ضمن برنامج " ملفات ثقافية وفنية " استضافت الإذاعية المتميزة فاطمة يهدي داخل استوديو اذاعة الرباط المبدع يوسف فاضل، باعتباره روائيا ومؤلفا مسرحيا ومخرجا سينمائيا وتلفزيونيا وكاتبا للسيناريو...، كما استضافت عبر الهاتف المخرج السينمائي والتلفزيوني محمد عبد الرحمان التازي، والناقدين السينمائيين أحمد سيجلماسي وخالد الخضري، وذلك لتأثيث فضاء حلقة الاثنين رابع مارس الجاري التي خصصت لإثارة قضايا مرتبطة بإشكالية العلاقة بين السينما والنصوص الأدبية بالمغرب. وتناول البرنامج العدد المحدود من الأفلام السينمائية المغربية التي تعاملت مع نصوص مسرحية كفيلم "حلاق درب الفقراء " للراحل محمد الركاب وفيلم " الزفت " للطيب الصديقي أو مع نصوص روائية لعل أحدثها فيلم " يا خيل الله " من اخراج نبيل عيوش المقتبس عن نص " نجوم سيدي مومن " للروائي والتشكيلي ماحي بينبين و " بولنوار " من اخراج حميد الزوغي عن رواية بنفس العنوان للباحث عثمان أشقرا وغيرها. وتطرق البرنامج إلى طريقة تعامل كل مخرج مع العمل الأدبي الذي أثار اهتمامه وشروط صاحبه ومدى أمانة المبدع السينمائي أو خيانته لروح العمل الأدبي. وفي هذا الإطار تحدث محمد عبد الرحمان التازي عن تجربته مع رواية " جارات أبي موسى " وصاحبها المتصوف والمؤرخ ووزير الأوقاف والشؤون الاسلامية الحالي أحمد التوفيق، كما تحدث عن العراقيل التي حالت دون اقتباسه لنصوص أدبية أخرى الى السينما أو التلفزيون. وفي نفس الاتجاه تناول يوسف فاضل علاقته الوطيدة بصديقه الراحل محمد الركاب التي سهلت عملية نقل نصه المسرحي الى فيلم سينمائي أصبح الآن من كلاسيكيات السينما المغربية . وتم التأكيد أيضا على أنه ليس من الضروري أن يتعامل السينمائي مع النصوص الأدبية، وذلك لأن الأفلام الناجحة إبداعيا وتجاريا ليست بالضرورة مقتبسة من أعمال أدبية، في حين أن نقل نصوص أدبية لمؤلفين مغمورين أو غير مغمورين الى السينما قد ساهمت في التعريف بهم وتحقيق الانتشار الواسع لهم ولأعمالهم، كما أن تحويل بعض الأعمال الأدبية الى السينما قد أغنى الفيلموغرافيا المحلية والعالمية .