بدا خالد عليوة، المدير العام الأسبق للقرض العقاري والسياحي، والمعتقل بتهم تتعلق ب "اختلالات مالية وفساد إداري"، حزينا وهو يقبل زوال اليوم نعش والدته المدعوة قيد حياتها زبيدة عليوة، والتي توفتها المنية صباح أمس الاثنين. وظهر عليوة، الذي كان يرتدي جلبابه الأبيض، أمام العموم نحيل الجسم وقد غزا الشيب مَفرِق رأسه، حيث بدت تأثيرات الأيام التي يقضيها في سجن عكاشة بالبيضاء جلية على الرجل الذي تقلد مناصب سامية في دواليب الدولة، وكان قياديا بارزا في حزب الاتحاد الاشتراكي. وبدت نفسية عليوة، التي ارتسمت على القسمات الظاهرة لوجهه طيلة مسار جنازة والدته من مسجد الشهداء بالرباط إلى المقبرة حيث وُري جسدها التراب، بمشاعر متقاذفة حيث امتزج الحزن الدفين بالرغبة في البكاء، مع محاولة الظهور بمظهر الرجل الصلب الذي لم تنل منه أقبية السجن. وشوهد عليوة وهو يكفف دموعه في سيارة نقل الموتى قريبا من جثمان والدته، كما بدا في غاية الحزن وهو يتقبل تعازي أصدقائه ومعارفه الذين جاءوا لحضور الجنازة، فيما صفت نفسيته وتحسنت بعد دفن والدته حيث كان يوزع ابتساماته على المعزين له سواء كانوا شخصيات سياسية وفنية معروفة، أو كانوا من عامة الناس. وكان لافتا أن عليوة قال في إحدى فترات سير الجنازة إلى مكانها الأخير رسالة مختصرة مفادها "أمي فتحت لي أبواب السجن"، في إشارة إلى الترخيص الاستثنائي الذي حظي به لمغادرة أسوار السجن من أجل حضور جنازة والدته التي كانت لها مكانة خاصة في قلبه. وحضر الجنازة أعضاء المكتب السياسي للإتحاد الاشتراكي، وفي مقدمتهم الكاتب الأول إدريس لشكر، الذي التحق بالمقبرة مباشرة دون المرور بالمسجد، وهو ما جعل الحضور يطرح أكثر من علامة استفهام مع نهاية صلاة الجنازة حول حضور قادة الاتحاد من عدمه. جنازة أم الوزير السابق أعادت إلى الواجهة الوزير الأول في الحكومة التي تقلد فيها عليوة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، عبد الرحمان اليوسفي الذي رفض التعليق على الحادث بدعوى أنه "لم يعد يمنح التصريحات للصحفيين". وشوهدت أيضا في جنازة أم عليوة شخصيات فنية وشبابية، من بينها المخرج المسرحي عبد الواحد عوزري زوج الوزيرة السابقة ثريا جبران، والممثل عبد الحق الزروالي، والناشط الفبرايري السابق أسامة الخليفي. وحضر الجنازة كل من محمد أوجار عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، والحبيب المالكي عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، وجمال أغماني الوزير الاتحادي السابق، ومصطفى الكثيري المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، ومصطفى العلوي قيدوم الصحافيين، وخالد السفياني منسق المجموعة الوطنية للتضامن مع العراق وفلسطين، وعبد الله البقالي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال. وفي سياق ذي صلة، علمت هسبريس أن الملك محمد السادس بعث برسالة تعزية إلى خالد عليوة، تليت في بيته بعد أداء مراسيم الدفن، وبحضور عدد من الشخصيات النقابية والسياسية وأصدقاء عليوة وعائلته.