تسببت جائحة كورونا في خسائر فادحة على مستوى القطاع السياحي بالمغرب، خاصة الجنوب الشرقي، وذلك لتوقف الرحلات السياحية نحو المملكة وفرض قيود صارمة أمام الراغبين في ولوج التراب الوطني. وسجل القطاع السياحي بأقاليم جهة درعة تافيلالت خسائر كبيرة، وذلك نتيجة الشلل التام الذي أصابه منذ بداية جائحة كورونا، وإغلاق الأجواء المغربية والحدود البرية لتفادي انتشار الوباء عبر التراب الوطني المغربي، ما أسفر عن توقف الحركة السياحية. رغم الخسائر الكبيرة التي سجلت في هذا القطاع الحيوي بالجنوب الشرقي، فإن المنعشين السياحيين يعقدون الأمل في انتعاش السياحة بالمغرب عموما والجنوب الشرقي خاصة، في وضع نهاية لكابوس جائحة "كورونا"، لاستقبال السياح سواء الأجانب أو المحليين. خسائر فادحة تسبب انتشار وباء فيروس كورونا المستجد بجهة درعة تافيلالت، الذي بلغ مجموع المصابين فيه بأقاليم الجهة 14751 مصابا ومصابة إلى حدود تاريخ 8 يناير من السنة الجارية، (تسبب) في خسائر اقتصادية كبيرة في مختلف المجالات، أكثرها تضررا القطاع السياحي والقطاعات المرتبطة بها بسبب إغلاق الحدود. وأكد عبد الرحمان متوكل، منعش سياحي بإقليم الرشيدية، أن جائحة كورونا منذ بدايتها تسببت في مشاكل كارثية على القطاع السياحي بإقليم الرشيدية وباقي الأقاليم بالجهة، مشيرا إلى أن الجائحة دمرت السياحة بشكل خطير، موضحا أن المئات من الشباب والعاملين في القطاع فقدوا مناصب الشغل. وأوضح متوكل أن الخسائر التي تكبدها القطاع السياحي بجهة درعة تافيلالت تقدر بالملايير، بالإضافة إلى تشرد المئات من العمال والعاملات، مشيرا إلى أن هذه الخسائر لا تهم المنعشين السياحيين فقط، بل أيضا الاقتصاد الجهوي والوطني أيضا، خاصة أمام استمرار هذا الركود منذ بداية مارس الماضي، أي ما يقارب السنة. القطاع السياحي يعد من أكثر القطاعات المتضررة من جائحة كورونا، بعد قرار الحكومة القاضي بإغلاق المجالات الجوية والبحرية منذ بداية تفشي الوباء بالمملكة المغربية، ما تسبب في خسائر في القطاع وتحطيم حلم الجهات المسؤولة التي كانت تستعد باستقبال 20 مليون سائح. غياب رؤية نعيم بنصالح، منعش سياحي بإقليم زاكورة، أكد أن القطاع السياحي بالجهة عموما وإقليم زاكورة على وجه الخصوص، يعيش حالة من الارتباك يمر بها قطاع السياحة بسبب جائحة كورونا، مشيرا إلى أن القطاع يعاني من غياب رؤية كاملة، سواء من المهتمين أو القائمين على القطاع في المؤسسات العمومية. وانتقد المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، تدبير الحكومة للمستجدات الناتجة عن الوضع المرتبط بوباء كورونا وتداعياته الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أن الجائحة أثرت بشكل كبير على القطاع السياحي واليد العاملة بالقطاع بشكل كبير، مشددا على ضرورة التدخل من أجل إيجاد حلول ناجعة لإنقاذ القطاع السياحي الذي يسير نحو المجهول. من جهته قال جمال أوعيسى، فاعل في المجال السياحي بإقليم تنغير، إن القطاع السياحي بأقاليم الجهة دون استثناء يعيش أسوأ أيامه، نتيجة المشاكل المادية والإدارية المتراكمة على المهنيين والتي خلفتها جائحة كورونا، وغياب رؤية واضحة المعالم من قبل المسؤولين لإعادة القطاع إلى سكته. وأضاف أوعيسى، في تصريح للجريدة، أن الضبابية تسود برامج السياحة بالجهة وغالبا ذلك ما يدفعها إلى الفشل، مرجعا ذلك إلى ضعف القائمين على القطاع وانعدام التمويل المستدام، مؤكدا أن القطاع أصبح في حاجة إلى مخطط تنموي واضح المعالم. ويرى عدد من المهتمين بالشأن السياحي بجهة درعة تافيلالت التي تضم أقاليم زاكورة، وورزازات، وتنغير، والرشيدية، وميدلت، أن القطاع يحتاج إلى تشاور موسع بين مختلف الفاعلين في مختلف المجالات، مؤكدين أن القطاع ظل يعاني منذ بداية جائحة كورونا. الوزارة وضعت استراتيجية جديدة بالرغم من الانتقادات الموجهة للقائمين على القطاع السياحي جهويا ومركزيا، حاولت جريدة هسبريس الإلكترونية التواصل مع المندوب الجهوي للسياحة لنيل تعليقه في الموضوع، إلا أن هاتفه ظل يرن دون مجيب. في المقابل أكد مصدر مسؤول بالمندوبية الإقليمية لوزارة السياحة بورزازات، أن القطاع تعرض لخسائر كبيرة جراء تداعيات جائحة كورونا، موضحا أن عددا من المؤسسات السياحية أغلقت في هذه الفترة وتنتظر الانفراج للعودة إلى العمل. وأضاف المسؤول نفسه، الذي فضل الحديث لهسبريس دون ذكر اسمه، أن القطاع السياحي مرتبط بمجموعة من المجالات، ولا يقتصر على الفنادق والمواقع السياحية، بل هناك وكالات لتأجير السيارات، والنقل السياحي، والمقاهي والمطاعم والنقل العمومي، مشيرا إلى أن كل هذه القطاعات تضررت مباشرة بعد توقف الحركة السياحية. وأكد المسؤول ذاته أن الوزارة المعنية ومندوبياتها بالجهة حملت على عاتقها هموم القطاع منذ بداية تفشي الوباء، وقامت بوضع استراتيجية من أجل انطلاقة جديدة للقطاع ما بعد كورونا، مؤكدا أن القطاع السياحي سيتحسن بشكل كبير بمجرد انتهاء الوباء، وستعود الأمور إلى ما كانت عليه أو أفضل منها.