التدوين ظاهرة الإعلام الالكتروني في السنوات الأخيرة، لما يتميز به المدونون من سرعة، في نقل الخبر، وفي التعليق وإبداء الرأي، إنهم يكتبون في شتى التخصصات الأدبية والفكرية والحقوقية.. لا يخضعون لمقص الرقابة، ولا يقيدهم خط تحريري لمجلة أو جريدة معينة، هذه الحرية يحسدهم عليها الصحفيون التقليديون. وقد خلق المدونون مجتمعا خاصا بهم قد يرتقي إلى مستوى مجموعة ضغط على الدولة وأجهزتها، حتى وصل الأمر إلى محاكمة بعض المدونين في دول عربية مثل السعودية ومصر.. وفي المغرب يقدر عدد المدونين بحوالي الثلاثين ألف مدون، منهم المدونون بالعربية والفرنسية والإنجليزية، ومنهم الإسلاميين واليساريين، والأمازيغيين،.. تجد ضمنهم المدونات الفردية والجماعية، مدونات الجمعيات والمجموعات.. ونخصص الحديث هنا لمدونات مجموعات المعطلين المعتصمين في الرباط، وهذه المجموعات تدون باعتبارها حركات احتجاجية لها مطالب اجتماعية، تخص المطالبة بالشغل، باعتباره حقا دستوريا يكفله لها الدستور المغربي ومواثيق حقوق الإنسان العالمية، التي تنص على الحق في الشغل وفي حياة كريمة تليق بإنسانية الإنسان، فلجأت الأطر العليا المعطلة إلى المدونات وجعلتها فضاءها الإعلامي والتواصلي مع الرأي العام المحلي والعربي والعالمي، للتعريف بمطالبها وبقضاياها العادلة، وبنضالها المستمر، بمسيراتها ووقفاتها الاحتجاجية أمام البرلمان وفي شارع محمد الخامس وأمام مقرات الوزارات.. فالغالب على هذه المدونات هو أخبار النضال، وما تكتبه الصحف عن ملف عطالة أصحاب الشهادات، والبيانات التي تصدرها المجموعات، بالإضافة إلى فضح الانتهاكات الحقوقية التي تتم في حقهم من طرف قوات القمع المغربي، إضافة إلى مقالات وإبداعات الأطر العليا المعطلة والتي تعالج ملف عطالتهم ومعالجة الدولة لها الملف. وقد استفاد المعطلون من الإمكانيات التي تتيحها المدونات، بالإضافة كتابة النصوص، تتيح المدونات استعمال الصورة، وقد وظف المعطلون هذه الإمكانية خير توظيف، حيث يتم نشر صور المسيرات والوقفات الاحتجاجية وتدخلات جهاز القمع المغربي، وضحايا هذه التدخلات، ففي المحطات النضالية الكبرى كاقتحام وزارة التعليم العالي، أو معركة السلاسل، لعبت فيه الصور، التي التقطها المعطلون بكاميراتهم الخاصة، دورا كبيرا في فضح وحشية التدخل الأمني العنيف، وكشفت فداحة الإصابات وجسامة التضحيات. أما ملفات الفيديو فأغلب المدونين من المعطلين يلجأ إلى خدمات الموقع العالمي الشهير: ""youtube"" نظرا لشهرته وكثرة رواده، وفقد وصل عدد المشاهدين لمقطع فيديو يصور لحظات تدخل جهاز القمع في حق أطر التنسيقية الوطنية للأطر العليا المعطلة أمام محطة القطار بالرباط، أكثر من عشرين ألفا من المشاهدين في ظرف وجيز جدا، وقد عكست تعليقات المشاهدين مستوى الرفض والتذمر من آلة القمع بالمغرب. مما حدا بأجهزة المخابرات- حسب أوساط من المعطلين- للتشويش بتعليقات مضادة، وقد وصل عدد المشاهدين مقطع فيديو مقتطف من أخبار الجزيرة يصور وحشية تدخل جهاز القمع في حق المعطلين، أكثر من ستين ألفا. ويبدو أن أكثر الوسائل نجاعة وتأثيرا في فضح انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب في حق المعطلين هي ملفات الفيديو بالدرجة الأولى،ثم الصور بدرجة ثانية، فيما تفيد المقالات في الإخبار ونشر البيانات، و المقالات التنظيرية للحركة الاحتجاجية للمعطلين. يبقى لهذه المدونات أن تتكامل فيما بينها، فليس بالضرورة أن تنشر نفس الخبر، أو نفس الصور، حتى لا تكون عن نسخ متشابهة يمل القارئ من تصفحها، إضافة إلى النقص في التدوين بلغات متعددة مثل الفرنسية والإنجليزية، خاصة وأن مجموعات المعطلين تضم كفاءات متنوعة في اللغات الأجنبية وغيرها، مع البحث عن إشهار لهذه المدونات وكسب قراء جدد، وتطوير خطاب المعطلين ليرد على أطروحات الدولة، وتقديم حلول عملية بديلة تحرج الدولة أمام الرأي العام. ثم تأهيل القائمين على هذه المدونات في الجانب التقني خاصة. "" www.maktoobblog.com/bouyesfy