دعت فعاليات مدنية بالمغرب إلى المشاركة في إحياء اليوم العالمي للكتاب الذي يصادف يوم الاثنين يوم 23 أبريل/نيسان الجاري، من خلال تنظيم فعالية أمام البرلمان في الرباط شعارها "الثقافة في مواجهة السخافة" حيث يحمل كل مشارك كتابا في يديه لتصفحه وقراءته مدة ساعة. وترمي هذه المبادرة الرمزية، وفق المشرفين عليها، إلى التوعية بدور وأهمية الكتاب في حياة الناس، وإلى الرقي بالثقافة الحقيقية في المغرب، مقابل أنماط ثقافية أخرى تحمل في داخلها قيم الهدم وتمييع الذوق. يذكر أن وضعية الكتاب في المغرب جد متدنية، حيث ينفق كل مغربي في المعدل درهما واحدا فقط في السنة لشراء كتاب في حين أن المعدل العالمي هو 25 درهما، كما أن المغرب ينتج ألفيْ كتاب جديد فقط في السنة مقابل 60 ألف عنوان في فرنسا. الثقافة والسخافة ونادت التنسيقية الوطنية لإلغاء المهرجان الغنائي الدولي "موازين"، في مقطع فيديو بثته أخيرا على المواقع والمنتديات الإلكترونية، الى التظاهرة الرمزية أمام مجلس النواب. وتضمن الفيديو مداخلات مثقفين وأكاديميين وموسيقيين وكُتاب تحدثوا عن أهمية الكتاب في حياة الفرد والجماعة باعتباره وسيلة لتغيير العقليات، مشيرين إلى أن أموالاً ضخمة تصرف على المهرجانات كمثل مهرجان موازين يمكن استثمارها لفائدة الكتاب والثقافة الحقيقية ومطالبين بمقاطعة جميع أنواع "السخافات الثقافية والفنية". وقال المفكر الإسلامي المقرئ الإدريسي أبو زيد، في مقطع الفيديو ذاته، إن "القراءة أُمَّة والأمَّة هرم قاعدته القارئون، ووسطه المثقفون، وأعلاه العلماء والمخترعون". وخلص أبو زيد، وهو القيادي في حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الحالية، إلى أنه "لا يمكن لأمة أن تجد لها موطئ قدم تحت الشمس إذا لم تكن أمة قارئة، فبالكتاب تتم صناعة الرواد والقادة، لكن عدا ذلك هو مجرد هراء وغثاء يؤدي المجتمع ثمنه غاليا". وأورد نداء تنسيقية إلغاء مهرجان موازين إحصاءات تكشف هول الفقر الذي يعاني منه العالم العربي في مجال الكتاب والقراءة، حيث إن متوسط القراءة في العالم العربي يبلغ 6 دقائق في العام، مقابل 200 ساعة للمواطن في الدول المتقدمة، كما أن كل 20 عربيا يقرؤون كتاباً واحدا في العام، بينما يقرأ الأوروبي 7 كتب في العام. تهميش الكتاب ومن جانبه قال الأديب مصطفى لغتيري، عضو اتحاد كُتاب المغرب، في تصريحات ل"العربية.نت": إن هذه المبادرة تستحق الاهتمام، لأن الكتاب لم ينل ما يستحقه من اهتمام من طرف الجهات الوصية على الثقافة في البلاد. وأبدى أسفه لكون المسؤولين لم يعوا بعد دور الثقافة في خلق مواطن متفتح وقادر على المساهمة في التنمية، مضيفاً أن الكتاب هو "آخر ما يتم التفكير فيه" في المغرب، وهو "مهمش كأنه شيء زائد عن الحاجة". واعتبر الكاتب أن أزمة القراءة في المغرب "مفتعلة"، متسائلاً "لو كان هناك قانون يلزم كل المؤسسات التي لها صلة بالثقافة والتعليم باقتناء نسخة واحدة من كل كتاب جديد، فهل ستكون هناك أزمة؟". وأشار لغتيري إلى كون مثقفي البلاد انتظروا طويلا مبادرات فعالة وقوية للنهوض بالكتاب، غير أن انتظارهم طال دون أن يتحقق المراد.