ظهر "مصطفى أبو اليزيد"، الذي يوصف بأنه الرجل الثالث في تنظيم "القاعدة"، في مقابلة نادرة بثتها قناة تلفزيونية باكستانية في وقت متأخر من مساء الاثنين. وأجريت المقابلة مع قناة "جيو نيوز" في مكان مجهول في أفغانستان قبل بضعة أيام من بثها، وظهر فيها "أبو اليزيد"، ملتحيًا يرتدي عمامة ونظارة. وتحدث أبو اليزيد في المقابلة عن الهجوم التفجيري الذي استهدف السفارة الدنماركية ب"إسلام أباد"، وأسفر عن سقوط ستة قتلى و24 جريحًا. وقال إن منفذ الهجوم ضد السفارة الدنماركية الشهر الماضي، أتى من مكةالمكرمة بالمملكة العربية السعودية. ولم يتضح مما قاله أبو اليزيد ما إذا كان مهاجم السفارة سعوديًا أم من المقيمينفي مكةالمكرمة. وأوضح القيادي المخضرم بالقاعدة أن منفذ هذا الهجوم انضم للتنظيم من أجل الجهاد في الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير أو في أفغانستان، ولكنه شعر بغضب بالغ من جراء الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم التي نشرتها الصحف الدنماركية عام 2005. وكان أبو اليزيد قد أعلن في بيان، عقب وقوع الهجوم على السفارة الدنماركية في باكستان، مسئولية تنظيم القاعدة عن الهجوم. ووضع البيان التفجير في سياق "الإبرار بوعد" زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، بتوجيه ضربات إلى كوبنهاجن. كما وضعت القاعدة العملية في سياق "الجهاد الشامل" ضد من وصفتهم ب"الصليبيين واليهود،" و"الدفاع عن دينِ ودماءِ المسلمين وأراضيهم وأعراضهم، وأشرفها على الإطلاق عرضُ رسول الله، وانتقاماً من دولة الكفر المسماة بالدنمارك التي نشرت الرسوم المسيئة ورفضت الاعتذار عن نشرها بل أعادت الكرَّة" وفق نص البيان. واعتبر البيان العملية "إنذاراً" للدنمارك و"من يسير في ركبها" لوقف نشر المواد المسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، متوعداً بأن "تكون هذه العملية بمثابة أول الغيث" إذا لم تبادر كوبنهاجن للاعتذار. توبيخ حكومة مشرف: وخلال المقابلة اعترف "أبو اليزيد"، بمسئولية تنظيم القاعدة عن هجمات 11 سبتمبر عام 2001، ووبخ حكومة الرئيس الباكستاني برويز مشرف "لخيانتها" لقضية الإسلام بالوقوف جنبًا لجنب مع الولاياتالمتحدة، حسبما نقلت وكالة رويترز. كما دافع عن أسلوب الهجمات التفجيرية، لكنه نفى أن يكون التنظيم مسئولاً عن هجمات القنابل التي استهدفت مساجد في باكستان نهاية العام الماضي. ويعتبر أبو اليزيد، حالياً، قائد العمليات في أفغانستان، وهو مصري أمضى فترة عقوبة بالسجن مع "أيمن الظواهري"، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، بعد اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات عام 1981. وكانت لجنة 11 سبتمبر، قد وصفته، في وقت سابق، بأنه "كبير المديرين الماليين" بالتنظيم. ""