بادئ ذي بدء أرجو أن لا يفهم مقالي هذا أني أتهجم مجانيا على شخص فلان او علان ، فلا مشكلة شخصية لي مع أي كان حتى استغل هذا المكان لأصفي حساباتي مع مناسبة مقالتي المتواضعة هي التضامن اللامشروط مع قلم السيدة فاطمة الافريقي صاحبة "المقال الأخير". كم ألمني و أحزنني، بل أفزعني ان أرى مثل هذه الأقلام، النيرة المنيرة لعتمة الاستبداد و الفساد، أن أراها تتوقف و بأصح العبارة توقف مع سبق الإصرار و الترصد ، و متى !؟ في زمن دستور 2011 و في زمن "ثورة الصناديق". كما أن ألمي ازداد، و جرحي عاجله القيح و الصديد، بعد السكوت المطبق ما خلا بعض التنديدات المحتشمة و الخجولة و التي لم تكن في مستوى ما حدث. أتساءل إذا كان ما حدث لصاحبة القلم الحر لا يستحق تدخل المنظمات النسوية و النسائية و الحقوقية ووو لإدانة هذه الجريمة !!! أم أن تهديد و إسكات الأقلام الحرة الأبية لا يدخل ضمن أجندتها. أتذكر انه مباشرة بعد ادعاء صاحبة "التعري المسرحي" تعرضها للتهديد بادر رئيس الحكومة لمهاتفتها و مؤازرتها، على اعتبار انها تمارس حقها و تعبر عن أفكارها بكل حرية وفق ما هو مخول قانونا. فأين صاحبنا هذا في نازلة فاطمة الإفريقي؟ أم أن ما تكتبه الأقلام الحرة حول الاستبداد و الاستعباد يستحق الإقبار، و تهديد صاحبته في شخصها و أسرتها ايضا. وبنفس المناسبة السالفة الذكر، انبرى من يعتبر التعري مجرد علامة احتجاج و رسالة إنسانية ، مستنكرا و مدافعا عن الرسالة العارية و صاحبتها المتعرية من كل القيود مادامت تمس خصومه السياسين بالطبع. لكن أن نسمع استنكاره و شجبا لما تتعرض له الأقلام الحرة فهو لا يدخل ضمن أجندته ، فما على فاطمة الافريقي إلا التعري لتنال نصيبها من مساندة صاحبنا. أتصور أن "التماسيح و العفاريت" -مع اعتذاري لصاحب الملكية الفكرية لهذين المصطلحين- هذه التماسيح و العفاريت، التي هددت القلم الحر لفاطمة الإفريقي منتشية و تشرب أنخاب تفوقها اللحظي و نجاحها المرحلي، في إسكات هذا الصوت و غيره من الأصوات، و هنا أتساءل لمصلحة من يراد إسكات هذه الأصوات ؟ و ما مصير مجتمع القراءة الهادفة بعد الذي حصل؟ وكنتيجة حتمية لسياسة قطع الألسن و محاربة الأقلام الحرة ليس غريبا أن تتدنى نسب القراءة و المطالعة في مجتمعنا، و لا يمكن لأي مسؤول أن يتباكى بعد الآن، و يلوم الشباب بعد اليوم عن بعده من الكتاب، الذي كان في ما مضى أحسن صديق ، على اعتبار أن لا شيء يستحق القراءة مع مصادرة الأقلام الحرة. فنحن الآن نعيش في زمن "البورطابل" احسن صديق. كيف لا و الأقلام الحرة تقمع و الجامعات تحاصر و تقتحم، و لا من يستنكر و لا من يشجب و لا من يتضامن. وفي الاخير، التضامن مع فاطمة الافريقي واجب و استنكار ما تعرضت له اضعف الايمان – اقصد الايمان بالحرية- هذا لمن كان له ايمان طبعا.