قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن المغرب ملتزم باتفاق وقف إطلاق النار بالصحراء المغربية لكنه سيرد بقوة على أي تهديد لاستقراره وطمأنينة ساكنته. تحذير وزير الشؤون الخارجية المغربي هذا جاء في ظل استمرار ميليشيات جبهة البوليساريو في القيام ببعض المناوشات بين الفينة والأخرى خلف الجدار الأمني العازل. وفي كلمة له خلال زيارة الوفد الأمريكي إلى مقر قنصلية واشنطن المؤقت بالداخلة، اليوم الأحد، شدد بوريطة على أن المسلسل الأممي لحلحلة نزاع الصحراء له محدداته وعناصره غير القابلة للتفاوض والنقاش، مضيفا أنه "لا حل لهذا النزاع المفتعل إلا في إطار مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية". وأشار الوزير إلى أن تواجد الوفد الأمريكي بالداخلة، هو "حدث هام، باعتباره أول زيارة رسمية لمسؤولين أمريكيين إلى الأقاليم الجنوبية"، مبرزا أن قنصلية واشنطن ستكون بمثابة منطلق لتفعيل الأنشطة الاقتصادية والاستثمارات في الصحراء المغربية. وتابع بوريطة بأن افتتاح قنصلية أمريكية بالداخلة، "يأتي لترجمة الاعتراف الأمريكي الواضح بسيادة المغرب على صحرائه"، وزاد أن المبادرة الأمريكية "ازدهار إفريقيا" قررت فتح فرع لها في مدينة الداخلة، "سيكون بمثابة منطلق حقيقي للولايات المتحدة إلى القارة الإفريقية، ونقطة وصل وقطب اقتصادي هام يسير في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي حدده الملك محمد السادس". وأردف المسؤول الحكومي أن "قنصلية أمريكا هي القنصلية رقم 20 بين العيونوالداخلة، ولولا فيروس كورونا والعراقيل المرتبطة بالوباء، لكان من الممكن أن تكون القنصلية رقم 30″، وشدد على أن المغرب سيمضي في دبلوماسية القنصليات حتى تتحول المدينتان إلى قطبين قنصليين هامين بالصحراء المغربية. واعتبر بوريطة أن الاعتراف الأمريكي سيكون له تبعات قوية لصالح المكاسب الدبلوماسية، لافتا إلى أن الإدارات الأمريكية كلها دعمت مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وبحضور مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ديفيد شينكر، أوضح بوريطة أن العلاقات بين الرباطوواشنطن تسير بإيقاع غير مسبوق وفق رؤية الملك محمد السادس وبتنسيق مع الإدارة الأمريكية. وأبرز الوزير أن العلاقات بين البلدين شهدت في السنوات الأخيرة تطورا جد مهم من خلال تعدد زيارات المسؤولين الأمريكان رفيعي المستوى إلى المغرب، ومن خلال أيضا التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات وتطوير التجارة والتنسيق المشترك بينهما. وأردف بوريطة أن "المغرب هو الدولة الوحيدة في المنطقة التي تتوفر على عدة آليات تعاون مع أمريكا، من اتفاق التبادل الحر ثم الحوار الاستراتيجي وأيضا استفادة المغرب من مبادرة تحدي الألفية. كما أن المغرب حليف رئيسي خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)". وتطرق الوزير إلى تقارب مواقف الرباطوواشنطن في ملفات دولية وإقليمية عدة، من قبيل إيرانوفنزويلا والاستقرار في إفريقيا والتحديات في منطقة الساحل والصحراء، مضيفا أن سفيري المغرب وأمريكا في فنزويلا-مثلا-كانا يقومان بمساعي مشتركة.