احتجت جبهة البوليساريو الانفصالية على نشر حلف شمال الأطلسي (الناتو) على موقعه الإلكتروني الرسمي خريطة المغرب كاملة، تشمل الصحراء المغربية. وكان أقوى حلف عسكري في العالم قد وضع قبل أيام ضمن ورقة حول تعزيز التعليم الدفاعي لحلف الناتو، خريطة المغرب كاملة، بما فيها الصحراء المغربية، وهو ما أثار غضب جبهة البوليساريو الانفصالية والجارة الشرقية الجزائر. ولجأت جبهة البوليساريو إلى لغة الاحتجاج كعادتها؛ إذ أعلنت أنها ستتواصل مع الحلف الأطلسي من أجل الاستفسار حول نشره لخريطة جديدة للمغرب تضم الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، واصفة هذا المكتسب الدبلوماسي ب "الخطوة الخطيرة". ويعتبر حلف شمال الأطلسي أكبر تحالف عسكري في العالم، يضم أقوى الجيوش وأكثرها تقدما، ويحتل فيه جيش الولاياتالمتحدة المرتبة الأولى من حيث العدد في الترتيب. وجاء هذا التحول في موقف "الناتو" بعد اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء وقرار فتح قنصلية لها في مدينة الداخلة المغربية. وهاجم من يسمى ب"الوزير المستشار لدى الرئاسة الصحراوية المكلف بالشؤون السياسية البشير مصطفى السيد" حلف شمال الأطلسي، وقال إن "هذا الأمر توجه ارتجالي وسلوك عشوائي من هذا النوع لا يليق بحلف بوزن الناتو الذي عليه أن يحترم أعضاءه ومؤسساته، ولا يمرر مواقف ضد الشرعية والقانون الدوليين من فوق رؤوس الشركاء ويدوس بالسرية والخلسة على كل قيم الحرية والديمقراطية التي ينادي بها". وكانت الإدارة الأمريكية قامت باعتماد خريطة جديدة للمغرب تشمل الأقاليم الجنوبية، وذلك بعد الإعلان عن المرسوم الرئاسي الموقع من طرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي باعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية. وتعهدت الولاياتالمتحدةالأمريكية بالسعي إلى إقناع شركائها وحلفائها في العالم لإقرار اعترافاتها بمغربية الصحراء، من خلال دعم مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لإنهاء هذا الصراع الإقليمي. وأكد دايفيد فيشر، السفير الأمريكي بالمغرب، في حوار سابق مع هسبريس، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستعمل في المرحلة المقبلة على إقناع شركائها بالاعتراف بمغربية الصحراء، وهو ما يعني أن الانتصار الدبلوماسي الأخير للمملكة لا يقف عند حدود دعم أقوى دولة للوحدة الترابية للمملكة.