في الصورة الملك محمد السادس رفقة أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ما كاد ملف التعاطي المغربي الرسمي مع فضائية "الجزيرة" القطرية ينتهي، حتى اندلعت أزمة جديدة بين الرباط وقطر، وتنذر هذه المرة بتفاعلات تمهد لأزمة دبلوماسية بين البلدين. مرد الأزمة الجديدة، هو تبعات تغيير مقر السفارة القطرية بالرباط، حيث بادرت سفارة قطر إلى شراء بقعة أرضية بالحي الدبلوماسي فى الرباط، وعندما أرادت السفارة الشروع في أعمال البناء، لم يصدر الترخيص بدعوى أن مقر السفارة يوجد بالقرب من محطات البث الهوائي التابعة للتلفزة المغربية، ومن شأن ذلك أن يشوش على هوائيات محطة البث عبر الأقمار الصناعية. هذا عن السبب المروج له رسميا، وهناك سبب سربته تقارير إعلامية مقربة من دوائر صناعة القرار، مفاده أن سبب المنع هو قرب مقر السفارة من الإقامة الملكية الجديدة التي تقيم فيها الأميرة للا سلمى حرم الملك محمد السادس، إضافة إلى قرب السفارة من مقرات أمنية واستخباراتية توجد بنفس المكان. ومن المنتظر أن يؤثر قرار منع البناء على علاقات متوترة أصلا بأزمة منع بث نشرة المغرب العربي من مكتب الرباط، والتي تطورت في الآونة الأخيرة إلى تأكيدات رسمية صدرت منتصف الأسبوع الماضي على لسان خالد الناصرى وزير الاتصال والناطق الرسمى باسم الحكومة المغربية، والذي اعتبر أن "التعامل الصارم مع قناة الجزيرة جاء بعد أن رصدنا جملة من التجاوزات اللاقانونية وغير المهنية في الفترة الأخيرة". "" وعلى صعيد آخر، مرتبط بتداعيات "التعامل الصارم"، من المتوقع أن يمثل حسن الراشدي مدير مكتب الجزيرة بالرباط، غدا الثلاثاء أمام المحكمة الابتدائية بالرباط التي تنظر في الدعوة المرفوعة عليه لبثه تقارير تحدثت عن مقتل ثمانية مواطنين يوم 7 يونيو الحالي أثناء مواجهات مع القوات الأمنية في مدينة سيدى إيفنى "جنوب البلاد". وضمن خيار التعامل الصارم الذي تبنته الحكومة المغربية مع الفضائية القطرية، أوقفت الشرطة المغربية نهاية الأسبوع بالرباط إبراهيم سبع الليل عضو المكتب الوطني "للمركز المغربي لحقوق الإنسان" ورئيس فرع سيدي إيفنى لذات المركز. وجاء قرار الاعتقال جاء مباشرة بعد انعقاد ندوة صحافية نظمتها "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" بالرباط، بحضور كل من سبع الليل وخالد الشرقاوى رئيس "المركز المغربي لحقوق الإنسان"، تم خلالها تقديم تقرير أولى حول المواجهات التي عرفتها مدينة سيدى إيفني. وكان سبع الليل " قد صرح فى لقاء مع قناة "الجزيرة" مساء يوم 7 يونيو أن "ثمانية مواطنين ربما لقوا حتفهم بالمواجهات الدموية بين القوات الأمنية والمواطنين أثناء فض اعتصام كان ينظمه عاطلون عن العمل أمام ميناء المدينة". وبين منع بناء مقر السفارة القطرية الجديدةبالرباط، ومنع بث نشرة المغرب العربي للفضائية القطرية، إضافة إلى المتابعة القضائية لمدير مكتب الفضائية بالرباط، تتجه الأوضاع بشكل أو بآخر نحو اندلاع أزمة دبلوماسية بين الرباط والدوحة، وهو ما يقف وراء إصرار الفضائية على بث تقارير توصف، هنا، في الرباط بالنارية ضد المغرب في نشرات الأخبار وبعض البرامج الوثائقية.