عاد المغرب إلى الحضن الإفريقي، ليكثف من جهوده الدبلوماسية، التي وسع هامشها إلى أمريكا الشمالية، حيث اجتمع الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، يوسف العمراني، على هامش مشاركته في القمة الثالثة لأفريقيا-أمريكا الجنوبية (ASA)، والتي احتضنتها مالابو ما بين 21 و22 فبراير 2013، مع العديد من الرؤساء والوزراء من أفريقيا وأمريكا الجنوبية. وفي هذا السياق استقبل العمراني من طرف كل من رئيس جمهورية غينيا الاستوائية أوبيانغ نغيما، ورئيس ساو تومي وبرينسيبي، مانويل بينتو دا كوستا، ورئيس كوت ديفوار، الحسن واتارا ورئيس جمهورية السنغال، ماكي سال. كما اجتمع العمراني بوزير خارجية الأرجنتين، هيكتور تيمرمان، ووزير خارجية البرازيل، أنطونيو باتريوتا، ونائبة وزيرخارجية كولومبيا، مونيكا لانزيتا موتيس، بالإضافة إلى وزيرة المرأة والتنمية الاجتماعية لبيرو، آنا جارا. وخلال هذه الاجتماعات، أبرز الوزير المنتدب الآفاق الواعدة لمسلسل أفريقيا أمريكا الجنوبية، باعتباره إطارا للشراكة يتوفر على جميع المقومات اللازمة ليصير نموذجا ومرجعية للعلاقات بين بلدان الجنوب ولوضع أسس شراكة متينة، متعددة الأبعاد تعود بالنفع على الجميع. وكان العمراني قد أكد، خلال مشاركته بأشغال هذه القمة، التي انعقدت تحت شعار "الاستراتيجيات والآليات لتعزيز تعاون الجنوب – الجنوب"، على أهمية تطوير و إثراء التعاون بين أفريقيا وأمريكا الجنوبية، وأكد التزام المغرب بتعزيز هذا التعاون وإقامة شراكة فعلية بين الطرفين خدمة لمصالحهما المشتركة، وذلك في احترام لمبادئ حسن الجوار واحترام سيادة وأمن الدول ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية. كما أشاد العمراني بالنتائج الملموسة لمسلسل أفريقيا - أمريكا الجنوبية، مشيرا إلى أن التعاون جنوب- جنوب لم يعد قط خيارا، بل أصبح ضرورة حتمية لتمكين بلدان الجنوب من تلبية تطلعات شعوبها في تنمية بشرية منصفة ونمو اقتصاد مستدام، وداعيا إفريقيا في نفس الوقت إلى الاستلهام من التجربة الاندماجية لأمريكا الجنوبية، من خلال تعزيز هياكل التكامل الإقليمي، خصوصا اتحاد المغرب العربي، الذي لم يتم استغلال إمكانياته حتى الآن. ولم يفت العمراني إبراز حرص المغرب على تعزيز تعاونه مع بلدان أمريكا الجنوبية، التي يشترك معها في العديد من المقومات الثقافية واللغوية، خاصة وأن ستة ملايين مغربي يتحدثون اللغة الاسبانية، الشيء الذي من شأنه أن يشجع التعاون و يسهل استقطاب الاستثمارات. كما تطرق العمراني للتطورات الراهنة بالمنطقة، معتبرا أن عدم الاستقرار يصب فقط في صالح الجماعات الإرهابية والشبكات الإجرامية، وبالتالي يجب أن يشكل حافزا لتعزيز التعاون جنوب- جنوب وفق مقاربة جديدة مبنية على التضامن والتكامل وأضاف أن الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعرفها العالم تحمل في طياتها ليس فقط الكثير من التحديات، ولكن أيضا آمالا عريضة يتعين استثمارها.