بعد الجزائر، يحل الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، ضيفا على المغرب، في إطار زيارة رسمية خلال الأسبوع الأول من أبريل المقبل، حيث سيستقبل من طرف الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، في حين سيلقي خلالها خطابا سياسيا أمام البرلمان. ورغم أن محمد السادس كان أول رئيس دولة أجنبية، يلتقي هولاند في قصر الإليزيه، مباشرة بعد انتخابه رئيسا لفرنسا في 15 من ماي 2012، فقد سبق لهولاند أن حل ضيفا على الجزائر، في أول زيارة دولة له للخارج بعد التنصيب، وهي الزيارة التي اعتبرت سياسية أكثر منها ودية، توجت بتوقيع اتفاقيات ومعاهدات خاصة في عدة مجالات حيوية. وكان هولاند قد حل بالجزائر، في 19 دجنبر المنصرم، مع وفد هو الأكبر منذ توليه مهام رئاسة قصر الإليزيه، يضم حوالي 200 شخص بينهم 9 وزراء و 12 مسؤولا سياسيا و40 من رجال الأعمال وكتاب وفنانون، إضافة إلى حوالي 100 صحافي، وهي الزيارة التي كانت مناسبة للرغبة الفرنسية في الحصول على دعم من الجزائر حول تدخل دولي في شمال مالي، فيما طالبت هيئات سياسية جزائرية فرنسا بالاعتراف والاعتذار عن جرائمها في حق الشعب الجزائري، بعد أزيد من 132 عاما من الاستيطان. وفي تعليق منه على أبعاد الزيارة، قال إدريس لكريني، مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات، إن العلاقات المغربية والفرنسية استراتجية تحكمها عدة عوامل تاريخية ومصالح استراتيجية، ففرنسا تعد الشريك الاقتصادي الأول للمغرب، ولها مواقف متميزة وداعمة للحكم الذاتي في الصحراء، حسب الخبير. وبخصوص مضامين الخطاب الذي من المنتظر أن يلقيه هولاند أمام البرلمان المغربي، يرى الكريني أنه سيحمل في طياته حديثا عن المساهمة الكبيرة للمغرب في تدبير أزمة مالي "بتأييد المقاربة العسكرية وربطها بالمحافظة على وحدة مالي السياسة"، وهو الأمر الذي قابلته الجزائر بالحياد السلبي، حسب الكريني، "التي سرعان ما تراجعت عنه بعد تطور الأوضاع تحت الضغوط الخارجية". وزاد أستاذ الحياة السياسية بكلية الحقوق بمراكش، أن الزيارة الفرنسية الرسمية ستكون حاسمة لقضية الصحراء، "خصوصا مع اقتراب جولة المبعوث الأممي كريستوفر روس"، كاشفا عن تسريبات وأخبار تفيد إيجاد حل جديد "هو حل وسطي متمثل في الكونفدرالية"، خلافا لمقترح تقرير المصير والحكم الذاتي، حاجة الى دعم فرنسي. وحول رأيه في كون المغرب ثاني محطة لزيارة هولاند بعد فرنسا، تابع الكريني بالقول إن "زيارة الجزائر لا يمكن على حساب المغرب"، موضحا أن الرئيس الفرنسي بعد توليه الحكم استقبل الملك محمد السادس "كأول رئيس دولة"، وهو في نظر الخبير "أمر الطبيعي في العلاقات بين الدولتين". وأضاف الكريني أن الزيارة المرتقبة لهولاند إلى المغرب سترتهن على تعزيز العلاقات والشراكات بين البلدين "بحكم ثقل وزن فرنسا الاقتصادي مع الدول الافريقية ذات العضوية الدائمة في المجلس الأمن"، مضيفا أن المغرب ينظر له كشريك اقتصادي أساسي.