل من نجاح المملكة في حشد الدعم الدولي لقضية وحدته الترابية من خلال الترويج لأطروحة جبهة البوليساريو الانفصالية التي ترى هذه السياسة غير مجدية. وتعتبر الرباط أن توالي افتتاح القنصليات في الأقاليم الجنوبية يجسد بشكل واضح وصريح موقفاً دوليا داعما لمغربية الصحراء، ووجاهة الموقف المغربي إزاء هذا النزاع الإقليمي المفتعل. وسبق للجزائر أن حاولت ثني بعض الدول الإفريقية عن افتتاح قنصليات تابعة لها في الصحراء عبر استدعاء سفرائها، لكن مساعيها باءت بالفشل نظراً للعلاقات الدبلوماسية القوية التي تربط المغرب بدول القارة. ويخصص الإعلام الجزائري، الرسمي وغير الرسمي، يومياً مقالات وبرامج تهاجم المغرب في جميع المواضيع، وعلى رأسها الصحراء، بل تجعل المملكة قضية وطنية جزائرية من خلال التطرق اليومي لها، متجاهلا القضايا الداخلية التي تشغل الجزائريين. وفي السنوات الأخيرة، اشتد عداء الجزائر للمغرب بشكل كبير ولافت، سواء من خلال التصريحات أو المواقف، وازداد أكثر مع الرئيس الحالي عبد المجيد تبون الذي يواجه شارعا يغلي منذ سنوات ووضعا اقتصاديا مزريا. ولم تنفع سياسة اليد الممدودة التي أطلقها المغرب قبل سنوات تجاه الجزائر لفتح صفحة جديدة من العلاقات الجيدة. وما دام قصر المرادية مُصرا على معاكسة مصالح الرباط المرتبطة أساسا بالصحراء، فإن تجاوز الخلافات بين البلدين الجارين يبقى أمرا مستحيلا.