تُواصل جبهة البوليساريو الانفصالية التركيز على "البروباغندا الحربية" الكاذبة منذ تحرير معبر الكركرات، في 13 نونبر الماضي؛ وأصدرت إلى حدود مساء أمس السبت عددا كبيرا من "البلاغات العسكرية"، وصل إلى 72 بلاغا، تزعم من خلالها "إلحاق أضرار بشرية ومادية بالقوات المسلحة الملكية". وبخصوص ما راج من معطيات متضاربة حول "قصف معبر الكركرات"، فقد عمدت الصفحات الانفصالية وأخرى جزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تناقل صور تعود إلى سنوات لنشوب حريق بأحد أسواق أكادير، مدعية أنها لقصف المعبر، فيما كذّب مغاربة هذه الصور والمزاعم الانفصالية عبر "فيديوهات مباشرة" من المعبر الحدودي. وتحدثت جبهة البوليساريو عن قيام ميليشياتها بإطلاق أربعة صواريخ استهدفت معبر الكركرات ليل أمس السبت. في المقابل، أكدت مصادر مغربية مسؤولة أنه "على الرغم من الاستفزازات، دون تأثير، من قبل ميليشيات البوليساريو، فإن الوضع في الكركرات، كما في جميع أنحاء الصحراء المغربية، هادئ وطبيعي"، مشيرة إلى أن "حركة المرور بين المغرب وموريتانيا وما بعدها إلى إفريقيا جنوب الصحراء غير مضطربة بأي شكل من الأشكال". وأكدت مصادر مغربية أن ميليشيات البوليساريو منذ شهر نونبر 2020، تقوم باستفزازات في رد فعل يائس على تأمين حركة المرور في الكركرات، مشيرة إلى انخراط دعاية الجزائر والبوليساريو، عبثا ودون جدوى، لإظهار المنطقة بمظهر "منطقة حرب" عبر ترويج أخبار زائفة ونشر "بيانات حرب" وتقارير ومقالات يومية حول "اشتباكات وهمية". ويرى مراقبون أن تركيز البوليساريو على "الحروب الوهمية" جاء بعد فشلها في الرد الناجح على تحرير معبر الكركرات والنجاحات الدبلوماسية المغربية؛ إذ طيلة هذه المدة لم تستطع الميليشيات المسلحة اختراق الجدار الأمني العازل بالنظر إلى التجهيزات العسكرية المغربية المتطورة التي تنتشر على طول الحزام الأمني على امتداد 2000 كلم، وهو ما مكن في مرات عدة من تدمير عربات عسكرية بمجرد بداية تحركها نحو الجدار الأمني.