أشاد الأديب المغربي مصطفى لغتيري، في تصريحات لهسبريس، بمبادرة "يالاه نقراو" الثقافية، التي شهدت الرباط فعالياتها الأحد المنصرم، لكونها تسعى إلى دق ناقوس الخطر حول وضعية القراءة في المجتمع، وذلك من خلال إثارة الانتباه إلى معضلة القراءة التي تبدو معضلة مفتعلة وغير حقيقية". وتابع المؤلف بأن "مشكلة القراءة يمكن القضاء عليها بطرق فعالة وعملية، حتى لا تبدو هذه المبادرات شكلية تستهدف فقط إبعاد اللوم عن المؤسسات الرسمية الراعية للثقافة، فالمدارس والكليات والمعاهد هي المشاتل الحقيقية للقراءة وتنميتها" بحسب تعبير الكاتب. وشدد لغتيري على أنه حان الوقت لجعل مادة القراءة الحرة مادة أساسية في البرنامج التعليمي في كل الأسلاك الدراسية، فمن الضروري جدا أن تخصص حصة للقراءة الحرة، ينقط على إثرها التلميذ حسب عدد الكتب التي يقرأها، ويتعين بداية توفير هذا الكتاب للطالب، والتركيز خصوصا على الكتاب المغربي حتى ينال حظه، وعدم الاكتفاء بالأسماء المشرقية القديمة المُكرسة". وأبدى الكاتب أمنيته في أن تشجع وزارة الثقافة، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم العالي، على استضافة الكتاب المغاربة من مختلف الأجيال والحساسيات والأجناس الأدبية، وتنظيم لقاءات مفتوحة لهم مع التلاميذ والطلبة، حتى يتمكن هؤلاء الكتاب من الترويج أكثر للكتاب المغربي وتحبيبه لجمهور القراء المفترضين، فقد أكدت التجربة أن اللقاء المباشر للكاتب مع القراء يساهم في تعاطيهم مع كتبه والإقبال عليها"، يقول لغتيري. وكان المغرب قد احتفل باليوم العالمي للكتاب، 21 أبريل، من خلال مبادرة ثقافية تحت شعار "يالاّه نقراو" تسعى إلى تشجيع فعل القراءة والتحسيس بأهميتها، وأيضا إعطاء صورة إيجابية عن القراءة بالمغرب على المستوى العالمي، عبر دفع أكبر عدد ممكن من المغاربة إلى حمل الكتاب وقراءته. وتأتي مبادرة "يالاه نقراو" في سياق إحصائيات وأرقام تؤشر على تدني مستويات القراءة في المجتمع المغربي، حيث إنه يتم تأليف ألف كتاب فقط لحوالي 30 مليون مغربي، بينما في فرنسا يُكتب 67 ألف كتاب ل60 مليون فرنسي، وكذلك في سياق مستوى هزيل للقراءة في العالم العربي، باعتبار أن المواطن العربي يخصص 7 دقائق فقط للقراءة في السنة، بينما يقرأ الأوروبي 47 كتابا في السنة.