أعلن أربعة عشر نائبا في غرفتي البرلمان الهولندي رفضهم أداء قسم الولاء للملك الجديد منهم أربعة ينتمون لحزب العمل المشارك في الائتلاف الحاكم، واللائحة ما تزال مفتوحة على كل الاحتمالات. يأتي ذلك والبلاد على أبواب الاستعداد لتنصيب ويليم الكساندر على عرش المملكة الهولندية في الثلاثين من الشهر الجاري، خلفا لوالدته الملكة الحالية بياتريكس التي أعلنت عن رغبتها في التنحي عن العرش. أول الرافضين الخبر أكده رئيس الغرفة الأولى فريد دي خراف في برنامج "باوتن هوف" على القناة الأولى. ويشار إلى أن أول من أعلن رفضه أداء القسم للملك الجديد كانت النائبة البرلمانية عن الحزب الاشتراكي (يسار معارض) ساديت كرابولوت وهي من أصل تركي والنائب عن نفس الحزب فرشاد بشير وهو برلماني شاب من أصل أفغاني، وينضاف إليهما كل أعضاء فريق حزب " من أجل الحيوانات" في البرلمان وعددهم ثلاثة أعضاء، فضلا عن أربعة أعضاء من فريق حزب اليسار الأخضر. رفض برلمانيين أداء قسم الولاء والوفاء للملك ليس سابقة في تاريخ البرلمان الهولندي، فقد سبق وأن أعلن برلماني واحد رفضه لتقديم الولاء للملكة بياتريكس، الملكة الحالية، حينما تسلمت هي بدورها العرش من والدتها الملكة يوليانا (جوليانا) عام 1980 بينما تغيب عدد آخر عن حفل بيعتها آنذاك. غير ملزم لا يعد أداء اليمين أثناء تنصيب الملك إلزاميا في هولندا، وبالتالي ليست له تبعات قانونية على الرافضين. وفي جواب كتابي عن أسئلة تلقاها في الغرفة الأولى من الحزب الديموقراطي 66، أوضح رئيس الحكومة الهولندية مارك روته أن قسم الولاء "تعبير عن الترابط بين الملك والشعب في المملكة". ومع عدم إلزامية أداء قسم الولاء لأعضاء البرلمان، يرى رئيس الغرف الأولى دي خراف أن على جميع النواب القيام بهذا الواجب، مذكرا بالقانون الذي تمت صياغته عام 1992 وصادقت عليه الغرفتان الأولى والثانية بالإجماع على أن اليمين الذي يؤديه الملك أثناء تنصيبه يقابله أداء النواب لليمين أمام الملك، وهو ما يعني "تأكيدا لأواصر العلاقة بين الملك والشعب في المملكة، وهو نوع مختلف جدا من القسم الذي يؤديه النواب مع بداية تعيينهم في البرلمان". وأضاف دي خراف أن هذا القانون ينص على أن النواب لا يحضرون مراسم التنصيب بأسمائهم الشخصية ولكن "باسم الشعب". قسم واحد وكان كل من فرشاد بشير وساديت كارابلوت قد عللا رفضهما بذريعة أدائهما لواجب اليمين كنواب للشعب إبان تعيينهما في البرلمان، وبالتالي لا يريان ضرورة لإعادة أداء القسم مرة أخرى. وخلافا للنائبين كارابولوت وفرشاد اللذين قررا مقاطعة الاحتفالات أيضا، عبرت ماريانه تيمه زعيمة حزب الحيوانات أنها ستحضر مراسم الاحتفالات التي ستقام في الكنيسة الكبرى في العاصمة أمستردام، مع أنها أيضا من الرافضين لأداء يمين الولاء. ومن جهته قال رود كرول من حزب العمل، وهو رئيس حزب العمل سابقا ويشغل الآن مقعدا عن نفس الحزب في الغرفة الأولى، إن أداء يمين الولاء للملك لا يتلاءم مع العصر الحديث وأن نص اليمين "قديم" معتبرا في المقابل أن الملك هو من عليه "أداء يمين الوفاء للدستور". النقاش الذي أثير حول هذه المسألة يعود أساسا إلى قضية جوهرية في الديمقراطيات الغربية، وهي أن الوفاء ينبغي أن يكون للدستور فقط؛ تلك الوثيقة التي يتوجب على الجميع احترامها، بمن فيهم الملوك. لن يتعرض الرافضون لأداء يمين العرش لأية مساءلة، فهم في نهاية المطاف أحرار في قراراتهم، كما أنهم أحرار في حضور الاحتفالات المقامة بالمناسبة أو مقاطعتها. تكاليف تصرف خزينة الدولة 5 ملايين يورو على احتفالات التتويج منها مليون يورو تهديها الدولة لبلدية أمستردام حيث تقام الاحتفالات، في حين خصصت البلدية ذاتها 7 ملايين إضافية لنفس المناسبة، وهي كلها أموال تصرف من جيوب دافعي الضرائب، الأمر الذي يثير بعض التحفظات لدى البعض وخاصة أن البلاد تمر في أزمة مالية وتعرف حالة انكماش اقتصادي. * ينشر بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالميّة