في وقت يشهد العالم موجة جديدة من انتشار فيروس "كورونا" وعودة فرض الإغلاق الشامل للمرة الثالثة، تراجع عدد الإصابات والوفيات ب"كوفيد-19′′ بالمغرب بشكل كبير جدا، وهو ما دفع أكثر من مصدر إلى طرح تساؤلات حول حقيقة الوضع الوبائي بالمملكة. وكشفت مصادر طبية من وزارة الصحة أن العامل الأساسي في تراجع عدد الإصابات بكورونا المعلن عنه يعود بالأساس إلى انخفاض وتيرة التحليلات في الأيام القليلة الماضية، مشيرة إلى أنه خلال ال 24 ساعة الماضية أجري على الصعيد الوطني 5779 تحليلا مخبريا فقط، في وقت كان فيه عدد التحليلات يصل إلى 30 ألفا في يوم واحد. وأكد مصدر آخر يعمل في مستشفى محلي أنه لا يمكن الاستمرار في وتيرة التحليلات نفسها بالنظر إلى التكلفة المادية المرتفعة، مضيفا أن الاختبار الواحد يكلف الدولة 500 درهم، ما دفعنا إلى تقليص دائرة التحليلات حتى بالنسبة للمخالطين المحتملين. ويبدو أن جهود الدولة تركز في المرحلة الحالية على إنجاح عملية التلقيح الوطنية وضمان الحصول على 65 مليون جرعة التي طلبتها الحكومة، لكن طبيبا مغربيا حذر، في تصريح لهسبريس، من تفجر "قنبلة وبائية" جراء إقدام وزارة الصحة على خفض تحليلات "كوفيد-19". وقال المصدر ذاته إن ما يثير القلق في أرقام وزارة الصحة، هو أنه "كلما انخفض عدد الإصابات المعلن انخفضت حالات التعافي"، متسائلاً عن العلاقة بين حالات الشفاء الجديدة والإصابات الوبائية المسجلة. وشددت مصادر من وزارة الصحة على أن المرحلة الحالية التي يواجه فيها العالم موجة وبائية جديدة وتفشي السلالة المتحورة، تقتضي توسيع دائرة التحليلات الطبية، وليس خفضها، للسيطرة على الوضع وتفادي حدوث مفاجئات مرتبطة بالتطور الوبائي. وسجلت الجارة الشمالية إسبانيا رقما قياسيا من الإصابات الجديدة بفيروس كورونا بلغ 93 ألفا و822 حالة خلال العطلة الأسبوعية، في حين عرف تواتر الإصابة بالفيروس، كما تم قياسه على مدار الأربعة عشر يوما الماضية، ارتفاعا جديدا بلغ 885 إصابة بين كل مائة ألف نسمة (الاثنين) مقابل 829 حالة يوم الجمعة. وأعلنت وزارة الصحة المغربية، الاثنين، تسجيل 337 إصابة مؤكدة جديدة بفيروس "كورونا" خلال ال24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس إلى 466626 حالة، و22 حالة وفاة جديدة، ليصل عدد الوفيات إلى 8172. ووفق المصدر ذاته، فإن مجموع التحليلات الطبية المنجزة بلغ 4828401 منذ بداية انتشار الفيروس على المستوى الوطني في 2 مارس من العام الماضي.